إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 4 فبراير 2016

1774 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الاربعون بعد المئة اللسان العربي


1774

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
     
الفصل الاربعون بعد المئة

اللسان العربي

والان فلسان من، هو هذا اللسان العربي لقد علمنا انه لم يكن لسان العرب الجنوبيين، ولا لسان قوم ثمود أو اللحيانيين،أو الصفويين، لأن نصوصهم تثبت انه قد كان لهم لسان آخر، يختلف عن هذا اللسان. وذكرنا انه ليس بلسان قريش، وانما قريش كغيرهم عرب من العرب، فهل هو لسان العدنانين ? وجوابنا: كلا، فقد علمنا إن العدنانية عصبية ظهرت في الإسلام، وانها مضربة سميبت عدنانية، وقلنا إن الثقات من الرواة وقفوا في ذكر النسب عند "عدنان" ورووا إن النبي نهى عن الانتساب إلى ما بعده، وقلنا إن اسمه لم يرد في شعر شاعر جاهلي، خلا ما نسب إلى الشاعر "العباس بن مرداس"، من قوله: وعك بن عدنان الذين تلعبوا=بمذحج حتى طردوا كل مطرد وما نسب إلى لبيد، وهو من المخضرمين، من قوله: فإن لم تبد من دون عدنان والدا وقلنا أشياء أخرى تثبت إن "العدنانية" لم تظهر إلا في الإسلام، وان اسم "عدنلن" لم يكن معروفاً في الجاهلية، وربما ظهر قبيل الإسلام، ولهذا فلا يعقل أن تكون العربية، عربية العدنانيين.

إذن، فهل هي عربية مضر ? فقد ورد في الأخبار أن "عمر بن الخطاب" لما أراد أن بكتب الامام، أقعد له نفراً من أصحابه، وقال: إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضر، فإن القرآن نزل بلغة رجل من مضر"، ونجد أهل الأخبار يذكرون أنه قال: "لا يملين في مصاحفنا هذه الا غلمان قريش، أو غلمان ثقيف". وليس بين الخبرين تناقض، لأن قريشاً من مضر، فيمكن حمل الخبرين على أنهما قصدا شيئاً واحداً، هو أن القرآن نزل بلسان قريش، وقريش من مضر، ولكن مضر قبائل عديدة، سبق أن تحدثت عنها في الجزء الأول من هذا الكتاب، فيجب أن يكون نزول القرآن إذن بلغات هذه القبائل على هذا التفسير،وتكون العربية الفصحى اذن عربية "مضر"، أي عربية القبائل التي يرجع أهل الأخبار نسبها إلى "مضر"، أو حلف مضر بتعبير علمي أصح، وليست عربية جماعة معينة منها، مثل قريش.

ولكن أهل الأنساب، يجعلون لمضر أخاً هو "ربيعة"، وأخوين آخرين" هما "إياد" و "أنمار" على رأي من جعل "أنماراً" ابناً من أبناء نزار، فما هو حال لسانهم ? هل يعدّ لسانهم لسان مضر، أم كانت لهم ألسنة أخرى? أما النصوص الجاهلية، فلا جواب فيها على هذا السؤال، لأنها لا تعرف عن لسان هؤلاء الأخوة شيئاً، ولم يرد فيها أي شيء من أسمائهم وأسماء قبائلهم، ثم إن هذه القبائل لم تترك لنا كتابة نستنبط منها شيئاً عنهم، اذن فنحن لانستطيع إن نتحدث عنهم ولا عن لسانهم بأي شيء يستند الى دليل جاهلي مكتوب.وأما الموارد الإسلامية، فتجعل لسانهم لسان مضر، وكيف لا نجعل لسانهم مثل لسان مضر وهم اخوة من أب واحد. فإذا قلنا إن لسان مضر، هو اللسان العربي الفصيح، وجب علينا القول بأن لسان إخوته كان مثل لسانه، وإذن فاللسان العربي الفصيح، هو لسان هذه المجموعة المكونة من ولد "نزار" وهي من ولد اسماعيل في النهاية على رأي أهل النسب والأخبار.

اذن فنحن أمام مجموعتين من العربيات، مجموعة تكو نَ العربية الجنوبية، ومجموعة تكون العربية الشمالية، وهي عربية الاسماعيليين، و ذلك على مذهب اهل ا لأخبار.

أما أنا، فأسمي هذه العربية، عربية " ال"، من سمة "ال" أداة التعريف التي تنفرد وتتميز بها عن بقية المجموعات اللغوية العربية: مجموعة "ن" "إن"، أي المجموعة العربية الجنوبية، ومجموعة "ه" "ها"، اي المجموعة التي تعر ف الأشياء بهذه الأداة: "ه" "ها"، وتشمل اللحيانية، والثمودية، والصفوية. فكل منا استعمل"ال" أداة للتعريف، هو في نظري من الناطقين بهذه اللغة مهما كان نسبه وفي أي مكان كانت اقامته، ولذلك فالعربية الفصمس هي عربية مضر وعربية ربيعة، وعربية إياد وعربية أنمار وعربية كلب وكندة والأزد وكل المستعملين لهذه الأداة، حتى يظهر المستقبل نصوصاً جديدة، قد تاًتي بأداة أخرى لتكو"ن مجموعة جديدة من المجموعات اللغوية.

نعم إن عربية "ال" لهجات، لها خصاثص ومميزات، تحدثت عن بعضها في فصل "لغات العرب"، ولكن الفروق بينها لا تختلف عن الفروق التي نبسها بين لهجات مجموعة "ن"، أو بين لهجات مجموعة "ه"، لأنها فروق ليست كبيرة بحيث قرتفع إلى مستوى الاستقلال عن بقية اللهجات.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق