1697
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل التاسع بعد المئة
الطبقة المملوكة
سوء حالة العبيد
ونظراً إلى ما كان يعانيه الرقيق من معاملة غليظة شديدة قاسية، ومن قسوة ينزلها بهم أصحابهم عند صدور أي شيء منهم لا يرضى عنه أصحابهم، فقد فرّ كثير منهم من ساداتهم، وخرجوا على أمرهم، فأبقوا مع علمهم بما في الإباق من عقوبة صارمة يدخل فيها قتل الابق. وانضم بعض منهم إلى الخارجين على عرف قبيلتهم من الضلال والصعاليك و الخلعاء وألفوا عصابات أخذت تعتدي على المارة وتغزو العشائر، فتصيب منها مغنماً. وقد تكتل قوم من كنانة ومزينة والحكم والقارة ومن اتبعهم من العبيد في جبل تهامة، وأخذوا يغتصبون المارة، وقد كتب اليهم الرسول، انهم إن آمنوا باًلله وبرسوله وعملوا بسنة الإسلام، فعبدهم حرّ ومولاهم محمد. ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها، وما كان فيهم من دم أصابوه او مال أخذوه، فهو لهم، وما كان لهم من دين في الناس رد اليهم. ويظهر أنهم كانوا قد هددوا الأمن في ذلك الوقت، وقطعوا السبيل، مما أدى بالرسول إلى الكتابة اليهم باًلدعوة إلى الإسلام وبترك الفتنة.
وقد فرّ بعض الرقيق من ساداتهم، ودخلوا في الإسلام، وقد خاف سادات قريش والطائف من هذه الظاهرة، لما قد تتركه من أثر عليهم وعلى أوضاعهم الاقتصادية، والعبيد ركن قويم في نظمهم الاقتصادية، فحسنوا بعض الشيء من أحوال رقيقهم، وشددوا على من شعروا إن في نفسه ميلا إلى الإسلام.
وقد أمر الإسلام بالعطف على الرقيق ففي القرآن: )واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم. إن الله لا يحب من كان مختالاّ فخوراً(. وفي كتب الحديث أحاديث في الحث على إنصاف المماليك، أي الرقيق منها حديثه: "إن اخوانكم خولكم جعلهم الله نحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس،ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم". وحث في أحاديث أخرى على إنصاف الجواري والاحسان اليهن، وعتقهن وتزويجهن إن أمكن. كما حث العبيد على خدمة سادتهم باخلاص. ونهى سادة الإماء من اكراههن على الزنا، لأخذ أجورهن.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق