إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 4 فبراير 2016

1755 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الثلاثون بعد المئة ألهندسة والنوء التوقيت


1755

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
         
الفصل الثلاثون بعد المئة

ألهندسة والنوء

التوقيت

وقد اهتم الجاهليون بأمر التوقيت، أي تعيين الم الاوقات وضبط الأزمنة، لعوامل ضرورية عديدة. فالزراعة خاضعة لتقلبات الجو وتبدل المواسم، والاعياد وكثير من الشعائر الدينية وأمور العبادة لها علاقة بالتوقيت كذلك، كما أن للتجارة وللسير في البر وفي البحر صلة كبيرة بمعرفة الأنواء. ولهذا عنوا بتتبع سير الكواكب ودراسة ملامح السماء وظواهر الطبيعة التي لها علاقة بالرياح والامطار وبامثال ذلك للاستفادة منها في الحياة العملية.

ويحدثنا الجاحظ في كتاب الحيوان عن حاجة الأعرابي إلى معرفة حال السماء وتقلبات الجو، فيقول: "عرفوا الآثار في الارض والرمل، وعرفوا الأنواء ونجوم الاهتداء، لأن كل من كان بالصحاصح الأماليس، حيث لا أمارة ولا هاوي مع حاجته إلى بعد الشقة، مضطر إلى التماس ما ينجيه ويؤديه ولحاجته إلى الغيث، وفراره من الجدب وضنه بالحياة، اضطرته الحاجة إلى تعرف شأن الغيث، ولأنه في كل حال يرى السماء وما يجري فيها من الكواكب، ويرى التعاقب بينها والنجوم الثوابت فيها، وما يسير منها مجتمعاً وما يسير منها فارداً، وما يكون منها راجعاً ومستقيماً". وفي هذا وفي غيره تفسير لسبب اهتمام الجاهليين بالتوقيت ودراسة الأنواء.

وقد اعتبر القدماء أمر التوقيت من واجبات رجال الدين: فكان رجال المعابد والكهّان هم الذين يقومون بضبط الوقت، وتثبيت الأعياد وأوقات العبادة. ظلوّا على ذلك أمداً طويلا، ولا تزال أثار ذلك باقية حتى اليوم. وكان هؤلاء الرجال قد احتكروا المعرفة والعلم لاعتقاد الناس أنهم أقرب البشر إلى الآلهة، وأن ما يقولون به إنما هو وحي منها، يوحى إلى هولاء، فعلمهم اذن نابع من مصدر صادق لا يتطرق اليه الشك.

وإذا كانت كتابات المسند لم تتحدث عن الموقتين ضباّط الزمن في العربية الجنوبية، فإننا لا نعتقد بشذوذ العرب الجنوبيين عن غيرهم في هذا الباب، خاصة وأننا نرىَ أن الكهان وسدنة المعبد ومن لهم صلة بالأصنام، كانوا هم الذين يقومون في الحجاز بضبط المواقيت والزمن، فليس يستبعد أن يختص رجال الدين في العربية الجنوبية بالتوقيت.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق