إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 فبراير 2016

1798 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل السادس والاربعون بعد المئة الشعر ألقاب الشعراء


1798

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
  
الفصل السادس والاربعون بعد المئة

الشعر

ألقاب الشعراء

ويذكر أهل الأخبار ويؤكدون ان أهل الجاهلية لقبوا شعراءهم بألقاب، مثل: المهلهل، والمرقش، وذا القروح، والمثقب، والمنخل، والمتنخل، والأفوه، والنابغة. قيل عن المهلهل، انه انما سمي مهلهلاً لهلهلة شعره، أي رقته وخفته، وقيل لاختلافه، وقيل: بل سمي بذلك لقوله: لما توقل في الكراع شريدهم  هلهلت أثأر جابراً أو صنبلا

وقيل لأنه كان أول من هلهل الشعر وأرقه وألان ألفاظه.

وذكر ان "المرقش" الأكبر، انما عرف بذلك، بقوله: الدار قفر والرسوم كمـا  رقش في ظهر الأديم قلم

أو لأنه كان قد عني بتنميق شعره ورقشه.

وروي ان لقب:المثقب" العبدي، انما جاءه من قوله: رددن تحية وكنن أخـرى  وثقبن الوصاوص للعيون

وعرف المتلمس بهذا الاسم بقوله: فهذا أوان العِرض حيّا ذبابه  زنابيره والأزرق المتلمس

وعرف الممزق بهذا اللقب لقوله: فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل  وإلا فأدركني ولمـا أمـزق

وعرف "النابغة" بالنابغة بقوله: وحلت في بني القين بن جسر  وقد نبغت لنا منهم شـؤون

وذكر أن "منبه بن سعد"، إنما عرف ب"أعصر"، بقوله: أعمير إم أباك غـيّر لـونـه  مرّ الليالي واختلاف الأعصر

وأن معاوية بن تميم، إنما عرف ب "الشقر" بقوله: قد أحمل الأصم كُـعـوبُـه  به من دماء القوم كالشقرات

وأن "خالد بن عمرو بن مرة"، إنما قيل له:الشريد"، بقوله: وأنا الشريد لمن يعرفني  حامي الحقيقة ما له مثل

وأن "صريم بن معشر"التغلبي، إنما عرف ب "أفنون"بقوله: منيّتنا الودّ يا مضنون مضنونا  أزماننا إن للشبان أفنـونـا

وأن معاوية بن مالك، سُمي معود الحكام لقوله: أعودّ مثلها الحكّام بـعـدي  إذا ما الأمر في الأشياع نابا

وذكر "الجاحظ"، أن "عمرو بن رياح" السلمي أبو خنساء ابنة عمرو، غلب عليه الشريد، لقوله: تولي إخوتي وبقيت فرداً  وحيداً في ديارهم شريدا

وعرف "خداش بن بشر"، "خداش بن لبيد بن بيبة"، "خداش بن بشر بن خالد بن بيبة"من بني مجاشع بالبعيث، لقوله: تبعث مني ما تبعثَ بـعـدمـا  أمرت حبالي كل مرتها شزارا

وذكروا ان "الفند"، واسمه "شهل بن شيبان"، انما سمي الفند، لأنه قال يوم "قضة": أما ترضون أن أكون لكم فِنداً. وأن طفيلاً الغنوي، انما عرف بالمحبر، لتحسينه الشعر، وأن علقمة بن عبدة، انما لقب بالفحل، لأنه تزوج امرأة امرئ القيس، بعد أن حكمت له بتفوقه على زوجها في الشعر أو لأنه كان في قومه علقمة آخر عرف ب"علقمة الخصي"، وان "الأعشى" انما عرف بصنّاجة العرب، لكثرة ما تغنت العرب بشعره، وأن عنترة انما لقب بالفلحاء لفلحة كانت به.

وأما الأغربة من الشعراء، فهم عنترة، وخفاف بن ندبة السلمي، وأبو عمير ابن الحباب السلمي، وسليك بن السلكة، وتأبط شرّاً، والشنفري، وكلهم من الشعراء الجاهليين.

إلى آخر ما ذكروه من تعليلات عن أسباب تلقيب الشعراء الجاهليين بألقابهم التي عرفوا بها، تجد بقيتها مدونة في كتب الأدب واللغة والأخبار.

ولعلماء الشعر بعد، آراء في أحسن وأجود ما قيل من شعر في فن واحد من فنون الشعر، فقيل أرثى بيت قيل في الجاهلية، قول أوس بن حجر: أيتها النفس اجملي جزعا  إن الذي تحذرين قد وقعا

وهذا على رأي الأصمعي، وقدم غيره قول عبدة: فما كان قيسُ هلكه هلك واحد  ولكنه بنيان قـوم تـهـدمّـا

ومنهم من قدم شعر الخنساء.

وقيل قول إن امرئ القيس في الماء، هو أحسن ما قيل فيه. وان وصف "أوس بن حجر" للسحاب، هو أحسن ما قيل فيه، وان أهجى بيت قالته العرب، قول الأعشى: تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم  وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا

وأن أمدح بيت قالته العرب قول زهير: تراه إذا ما جئته متـهـلـلاً  كأنك معطيه الذي أنت سائله

وبيت النابغة: بأنك شمس والملوك كواكـب  إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

ولكنك لو أطلت النظر في كتب الأدب، تراها تختلف في هذا الاختيار وفي اسم الشاعر، وسبب ذلك اختلاف أمزجة العلماء، واختلاف وجهات نظرهم في نقد الشعر.

وللعلماء كلام في أوصف الشعراء للدرع، أو للفرس، أو للنجوم والكواكب، أو للدنيا إلى غير ذلك من أشياء.

وقد عرفت القصائد التي يكون الشاعر فيهاً منصفاً في شعره، بالمنصفات، والمنصفة هي القصيدة التي يكون الشاعر فيها قد أنصف من تحدث عنه، فإذا كان في فخر واستعلاء على قوم، فخر بقومه، وذكر في الوقت نفسه فضائل خصوم قومه، وشجاعتهم واستبسالهم في معاركهم مع قومه. ومن المصنفات قصيدة "العباس بن مرداس" السينية التي قالها في يوم "تثليث"، حيث غزت "سُليم" مراداً، فجمع لهم "عمرو بن معد يكرب"، فالتقوا بتثليث، س فصبر الفريقان، ولم تظفر طائفة منهما بالأخرى، فصنع العباس بن مرداس قصيدته المذكورة.

وزعم علماء الشعر، ان الشعراء الجاهليين كانوا في سرقة الشعر مثل الشعراء الاسلاميين، فقد كان منهم من يسطو على شعر غيره، فيدخله في شعره، وينحله نفسه، أو يضمن شعره من معانيه، ولهم في ذلك بحوث. وذكروا ان من الشعراء الاسلاميين من سطا على شعر الشعراء الجاهليين، أو أخذ منه.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق