إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 3 فبراير 2016

1748 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل السادس والعشرون بعد المئة الفلسفة والحكمة الحكمة


1748

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
       
الفصل السادس والعشرون بعد المئة

الفلسفة والحكمة

الحكمة

واما "الحكمة"، فقد ذكر أهل الأخبار أمثلة عديدة منها زعموا انها لحكماء جاهليين، اوردوا أسمائهم، ولكنهم لم يفيضوا في بيان سيرهم وتراجم حياتهم، بعض ما نسب اليهم سجع قصير، وبعضه كلام منظوم وبعضه مثلٌ زعم انهم ضربوه فسار بين الناس.

وقد اشتهر الشرق بالحكمة، وهو ما زال على جبه لها باعتبارها أداة للتعليم والتثقيف. والحكيم، هو "حكيمو" Hakimo في الإرمية، بمعنى عالم. ونرى في التوراة اصحاحات مثل: الأمثال وأيوب ونشيد الأنشاد وغيرها، ملئت حكمة. والحكيم هو "حكميم" عند العبرانيين. وأما الحكمة، فهي: "حوكماه" "حوكمه" Hokhmah.

و "الحكيم" في تعريف علماء اللغة العالم وصاحب الحكمة، المصيب برأيه، الذي يقضي على شيء بشيء، فيقول: هو كذا وليس بكذا. وهو الذي يحسن دقائق الصناعات ويتقنها. وقد ورد في الحديث: إن من الشعر لحكماً، أي إِن في الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما، قيل أراد به المواعظ والأمثال التي ينتفع بها الناس. ويروى إن من الشعر لحكمة. وقد سمىّ الأعشى قصيدته المحكمة حكيمة، أي ذات حكمة، فقال: وغريبة تأتي الملوك حكيمة  قد قلتها ليقال من ذا قالها

وقالوا إن من معاني: الحكيم الحاكم، وهو القاضي، أو هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها، وان الحكمة: العدل ورجل حكيم، عدل حكيم. وان "المُحكم" هو الشيخ المجرب المنسوب إلى الحكمة، ولذلك يقال للرجل اذا كان حكيماً: قل احكمته التجارب. والحكيم: المتقن للأمور. وفي هذه التعاريف دلالة على انهم كانوا يسمون الحكمة بالتبصر في الأمور، وباستقراء الحوادث ودراستها لاستخراج التجارب منها، والحكم بموجبها، ومن هنا أدخلوا الحكم بين الناس، والنظر في الأحكام في جملة أمور الحكمة.

وليس هذا الرأي، هو رأي العرب وحدهم. فقد كان هذا الرأي معروفاً عند غيرهم أيضاً، فنجد الحكماء عندهم حكاماً محكمون في الخصومات وفي المنازعات: بفضل ما اوتوا من فطنة وصبر وذكاء وعلم، وهي من أهم صفات، الحكم. ونجد في أدب الشرق الأدنى القديم أشخاصاً مثل "أحيقار" الشهير، يجمعون بين الحكم والحكمة، وقد ضرب بهم المثل في نجاحهم في اصدار الأحكام. والحكيم في الشرق بمنزلة الفيلسوف عند اليونان. وما "ارسطو" الفيلسوف اليوناني الشهير وكذلك أفلاطون، غير حكماء في نظر الشرقيين. ولذلك ادخلوا في "الحكماء". والحكيم هو مؤدب ومرشد وواعظ يعظ الناس ويرشدهم في هذه الحياة، وهو خير مستشار في كل شيء، لأنه بفضل ما يملكه من عقل ومن تجربة يستطيع إن يفصل بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ. ولذلك كان الحكماء هداة قومهم واساتذتهم وفلاسفتهم، أقوالهم حكمة للناس ودرس في كيفية السير في العالم.

ولكننا لا نستطيع أن نرادف بين "الحكمة" وبين "الفلسفة". فبين الاثنين فرق كبير في المفهوم ولا يمكن "أن نقول إن الفلسفة بالمعنى اليوناني، هي في مفهوم "الحكمة" عند شعوب الشرق الأدنى. لأن بين الفيلسوف وبين "الحكيم" تباين كبير في اسلوب البحث وفي كيفية التوصل إلى النتائج والمعرفة وفي مفهوم كل واحد منهما لهدف الآخر، وفي الغاية المقصودة من كل منهما، فالغاية من الحكمة العبرة والإتعاظ والأخذ بما جاء فيها من حكم، أي غايات عملية وتأديبية، بينما الغاية من الفلسفة البحث عن معنى الحكمة وعما يكون وراء الطبيعة من خفايا غير مكتشفة وأسرار.

وقد وردت لفظة "الحكمة" في القرآن الكريم. وقد ذكر العلماء أن الحكمة اسم للعقل، وإنما سمي حكمة لأنه يمنع صاحبه من الجهل. فالحكمة إذن، هي بمعنى العلم والتفقه. وهي بذلك ذات حدود واسعة، بل لا نكاد نجد لها حدوداً معينة فاصلة، فقد شملت أموراً كثيرة، اطلقت على رجال اشتهروا بالحكم بين الناس، أي بالبت فيما ينشأ بينهم من شجار وخصومة. وأطلقت على أناس ذكر أنهم كانوا كهاناً، وأطلقت على جماعة عرفت بأن لها رأياً في الدين، وأطلقت على نفر كان لهم رأي في المعالجة والتطبيب، وأطلقت على نفر عرفوا بقراءة الكتب القديمة، أي الكتب السماوية وغيرها مما كان عند يهود والنصارى وعند الروم والفرس، وأطلقت على غير ذلك، فهي إذن كما ترى ذات معان واسعة شاملة.

ويلاحظ إن القرآن الكريم، قد اورد لفظة "الحكمة" بعد لفظة "الكتاب" وفي حالة العطف، أي على هذه الصورة: "الكتاب والحكمة"، واستعملها بعد لفظة "الملك" في الآية: )وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء(. واستعملها مفردة كما في )يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً(، وفي مواضع أخرى. وقد ذهب المفسرون إلى إن المراد من الكتاب القرآن، ثم اختلفوا في معنى الحكمة، فمنهم من قال انها السنة، ومنهم من قال المعرفة بالدين والفقه، ومنهم من قال: الحكمة العقل في الدين، أو الاصابة في القول والفعل، إلى غير ذلك من أقوال، تدل على إن تفسيرها بمعنى السنة والتفقه في الدين من التفسيرات التي ظهرت في الإسلام. أما معناها عند الجاهليين، فكان بمعنى الخبرة المكتسبة من الملاحظات العميقة إلى الأشياء، أو المستخلصة من التجارب، وبمعنى العلم والرأي الصائب. وبهذا المعنى جاءت الحكمة عند الساميين. فقد كان الحكيم عندهم العالم الذكي الفطن الذي ينظر بعين البصيرة إلى أعماق الأمور بتؤدة وتبصر وأناة، فيبدي رأيه في كل شيء في هذه الحياة، من سياسة واقتصاد، ومن أمور تخص السلم أو الحرب، أو الخدع. والحكم بين الناس. ولهذا كان الحكماء في أعلى الدرجات في مجتمعهم من ناحية الثقافة والرأي.

ويظهر من دراسة ما ورد في المؤلفات الإسلامية عن الحكمة والحكماء أن الجاهليين أرادوا بالحكمة حكايات وأمثلة فيها تعليم ووعظ للانسان، يقولونها ليتعظ بها فما حياته وليسير على وفق هدى هذه الحكم. وهي حكم حصلت من تجارب عملية، ومن ملاحظات وتأملات في هذه الحياة. ولهذا نسبوا الحكمة إلى أناس مجربين أذكياء لهم صفاء ذهن وقوة ملاحظة مثل: "أكثم بن صيفي" و "قس بن ساعدة الإيادي" وغيرهما ممن سيأتي الكلام عليهم وروي أن "عمر ابن الخطاب" قال لكعب الأحبار وقد ذكر الشعر: "يا كعب، هل تجد للشعراء ذكراً في التوراة? فقال كعب: أجد في التوراة قوماً من ولد اسماعيل، أناجيلهم في صدورهم، ينطقون بالحكمة، ويضربون الأمثال، لا نعلمهم إلا العرب". فالعرب هم اصحاب حكمة وأمثال على رأي "كعب الأحبار" إن صح إن هذا القول المنسوب إليه هو من أقواله حقاً، والأمثال باب من أبواب الحكمة، بل تكاد تؤدي معناها عند الجاهليين، فالحكيم عندهم هو الذي ينطق بالحكم يقرنها بالأمثال، وبالقصص والنوادر.

وإذا بحثت عن الحكمة في العهد القديم تجدها في الأمثال، وفي سفر أيوب، وفي نشيد الانشاد، وفي سفر الجامعة والحكمة وفي "سيراخ"، وفي حكمة "سليمان" التي هي في المزامير. وهي أمثال في الغالب نبعت من تجارب أخذ العبرانيون بعضها من غيرهم،ونبع بعض آخر من تجاربهم الخاصة، وظهرت عندهم أمثال إنسانية عامه تخطر على بال كل إنسان، فهي عامة مشتركة، لم يأخذها قوم من قوم، وإنما هي خاطرات وتجارب تظهر لكل إنسان، فضرب بها المثل في كل لسان.

ونحن لا نملك في هذا اليوم كتابة جاهلية، فيها حكم من حكم الجاهليين.

وكل ما ورد الينا من حكمهم مأخوذ من موارد اسلامية. ولذلك صار كلامنا على الحكمة في الجاهلية مثل كلامنا على سائر معارف الجاهليين، ضيفاً محدوداً، منبعه ما ورد عنها عند المسلمين.

ويظهر من بعض الحكم المنسوبة إلى الجاهليين، انها ترجع إلى أصل يوناني، حيث نجدها مدونة في كتب فلاسفتهم مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، مما يدل على انها دخلت إلى العربية عن طريق الترجمة من اليونانية أو من السريانية، وعن طريق بلاد الشام في الأغلب، حيث كانت الثقافة اليونانية قد وجدت لها سبيلاً هناك، بحكم خضوعها لليونانيين قبل الميلاد وبعد الميلاد، وبحكم وجود جاليات يونانية كبيرة هناك.

ويظهر من دراسة بعض آخر من الحكم المنسوبة إلى الجاهليين انها من أصل فارسي. ولا يستبعد أن تكون قد دخلت من الأدب الفارسي القديم إلى عرب العراق، وقد عاشوا قبل الإسلام في اتصال وثيق مع الفرس. وكان بعض العرب قد أتقنوا الفارسية وأجادوا فيها، كما إن من الفرس من كان قد تعلم العربية وبرع فيها. ثم إن بين ذوقي العرب والفرس تشابه في نواح من الأدب، ولهذا كان أثر الأدب الفارسي في الأدب العربي أكبر وأظهر من أثر الأدب اليوناني فيه.

ونجد في الحكم المنسوبة إلى "أحيقار"، شبهاً لها في الحكم العربية القديمة، وترجمة أصيلة لبعض حكمه أحياناً. خذ قوله: "يا بني إذا أرسلت الحكيم في حاجة، فلا توصه كثيراً، لأنه يقضي حاجتك كما تريد. ولا ترسل الأحمق، بل امضِ أنت واقض حاجتك". ولو درست بقية حكمه، وما ورد في الحكم المنسوبة إلى الجاهليين، ترى شبهاً كبيراً في المعنى بل في اللفظ في الغالب، مما يدل على انها ترجمة أُخذت من السريانية فعربت ونسبت إلى الجاهليين، أو أن الجاهليين وقفوا عليها فصاغوها بلسانهم، فنسبت اليهم. واكر حكمه موجهة إلى ابن اخته "نادان"، حيث يعظه فيقول: "يا بني...".

غير أن علينا ألا ننسى، بان من الحكم، ما هو عام، يرد على خاطر أغلب الشعوب، وعلى لب أكثر الناس، حتى وإن لم يكونوا من المثقفين الدارسين. لأنه مما يتشارك فيه العقل الإنساني، فيكون عالمياً إنسانياً. ولهذا، فنحن لا نستطيع إن نردّه إلى أحد، ولا أن نرجه إلى مرجع معين. ولا نستطيع أن نقول إن العرب اخذوه من غيرهم، أو إن الأعاجم أخذوه من العرب. بسبب ما ذكرته من كونه من نتاج عقل واحد، هو القاسم المشترك بين عقول الإنسان.

واذا صح ما روي من أن "سويداً بن الصامت" المعروف ب "الكامل"،  

كان يملك "مجلة لقمان"، وقد أراها الرسول مقدمه عليه بمكة، وما ذكر من انها كانت في الحكمة. فتكون هذه المجلة، أو الكتاب، أقدم شيء يصل اسمه الينا من الكتب التي تداولها أهل الجاهلية. ولم يذكر الرواة -ويا للاسف - محتويات تلك المجلة ونوع الحكم التي احتوتها.

فقد روي "إن سويد بن صامت قدم مكة حاجاً أو معتمراً، وكان سويد انما يسميه قومه فيهم الكامل لجلده وشرفه ونسبه ... فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين سمع به، فدعاه إلى الله والاسلام، فقال له سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما الذي معك? قال: مجلة لقمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعرضها علي، فعرضها عليه، فقال له: إن هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل من هذا، قرآن أنزله الله عليّ هو هدى ونور. فتلا عليه رسول الله القرآن، ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه. وقال: إن هذا لقول حسن. ثم انصرف عنه، فقدم المدينة على قومه، فلم يلبث إن قتلته الخزرج" وكان قتله قبل يوم بعاث.

والمجلة: الصحيفة فيها الحكمة، وكل كتاب عند العرب مجلة، وقيل: "كل كَتاب حكمة عند العرب مجلة". قال النابغة: مجلتهم ذات الإلـه ودينـهـم  قويم فما يرجون غير العواقب

وبالنظر الى اشتهار لقمان في الأدب العربي بالحكمة عن طريق ضرب الأمثال، ونظراً لظهور أمثال كثيرة في الإسلام نسبت إليه، فإن من المحتمل أن تكون تلك المجلة التي زعم أنها كانت عند "سويد" مجموعة من حكم وأمثال، لا ندري من جمعها فنسبها إليه، لعدم اشارة أهل الأخبار إلى ذلك، ولا يستبعد أن تكون هذه الأمثال من الأمثال المنتزعة من التوراة أو من الإنجيل أو من كليهما، فدوّنت في مجلة أي في كراسة أو كتاب فنسبها أهل الأخبار إليه، نظراً لما جاء في القرآن الكريم من نسبة الحكمة إليه. وقد تكون تلك المجلة من حكم الحكيم "أحيقار"، الحكيم الشهير صاحب الأمثال الذي كان مقرباً إلى الملك "سنحاريب" ومستشاراً له. فله في أدب "بني إرم" ذكر خاص، وله أمثال في الإرمية طبعت ترجمت الى جملة لغات. وعرفت أمثاله في العربية كذلك، في أيام الجاهلية، فأشار "عدي بن زيد العبادي" إليه والى قصته.

ولقمان: شخصية ذكرت في القرآنن وفي القرآن الكريم سورة سميت باسمه. ووروده في كتاب الله، دليل على وقوف الجاهليين بقصصه وشيوع خبره وأمره بينهم. وفي في كتب التفسير والأدب والأخبار وكتب المعمرين قصصاً عنه. وقد عرف ب "لقمان الحكيم". وقد بحث عنه المستشرقون، وحاولوا تحليل القص الوارد عنه وارجاعه إلى أصوله. وقد بحث في ذلك المحدثون في مصر وفي غير مصر من البلاد العربية.

قال "الجاحظ": "وكانت العرب تعظم شأن لقمان بن عاد الأكبر والأصغر لقيم بن لقمان في النباهة والقدر، وفي العلم والحكم، وفي اللسان والحلم، وهذان غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن على ما يقوله المفسرون. ولارتفاع قدره وعظيم شأنه، قال النمر بن ثولب: لقُيم بن لقمان من أختـه  فكان ابن أخت له وابنما

ليالي حمق فاستحضنت  عليه فغُرّ بها مظلمـا

فغرّ بها رجل محكـم  فجاءت به رجلاً محكما

وقد أشار "المسيب بن علس" إلى "لقمان" في شعره، كما ذكره "لبيد ابن ربيعة" الجعفري في شعره كذلك، واشار إليه "يزيد بن الصعق" الكلابي في شعر هو: اذا ما مات ميت من تمـيم  فسرّك أن يعيش فجئ بزادِ

بخبز أو بلحم أو بـتـمـرٍ  أو ألشئ الملفّف في البجاد

تراه يطوف الآفاق حرصاً  ليأكل رأس لقمان بن عادِ

وقيل إن هذا الشعر هو لأبي مهوش الفقعسي.

وورد ذكر "لقمان" في شعر "أفنون" التغلبي، وفي شعر "سليمان بن ربيعة بن دباب بن عامر بن ثعلبة"، وفي شعر شعراء آخرين.

وعرف لقمان عند الجاهليين كذلك بالنباهة والذكاء وبالعلم وبقوة اللسان والحلم وبخلال أخرى يرون أنها من سجايا الحكماء، حتى زعم أن أختاً له، وكانت مُحَمَّقة، تحايلت عليه، فاتصلت به اتصال الزوجات، طمعاً في الحصول على ولد ذكي حكيم منه يكون على شاكلته، فأحبلها بولد عرف ب "لقيم"، ذكر في شعر ينسب إلى النمر بن تولب. ولأهل الأخبار قصص عنه وعن أخت لقمان.

و ذكر "الجاحظ" أن "لقمان"قتل ابنته، وهي صحر أخت لقيم، وقال حين قتلها: ألستّ امرأة! وذلك أنه كان قد تّزوج عدة نساء، كلهن خنّه في أنفسهن، فلما قتل أخراهن ونزل من الجبل، كان أول من تلقاه صحر ابنته، فوثب عليها فقتلها وقال: وأنت أيضاً امرأة! وللجاحظ قصص عنه.

وفي سورة "لقمان"، )ولقد آتينا لقمان الحكمة: إن يشكر لنفسه، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن الله غني حميد. وإذَ قال لقمان لابنه، وهو يعظه: يا بني لا تشرك بالله، إن الشرك لظلم عظيم". فلقمان إذن "حكيم من الحكماء، و هب الحكمة وصواب الرأي. له ولد وعظه ونصحه.

وفي كتب قص الأنبياء وكتب الأخبار والأدب وصايا للقمان، وعظ بها ابنه، وأدبه، هي قطع في التأديب وفي قواعد السلوك.

وفي جملة ما رواه أهل الأخبار من حكمه إن مولاه قال له يوماً "اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها. قال: أخرِج أطيب مضغتين فيها،فأخرج اللسان والقلب. ثم مكث ما شاء الله، ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها. فقال: اخرج أخبث مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب. فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرجتهما، وأمرتك إن تخرج اخبث مضغتين فيها فأخرجتهما. فقال له لقمان: انه ليس من شيء أطيب منهما اذا طابا، ولا أخبث منهما اذا خبثا".

وقد ذكر أهل الأخبار امرأة يقال لها: "صحر بنت لقمان"، قالوا: انها اشتهرت بالعقل والكمالُ الفصاحة والحكمة، وان العرب كانت تتحاكم عندها فيما ينوبهم من المشاجرات في الأنساب وغيرها، قالوا انها كانت ابنة لقمان، منهم ما زعم انها اخته لا ابنته.

ُذكر أهل الأخبار لن "لقمان" هو ممن أمن ب "هود"، وأما لقمان المذكور في القرآن، فهو غيره. وكان لقمان القرآن ابن أخت أيوب، أو ابن خالته، وقيل كان من ولد"آزر" ت وأدرك داوود وأخذ منه العلم، وكان يفتي قبل مبعث داوود، فلما بعُث قطع الفتوى، وكان قاضياً في بني اسرائيل، وكان حكيما ولم يكن نبياً. وورد انه كان راعياً أسود، فرزقه الله العتق، وقيل: كان اسود من سودان مصر خياطاً، وقيل كان نجاراً. وذكر "الجاحظ": أن "لقمان" من السودان، وهو الذي يقول: ثلاثة لا تعرفهم إلا عند ثلاثة: الحليم عند الغضب، والشجاع عند الخوف، والأخ عند حاجتك.

وقال. لابنه: إذا أردت أن تخالط رجلاً فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك وإلا فأحذره.

ولم يرووا ذلك عنه الا وله أشياء كثيرة. وأكثر من هذا مدح الله إياه وتسميته الحكيم، وما أوصى به ابنه".

ويشبه قصص "لقمان" وما يضرب على لسانه من أمثال، قصص "ايسوب" عند الأوروبيين، وهو الباحث عن الحكمة عن طريق ضرب الأمثال وقول الألغاز والقص. وقد رأى بعض الباحثين أن لأمثال لقمان وحكمه صلة ب "احيقار". وذهب بعض المستشرقين إلى وجود صلة بين لقمان وبين بعض الشخصيات القديمة التي يرد اسمها في الأدب القديم مثل Prometheus و Alkmaion و Lucian و "سليمان"، وبلعام.

وقد ضرب "ابو الطمحان حنظلة بن الشرقي القيني" المثل بتشتت حي لقمان، وبتفوقهم أفراقاً اذ يقول: أمست بـنـو الـقـين افـراقـاً  موزعة كأنهم من بقايا حي لقمان

وقد اشتهر "سليمان" عند العرب بالحكمة أيضاً، فعرف عندهم ب "سليمان الحكيم"، وقد تشير إليه في القرآن الكريم. وكان اليهود والنصارى هم نقلة أخبار هذه الحكمة إلى الوثنيين. وكان يهود المدينهّ مصدر هذه الأخبار بالدرجة الأولى، فقد كانوا بحكم اختلاطهم بأهل يثرب قد أذاعوا بينهم قصصاً اسرائيلياً، ومنه قصص داوود وسليمان.

و"سليمان" أحكم الحكماء عند اليهود، يذكرون "إن حكمته فاقت حكمة جميع العلماء في عصره. وكان أحكم من جميع الناس". ويذكرون انه ألف الأمثال. ونطق بثلاثة ألاف مثل، وألف خمس نشائد. ووضع نشيد الأنشاد الجامعة. وذاعت حكمهَ سليمان وانتشر خبرها في كل الأنحاء بحيث أتى ألناس من الأباعد ليشاهدوها وكانوا يمتحنونه بمسائل عسرة، في جملتهم ملكة سبأ التي سمعت بحكمته فجاءت تمتحنه كما جاء ذلك في التوراة.

وتقترن لفظة "مجلة" عادة بالحكمة. قال علماء العربية: "والمجلة، بفتح الميم، الصحيفة فيها الحكمة"، وقد تتألف من "صحف". و "الصحيفة" الكتاب. وذكر علماء اللغة إن "الوضيعة: كتاب تكتب فيه الحكمة.. وفي الحديث انه نبي وان اسمه وصورته في الوضائع".

وقد ذكر أهل الأخبار أن "قيس بن نشبة"، كان منجماً متفلسفاً في الجاهلية. وهو ممن ادرك أيام الرسول. وذكر أنه من "بني سُليَم"، وانه كان يعرف الرومية والفارسية ويقول الشعر. وانه جاء إلى الرسول "بعد الخندق فقال: إني رسول من ورائي من قومي، وهم لي مطيعون واني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحى إليه فسأله عن السموات السبع وسكانها وما طعامهم وما شرابهم، فذكر له السموات السبع والملائكة وعبادتهم، وذكر له الأرض وما فيها فأسلم ورجع إلى قومه، فقال: يا بني سليم قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئاً من كلامهم فأطيعوني في محمد فإنكم أخواله فإن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا وإن تكن الأخرى، فإن العرب لا تقدم عليكم. فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر، فما برحت حتى لان بكلامه. وقيل عنه إنه كان يتأله في الجاهلية وينظر في الكتب، فجاء إلى الرسول لما سمع به، وسأله، فامن به. ولعلمه سماه رسول الله: "حبر بني سُليم"، وكان إذا افتقده يقول: يا بني سليم أين حبركم. وهو عم الشاعر العباس بن مرداس، أو ابن عمه، ولما أسلم قال: قال هذه الأبيات: تابعت دين محمد ورضيتـه  كل الرضا لأمانتي ولديني

ذاك امرؤ نازعته قول العدا  وعقدت فيه يمين بيمينـي

قد كنت آمله وانـظـر دهـره  فالـلـه قـدر أنـه يهـدينـي

أعني ابن آمنة الأمين ومن بـه  أرجو السلامة من عذاب الهون

وذكر أنه كمان قد قدم مكة في الجاهلية فباع إبلاّ له فلواه المشتري حقه، فكان يقوم فيقول: يا آل فهر كنت في هذا الحـرم  في حرمة البيت وأخلاق الكرم

أظم لا يمنع مني من ظـلـم

فسمع به عباس بن مرداس، فكتب إليه أبياتاً منها: وائت البيوت وكن من أهلها ودداً  تلق ابن حرب وتلق المرء عباسا

فقام العباس بن عبد المطلب واخذ له بحقه. وقال: أنا لك جار ما دخلت مكة، فكانت بينه وبين يني هاشم مودة.

وذكر إن "أبا العاصي بن امية بن عبد شمس"، كان حكيماً. وقد عد من حكماء قريش وشعرائهم. كما ذكر إن "الحكم ين سعيد بن العاص بن أمية" الأموي، كان من الكتاّب بمكة في الجاهلية، والذي علم الكتابة بالمدينة بامر الرسول، كان يعلم الحكمة " وذكر "ابن حبيب"، ان "الحكم بن سعيد" كان من أمراء الرسول "على قرى عربية"، وذكر أيضاً إن الرسول سماه "عبد الله وجعله يعلم الحكمة"، وقد استشهد يوم مؤتة.

ويظهر إن الحكمة المنسوبة إلى "قيس بن نشبة"، أو إلى "الحكم بن سعيد" كانت نوعاً من العلوم الي يدرسها الفلاسفة والحكماء في ذلك الوقت، أي علوماً يونانية، وتأملات وملاحظات عن هذا العالم، فهي دراسة منظمة تختلف في طرازها عن الحكمة القائمة على القصص وضرب الأمثال. وقد تكون قد اخذت من الكتب اليونانية أو السريانية، أو الفارسية، فقد رأينا أهل الأخبار. يذكرون إن "قيس بن نشبة" كان يعرف الرومية والفارسية، كما ذكروا مثل ذلك عن النضر بن حارث بن كلدة وعن الأحناف، وأنا لا أستبعد احتمال ذلك، لأن بعضهم كان قد وصل العراق وبلاد الشام وخالط الأعاجم، كما كان من الأعاجم من سكن مكة والقرى العربية الأخرى لأغراض مختلفة، ومنهم من كان على فقه بعلوم قومه، ومعرفة علمية بلغتهم، فلا يستبعد اذن تعلم من كان فيه ميل من العرب إلى العلم والثقافة،العلم والفلسفة والنظر من تلك البلاد التي زاروها، ومن هؤلاء.

وذكر إن "النضير ين الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف"العبدري القرشي كان من حكماء قريش. وقد استشهد يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة. وكان أخوه "النضر بن الحارث"، شديد العداوة للرسول، فقتله علي يوم بدر كافراً، قتله بالصفراء.

وروى "عمران بن حصين"، "عمران بن الحصين"، حديثاً عن رسول الله، هو: "الحياء لا ياتي إلا بخير"، فقال " بشير بن كعب، وكان قد قرأ الكتب: إن في الحكمة: أن منه ضعفاً. فغضب عمران، وقال: أحدثك: لما سمعت من النبي، وتحدثني عن صحفك هذه الخبيثة". ويظهر إن "بشيراً" هذا كان ممن طالع كتب أهل الكتاب ووقف على الحكمة.

وقد ذكر الأخباريون أسماء أناس آخرين عرفوا بالحكمة كذلك، مثل: أكثم بن صيفي التميمي، من رؤساء تميم ومن "حكام العرب". ويلاحظ أن الأخباريين يخلطون في الغالب بين الحكيم والحاكم، فيجهلون "حكّام العرب" من "حكماء العرب" ويذكرون أحكامهم في باب. كذلك نسبوا معظم خطباء الجاهلية إلى الحكمة كذلك، مما يدل على أن للحكمة عند الأخباريين معنى واسعاً، يشمل كل ما فيه عظة وتعليمٌ. وقد كان العبرانيون وبقية الساميين يجعلون الحكام من طبقة الحكماء، لأن الحاكم لا بد وان يكون حكيماً، أي مدركاً فطناً نافذاً إلى بواطن الأمور، يحكم عن عقل ناضج وعن رأي مصيب، فهم اولى وأقدر على ابداء الأحكام الصحيحة من غيرهم، ولهذا نجد ارتباطاً كبيراً في المعنى وفي اللفظ بين لفظتي حاكم وحكيم.

ومن حكام العرب الذين ذكرهم أهل الأخبار، ونسبوا اليهم الحكم والاصابة في الرأي وصدق الأحكام "عامر بن الظرب العدواني" حكيم قيس، وقد عدوه "من حكماء العرب، لا تعدل بفهمه فهماً ولا بحكمه حكمآً". وقالوا: انه هو المراد في قول العرب: "إن العصا قُرعت لذي الحلم". أما "ربيعة"، فتقول: انه "قيس بن خالد بن ذي الجدّين". وأما تميم، فتنسب هذا الفخر إلى رجل منها هو "ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم". وأما اليمن، فتقول: انه "عمرو بن حممة الدوسي"، ويذكر بعض، آخر إنه "عمرو بن مالك بن ضبيعة، أخو سعد بن مالك الكناني".

وفي كتاب "العقد الفريد"، قصة اجتماع وقع بين عامر بن الظرب العدواني وحممة بن رافع الدوسي وبين ملك من ملوك حمير، ورد فيها: أن الملك قال لهما: تساءلا، حتى أسمع ما تقولان ? ودوّن رواة هذه القصة ما جرى في الاجتماع من أسئلة وأجوبة. ومدارها خاطرات عن الحياة وعن الناس وعن الأدب، بالسجع المألوف. ومما جاء فيها إن أحكم الناس " من صمت فاذّكر، ونظر فاعتبر، ووعظ فازدجر"، وان أجهل الناس من رأى الخُرق مغنما"، والتجاوز مغرماً".

وذكر أنه كل إن قد جمع قومه "عدوان"، فنصحهم بقوله: " يا معشر عدوان: الخير ألوف عروف، وإنه لن يفارق صاحبه حتى يفارقه، وإني لم اكن حكيما حتى صاحبت الحكماء، ولم أكن سيدكم حتى تعبدت لكم. وكان كما يقول "ابن حبيب"، آخر حكام العرب وقضاتهم وأئمتهم قبل انتقال الحكومة إلى "بني تميم" بعكاظ، وروي له حكم في "الخنثى"، وأيد الإسلام حكمه. ورووا له شعراً في الخمر، يقول فيه: إن أشرب الخمر أشربها للذتها  وإن أدعها فإني ماقـت قـال

لولا اللذاذة والفتيان لـم أرهـا  ولا رأتني إلا من مدى الغـالَ

سئالة للفتى ما ليس يمـلـكـه  ذهابة بعقول القوم والـمـال

مورثة القوم أضغاثاً بلا احـن  مزرية بالفتى ذي النجدة الحال

أقسمت بالله أسقيها وأشربـهـا  حتى يفرق ترب القبر أوصالي

وفيه يقول ذو الاصبع العدواني: ومنا حكـم يقـضـي  فلا ينقضي ما يقضى

ومن حكمه: "الرأي نائم، والهوى يقظان، فمن هناك يغلب الهوى الرأي".

وله جواب على خطاب "صعدة بن معاوية" حين جاء إليه يخطب ابنته. وكانت له بنت عدت من حكيمات العرب، حتى جاوزت في ذلك مقدار "صحر بنت لقمان"، و "هند بنت الخس"، و "جمعة بنت حابس ين مُليل" الاياديين.

وذكر أهل الأخبار أن من حكام تميم في الجاهلية: أكثم بن صيفي، وحاجب ابن زرارة، والأقرع ين حابس، وربيعة بن مخاشن، وضمرة بن ضمرة. ويذكرون إن "ضمرة" حكم، فأخذ رشوة، فغدر. والغدر عيب كبير، ومن أذم الصفات عند الجاهليين.

وقد نسب أهل الأخبار حكماً وأمثلة لأكثم بن صيفي، منها المثل: "مقتل الرجل بين فكّيه" يعني لسانه، ومن الأقوال المنسوبة إليه، قوله: " تفاءوا في الديار، وتواصلوا في المزار"، وقوله: "تباعدوا في الديار تقاربوا في المودة". وقد عد أسلوب كلامه من أرشق أساليب الفصحاء، ومن أحكم كلام، فيه. نصائح وحكم مع بلاغة متناهية وضاحة. ونسبوا له خطباً منمقة هو في نظري من هذا النثر المصنوع، الذي وضع على لسانه في الإسلام.

وقد اشتهرت. "تميم" بكثرة حكمائها، ونلاحظ إن هؤلاء الحكماء كانوا حكاماً كذلك، محكمون بين الناس فيما يقع بينهم من شجار. ومعنى هذا إن بين الحكمة والحُكم عند العرب الجاهليين صلة متينة. وقد رأيت إن تميما كانت قد احتكرت لنفسها الحكومة في سوق عكاظ على ما يذكره أهل الأخبار. وهم من القبائل المتقدمة.بالنسبة إلى القبائل الأخرى التي كانت عند ظهور الإسلام، انتقلت إليها هذه الحكومة من "بني عدوان"، الذين كان آخر حكامهم "عامر بن الظرب" العدواني.

وقد كان لاتصال أهل الأخبار بتميم، دخل ولا شك في كثرة أسماء حكمائها التي وصلت الينا من خلال دراستنا لكتبهم، فقد كان اتصالهم بها اكثر من اتصالهم. بأية قبيلة أخرى، لوجودها على مقربة من الكوفة والبصرة، ولذلك أكثروا اللغة عنها، حتى صرنا نعرف من أمور نحوها ولغتها ما لا نكاد نعرفه عن نحو ولغة أية قبيلة اخرى. ولرجال تميم خطب طويلة، في الحكم، هي تأملات وخاطرات وضعت على ألسنتهم في الإسلام، إذ لا يعقل كما سبق أن قلت في مواضع متعددة من هذا الكتاب وصول نصوص نثر، بهذا النوع من الضبط والتحري عن أهل الجاهلية حتى نحكم بصحة نصوص ما نسب إلى حكماء تميم. نعم قد يقول قائل، إن. الشاعر "بشر بن ابي فحازم" كان قد أشار إلى "كتاب بني تميم"، فلا يستبعد أن يكون "بنو تميم" قد سجلوا خطب وأشعار سادتهم فيه، ولكني أقول إن من العلماء من نسب هذا الشعر إلى "الطرماح ابن حكيم" وهو شاعر إسلامي، توفي في حوالي السنة "155"، واننا حتى "بني تميم"، فإننا لا نستطيع إن ناخذ بالظن، ونقول بصحة مثل هذه الخطب للمنسوبة إلى خطباء وحكماء تميم لمجرد وجود اشارة إلى كتاب عندهم لا نعرف من امره شيئاً، غير اشارة إلى اسمه وردت في شعر، لا ندري مبلغ درجته من الصحة والاصالة.

وممن نسبت إليه الحكمة "الأفوه الأودي"، وهو شاعر اسمه "صلاءة بن عمرو" من "أود". وله قصيدة عالية، فيها رأيه في الحكم وفي الناس وفي الخير والشر وذكر انه هو القائل: ملكنا ملك لـقـاح أول  وأبونا من بني أود خيار

والعادة أن تنسب الحكم إلى المسنين، وقلم نجد حكماّ صادرة من شبان وأحداث وذلك ان العقل لا يكمل إلا بتكامل العمر وبتقدم الإنسان في السن، ويتقدمه في السن تزيد تجاربه واختباراته في هذه الحياة، فيكون عندئذ أهلاً للنطق بالحكمة. ولم يكتف أهل الأخبار ببلوغ الحكماء سن الشيخوخة الطبيعية، يل صيروا عمر معظم المعمرين فوق المئة، بل جعلوها مئات. وعمر مثل هذا كفيل بان يكون مصدراً للحكم والأمثال. ونجد في "كتاب المعمرين من العرب" للسجستاني أمثلة من عمر هؤلاء الحكماء.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق