إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 4 فبراير 2016

1753 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الثلاثون بعد المئة ألهندسة والنوء النوء والتوقيت


1753

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
         
الفصل الثلاثون بعد المئة

ألهندسة والنوء

النوء والتوقيت

ومعارفنا بالأنواء والتوقيت عند الجاهليين قليلة ضحلهّ. وهي مبعثرة في كتب اللغة والأدب وفروع المعرفة الأخرى، مثل كتب الجغرافيا والأنواء. ولم يصل الينا شي منها في نصوص المسند. غير إن ما نجده في المؤلفات المذكورة على قلته وضآلته يدل على إن الجاهليين كانوا أصحاب عناية ودراية بالأنواء والتوقيت وانهم كانوا على علم أو شيء من العلم بالأنواء عند غيرهم، مثل أهل العراق أو أهل بلاد الشام. ولعلهم كانوا على اتصال مباشر أو بالواسطة بعلم اليونان واللاتين بالأنواء.

وعدم وصول شيء في كتابات المسند من علم النجوم والأنواء وما يتعلق بعلم الفلك. لا يمكن أن يكون دليلاّ بالطبع على عدم وجود علم لأهل العربية الجنوبية الجاهليين بالفلك، ولا يعقل ألا يكون لهم علم به. فقد كان العرب الجنوبيون أصحاب زراعة وتجارة، وكانوا يركبون البحر. وركوب البحر يحتاج الى علم بالنجوم وبتقلبات الجو كما كانت ديانتهم تقوم على أساس تقديس النجوم. ولهذه الملاحظات لا بد أن يكون لأهل اليمن وغيرهم من أهل العريية الجنوبية علم بالأنواء وقد يعثر في يوم ما على نصوص مدونة بلهجاتهم فيها شيء ما من أمر هذا العلم.

والنوء عند الجاهليين هو النجم إذا مال للغروب، أو هو سقوط النجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه، وهو نجم آخر يقابله من ساعته في المشرق. وانما سمي نوءاً لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع، وذلك الطلوع هو النوء. وبعضهم يجعل النوء هو السقوط. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها، فتقول مطرنا بنوء كذا. قال الشاعر: ينعى امرءاً لاتغا الحيّ جفنتـه  إذا الكواكب أخطا نوءها المطر

وذكر أن من طلوع كل نجم إلى طلوع رقيبه، وهو النجم الاخر الذي يليه ثلاثة عشر يوماً، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة، ما خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يوماً، فتقضي جميعها مع انقضاء السنة. وذلك لتكمل السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً. وذكر بعض العلماء أن العرب لا تستنيء بالنجوم كلها، إنما يذكر في الأنواء بعضها. وقال "ابن الأعرابي": "لا يكون نوء حتى يكون مطر معه، وإلا فلا نوء".

وقد زعموا إن لكل نوء أثر في هذا الكون وفي الإنسان. فإذا حدث شيء ووقع أمر نسبوه إلى نوئه. وفي جملة ما نسبوا أثره إلى الأنواء: حدوث المطر، فإذا أمطرت السماء نسبوا المطر إلى أثر النجم الطالع في ذلك الوقت. فيقولون مطرنا بنوء كذا. وقد ذهيوا إلى إن الأنواء "28" نوءاً أو نجماً اعتقدوا انها علة الأمطار والرياح والحر والبرد. وقد ذكروا الأنواء الممطرة ومواسم المطرْ. ونظراً إلى أن السنة أربعة أجزاء، لكل جزء منها سبعة أنواء، لكل نوء ثلاثة عشر يوماً، إلا نوء الجبهة فإنه أربعة عشر يوماً، فيكون مجموع أيام السنة "365" يوماً، وهو المقدار الذي تقطع الشمس فيه بروج الفلك الاثني عشر. ونظراً لأهمية المطر في حياة جزيرة العرب، اهتموا بمراقبة مظاهر الأنواء وألوان السحب، وقد علمتهم تجاربهم إن السحب البيضاء لا تكون ممطرة، وان السحب السوداء تكون هطلة، تهطل الأمراض وتغيث الناس.

هذا وتجد للسحب أسماء كثيرة من حيث ترتيبها وأوصافها وقربها أو بعدها عن الأرض ومن حيث لونها واحتمال وجود الغيث فيها. وفي كثرة هذه الأسماء دلالة على شدة اهتمام العرب بالسحاب لما له من أثر في حياتهم، لا سيما بالنسبة إلى نزول الغيث. فقد كانوا يستسقون بالنوء،ويرجعون سبب سقوط المطر إليه. ولتعارض عقيدة الجاهليين هذه مع عقيدة الإسلام في الخلق والأسباب، جاء النهي عنها في الإسلام. ورد في الحديث: "من قال سقينا بالنجم، فقد آمن بالنجم وكفر بالله". وجعلت الأنواء من الأمور الثلاثة التي عرفت بالجاهلية والتي نهى عنها الإسلام: الطعن في الأنساب والنياحة والأنواء.

وكانوا يكرهون نوء السماك، ويقولون فيه داء الإبل،. فال الشاعر: ليت السماك ونوءه لم يخلـقـا  ومشى الأفيرق في البلاد سلما

والسماك، سماكان: الأعزل والرامح وهما نجمان نيران: وسمي أعزل لأنه لا شئ بين يديه من الكواكب، كالأعزل الذي لا رمح معه. ويقال لاْنه إذا طلع لا يكون في أيامه ريح ولا برد، وهو أعزل منها. وهو من منازل القمر، والرامح ليس من منازله، ولا نوء له، وهو إلى جهة الشمال. والأعزل من كواكب الأنواء وهو إلى جهة الجنوب. وهما في برج الميزان، ويقول الساجع: إذا طلع السماك، ذهب العكاك، فأصلح قتاك، وأجد حذاك، فإن الشتاء قد أتاك.

وقد تخصص قوم بالنوء، ورد أن "عمر بن الخطاب" "نادى العباس: كم بقي من نوء الثريا ? فقال: إن العلماء بها يزعمون انها تعترض في الأفق سبعاً بعد وقوعها. فوالله ما مضت تلك السبعُ حتى غيث الناس". وكانوا إذا أرادوا الوقوف على ظواهر الجو لجأوا الى العالمين بالأنواء، وكانوا إذا أرادوا التعبير عن خبير بها، قالوا مثلاً: "ما بالبادية أنوأ منه، أي أعلم بالأنواء منه". وذكر أهل الأخبار أن "الحارث بن زياد بن ربيع"، لم يكن في الأرض عربي أبصر منه بنجم.

واعتقاد راسخ مثل هذا في الكواكب والنجوم، لا بد أن يحمل الجاهليين على تتبع ما ورد عند الأمم الأخرى من علم الأنواء، للاستفادة منه في حياتهم العملية، وقد عاش بينهم عدد كبير من اليهود، ولهؤلاء علم أيضاً بالأنواء، ولهم اهتمام بهذا العلم، لما له من علاقة بشؤونهم الدينية. ثم كان بينهم نصارى وقفوا على هذا العلم أيضاً، وكان هؤلاء قد مضوا علم الشرقيين به وطمسوا علمهم وعلم الشرقيين بما ورد في كتب اليونان واللاتين من علم به.

وقد اتخذ الجاهليون النجوم دليلاً لهم يهتدون بها في ظلمات البر والبحر. وقد أشير الى ذلك في سورة الأنعام: )وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر(، ولا بد للاهتداء بها من الوقوف عليها، ووضع أسماء لها، وتعيين البارز منها، ووضع معالم لها، ليكون في الامكان معرفتها ومعرفة اتجاهات السير بها، والاستعانة بها وبالجهات الأربع في معرفة الاتجاه المؤدي إلى المكان المراد. فكانوا اذا سألهم سائل عن طريق قالوا: "عليك بنجم كذا وكذا"، أو "خذ بين مطلع سهيل ويد الجوزاء اليسرى العاقد لها. " إلى آخر ذلك من إشارات تفيد استدلالهم بالنجوم والكواكبُ وبالمطالع لمعرفة الطرق.

وفي الشعر الجاهلى أبيات تشير إلى اهتداء الناس في سيرهم بالنجوم فورد في شعر لسلامة بن جندل في المسيرليلا: ونحن نعشو لكم تحت المصابيح

ويقصد بالمصابيح الكواكب.

وقد سار أهل الجاهلية مثل غيرهم من الأمم القديمة على فكرة تقسيم السماء إلى " بروج". وقد أشير إلى البروج في القرآن في سورة الحجر: )ولقد جعلنا في السماء بروجاً(، وفي سورة البروج: )والسماء ذات البروج(. وقد قسم اليونان واللاتين السماء إلى "بروج". وعرف كل برج عندهم بلفظة: "بركس"، Burgus. ومن هذا الأصل أخذت لفظة "البرج" و "البروج". أخذت إما من اللاتينية أو اليونانية مباشرة، وإما من السريانية بالواسطة،، وذلك قبل الإسلام بأمد، فتعربت وصارت من الألفاظ العربية الأعجمية الأصل، مثل الفاظ أخرى دخلت العربية من أصل يوناني ولاتيني قبل الإسلام بسنين.

وللكواكب أفلاك تدور فيها، وقد أشير إليها في القرآن، فورد: )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون(.. وهي عندهم مدارات دائرية على هيأة حجر الرحى، تدور الشمس والقمر والكواكب بها، كل في فلك مقدر له.

ويرى "نالينو"، إن ما ورد في القرآن الكريم عن "البروج"، وكذلك ما ورد في الخطبة المنسوبة الى قُس بن ساعدة الإيادي من قوله: "وسماء ذات أبراج" لا يعني بالضرورة وقوف الجاهليين على البروج الاثني عشر، وأخذهم بهذه النظرية الفلكية، وذلك لأمور ذكرها، وحجج اوردها وفي جملتها أن اسماء كل البروج، ما عدا الجوزاء مترجمة من اسمائها اليونانية والسريانية. ثم إن هذه البروج لم تكن ذات فائدة عملية للجاهليين، ولهذا لا يحتمل اهتمامهم بها، واخذهم بها، ولا سيما ان معارفهم الفلكية لم تكنُ واسعة عميقة.ولهذا ذهب الى إن ما ورد في القرآن عن البروج، لا يراد به الصور المعروفة الموجودة عند اليونانيين والتي وقف عليها العرب في عصور الترجمة، وإنما هي مجرد نجوم. وقد استشهد ببعض مقطفات من كتب التفسير، في تفسير لفظة "البروج".

وقد ذكر "الطبري" أن "البروج" الواردة في "سورة البروج" الكواكب، والنجوم، والأصوب: منازل الشمس والقمر، "وذلك أن البروج جمع برج، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة، ومن ذلك قول الله: ولو كنتم في بروج مشيدة.. وهي منازل مرتفعة عالية في السماء. وهي اثنا عشر برجاً، فمسير القمر في كل برج منها يومان وثلث، فذلك ثمانية وعشرون منزلاّ، ثم ثم يستسر ليلتين. ومسير الشمس في كل برج منها شهر".

ونسب إلى أمية بن أبي الصلت علم بالبروج والكواكب، وقد ورد في الأخبار: أن الرسول أنشد قوله: زُحلٌ وثور تحت رجل يمينه  والنّسر للاخرى وليث يرصد

وفي هذا البيت، إن صح قول الرواة، أن الرسول أنشده دلالة على وقوفه على شيء من هذا بالفلك.

ويذكر العرب إن القمر يأخذ كل ليلة في منزل من المنازل حتى يصير هلالاً، وقد أشير إلى المنازل في القرآن: ) والقمر قدّرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم(. والمنازل ثمانية وعشرون منزلاً في كل شهر ينزلها القمر. وكل من الشمس والقمر يجريان في فلكهما، )لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا القمر ينبغي له إن يدرك الشمس،وكل في فلك يسبحون(. والعرب تزعم أن الأنواء المنازل، وتسميها نجوم الأخذ، لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل منها حتى يصير هلالاً، وهي منسوبة إلى البروج الاثني عشر. وفي كل برج من البروج منزلان وثلث من منازل القمر، وهي نطاق الفلك، والفلك مدار لها. وإنماُ سمي فلكاً لاستدارته.

وأول ما يعد العرب من "المنازل" "الشَرطان"، وهما كوكبان يقال هما قرنا الحمل، ويسميان النطح والناطح، وبينهما في رأي العين قاب قوسٍ، وأحدهما في جهة الشمال والاخر في جهة الجنوب والى جانب الشمال كوكب صغير يعد معهما احياناً فيقال الأشراط، وقد يعرف ب "الأشرط"، و "الشرطان" نجمان من الحمل، وهما قرناه، والى جانب الشمالي منهما كوكب صغير. ومن العرب من يسمي هذه النجوم الثلاثة الأشراط. وقيل هما أول نجم الربيع، ومن ذلك صار أوائل كل أمر يقع أشراطه، والربيع أول الأزمنة للعرب، فيه الخير والبركة لهم،وإذا نزلت الشمس بهذا المنزل فقد حلت برأس الحمل، وهو أول نجوم فصل الربيع، وعند ذلك يعتدل الزمان، ويستوي الليل والنهار فإذا استوى الزمان، يليه نهاية الربيع، وعودة العرب إلى الأوطان. "يقول ساجع العرب: إذا طلع الشرطان استوى الزمان وحضرت الأوطان، وتهادت الجيران. أي: رجع الناس إلى اوطانهم من البوادي بعد ما كانوا متفرقين في النجع".

ثم "البطين"، وهو ثلاثة كواكب خفية، و يقال: هي بطن الحمل،ثم "الثريا"، وهي اشهر منازل القمر، ويسمونها: النجم. وقد أكثر الشعراء من التشبيه بها.. ولهم في فعلها أسجاع، منها: "إذا طلع النجم، فالحر في حدم، والعشب في حطم، والعانة في كدم"، و "إذا طلع النجم عشاء، ابتغى الراعي كساء"، و "إذا طلع النجم غدية ابتغى الراعي شكية".

وعرفت "الثريا" ب "كيمه" Kimah عند العبرانيين وعند السريان، وعرفت ب "النجم" كذلك. وقد ذكرت ب "النجم" وب "النجم الثاقب" في القرآن الكريم. وقد ذكرت الثريا في شعر امرئ القيس، وفي شعر "قيس بن الأسلت."، و "قيس بن الخطيم"، و "أحيحة بن الجلاح"، كما ذكرت في شعر شعراء آخرين من جاهليين وإسلاميين.

ويرى العرب أن لها أثراً في الصحة وفي وقوع الأوبئة. وأوبأ أوقات السنة عندهم ما بين مغيبها الى طلوعها. "قال طبيب العرب: اضمنوا ما بين مغيب الثريا إلى طلوعها، وأضمن لكم سائر السنة. ويقال: ما طلعت ولا نأت إلا بعاهة في الناس والإبل وغروبها أعوه من شروقها". وفي الحديث: "إذا طلع النجم لم يبق في الأرض من العاهة شيء إلاُ رقع. فإنه يريد بذلك عامة الثمار، لأنها تطلع بالحجاز وقد ازهى اليسر، وأمنت عليه الآفة وحل بيع النخل".

ثم الدبران، وهو كوكب احمر منير يتلو الثريا ويسمى تابع الثريا، ثم الهقعة، وهي ثلاث كواكب صغار، يقال انها رأس الجوزاء، ثم الهنعة، وهي كوكبان أبيضان، ومنها الشعرى العبور، التي ذكرت في القرآن: )وانه هو رب الشعرى(.، وكان من العرب من يتعبد لها، وأول من عبدها "أبو كبشة"، الذي كان المشركون ينسبون الرسول إليه. والغميصاء، والنثرة، ثم الطرف، ثم الجبهة، ثم الزبرة.، ثم الصرفة، ثم العتواء، ثم السماك الأعزل، ثم الغفر، ثم الزبانى، ثم الإكليل، ثم القلب، ثم الشولة، ثم العولة، ثم النعائم، ثم البلدة، ثم سعد الذابح، ثم سعد بُلع، ثم المرع، ثم سعد السعود، ثم سعد الأخبية، ثم الحواء، ثم الفرغ المقدم، ثم الفرغ المؤخر، ثم بطن الحوت.

وقد جعلوا لكل منزل من المنازل المذكورة أثراً في حياة الناس، يتمثل في اسجاعهم المروية في كتب الأدب وفي كتب الأنواء. أخذوها من الظروف والأحوال والتجارب العملية التي كانت تقع لهم عند طلوع الكواكب المذكورة. فنسبوا الفعل إليها، من جفاف ورطوبة وحر وبرد، وهطول مطر أو انحباسه ومن حصول أوبئة إلى غير ذلك من أثر.

ويظهر من دراسة ما ورد عن أنواء أرباع السنة وعن عدة المنازل وصفاتها ومن الأسماء التي أطلقت عليها على أن الجاهليين كانوا على علم بها وبالبرُوج، فالمصطلحات المستعملة في هذه الأنواء وكذلك الأسماء هي مصطلحات أخذها المسلمون من لغة أهل الجاهلية، وأخذهم لها عنهم، كلاَ أو بعضاً، هو دليل على وجود علم للجاهليين بالأنواء والفلك. ولا يستبعد ذلك عنهم، لأن الجاهلين كانوا في حاجة شديدة إلى معرفة الأنواء وعلم الفلك، وقد كان لأهل العراق ولأهل بلاد الشام علم بهما، يعود بعضه إلى البابليين ويعود بعض آخر إلى اليونان، وقد كان السريان يدرسون الفلك، والعرب على اتصال بهم، ولا سيما عرب النصارى مثل أهل الحيرة، حيث درسوا علوم تلك الأيام، ولما كانت معارف الأنواء والفلك ضرورة لهم، فلا يستبعد أخذ الجاهليين معرفتهم بهما من المكانين.

والأجرام السماوية هي كواكب ونجوم، وقد أشير اليهما في القرآن الكريم،و "الكوكب" من التسميات التي ترد في اللهجات السامية الأخرى. فهي "كوكب" "كوكاب" في العبرانية، و "كوكبا" في السريانية، و "كوكب" في الحبشية، و "ككبو" Kakkabu في الآشورية. ويراد بالكوكب النجوم المتحركة التي تتغير مواضعها. أما الأجرام التي تبدو ثابتة لا تترك محلاتها، فهي النجوم.

وقد اشتهرت مجموعة من النجوم باسم "بنات نعش" عند العرب. ولا تزال هذه التسمية سائرة على ألسنة الناس يطلقونها على المجموعة نفسها المعروفة بهذه التسمية عند الجاهليين، وللاخباريين قصص أوردوه عن هذه التسمية يرجع الى ما قبل الإسلام. وتعرف بنات نعش ب "عش" "عاش" و "عيش" عند العبرانيين.

وعرفت مجموعة أخرى من النجوم باسم "جبار". وتسمى "جبارا" Gabbara في السريانية، وب "نفله" Nephla في الكلدانية.، و "فسيل" في العبرانية.. ويظهر انها من الأبراج السماوية القديمة المعروفة عند الساميين.

وعرفت "زحل" و "سهيل" عند الجاهليين كذلك. وكذلك "عثتار" معبودة العرب الجنوبيين. و " العقرب" أحد البروج.

وقد وردت في سفر "أيوب" جملة "حدرى تيمان"، ومعناها " الخادر الجنوب" أو "مخادع الجنوب"، مما يدل على أن المراد بها في نجوم تقع في الجنوب، اي في جنوب فلسطين. وقد ورد في العربية "وسهيل يمان"، أي جنوبية، وذلك "بالنسبة إلى أهل الحجاز.

و "الزُّهر ةَُ"، هي من الكواكب الظاهرة البارزة التي تعرف بسهولة. وهي "هيلل" عند العبرانيين.

وهناك كوكب اسمه Kaawanuعند الأشوريين. ويراد به "كيون" Kiyyun عند العبرانيين. ويقابل "كيوان" في العربية. وهو معروف عند المنجمين. ومن المعربات. والساطرون، من الكواكب المعبودة عند بعض الشعوب السامية.

أما الشمس، فهي أعرف الأجرام السماوبة، وبها استدل على الوقت على الساعات والأيام والسنين والمواسم. وفي القرآن الكريم آيات توضح لنا رأي الجاهليين في الشمس.

وأما القمر، فمن آلهة العرب الجنوبيين البارزة. ويعرف عندهم ب "هلل" أي "هلال". والقمر من التسميات العربية الشمالية. وأما الهلال، فإنه القمر في أيامه الأولى عند أهل الحجاز. وللقمر أسماء نطقت بها العرب. فمنها: الطوس والباهر والغاسق والزبرقان والواضح والزمهرير والسنمار والساهور. والساهور هو القمر في الارامية، من Sahro.

وقد اشتهر بعض الجاهليين بعلمهم. بمواقع النجوم، منهم: "بنو مرُّة بن همام الشيباني" و "بنو مارية بن كلب ".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق