إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 3 فبراير 2016

1746 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الخامس والعشرون بعد المئة الكتاب والعلماء الملاحن والألغاز


1746

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
       
الفصل الخامس والعشرون بعد المئة

الكتاب والعلماء

الملاحن والألغاز

ومما أثر عن أهل الجاهلية مما يتعلق باستعمال الذكاء والفطنة واختبار العلم، الملاحن والألغاز. واللحن عند العرب الفطنة. وقد وضع "ابن دريد" كتاباً في الملاحن، سماه: "كتاب الملاحن". وقد كانت العرب تتعمد الملاحن وتقصدها، إذا أرادت التورية أو "التعمية". وقد ذكر أهل الأخبار أنهم استعملوها استعمال "الشفرة"، أو الرسائل السرية المعماة في نقل الأخبار، كالذي رووه من أن طيئاً أسرت رجلاً شاباً من العرب، فقدم أبوه وعمه ليفدياه، فاشتطوا عليهما في الفداء، فأعطيا لهم به عطيّة لم يرضوها، فقال أبوه: لا والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان على جبلي طيء لا أزيدكم على ما أعطيكم، ثم انصرفا.

فقال الأب للعم: لقد ألقيتُ إلى ابني كليمة، لئن كان فيه خير لينجون. فما لبث أن نجا وأطرد قطعة من إبلهم، فكأن أباه قال له: إلزم الفرقدين على جبلي طيء فإنهما طالعان عليهما لا يبغيان عنه.

ورووا قصصاً أخرى من هذا القبيل، تحلل تحايل اناس إذ ذاك في كيفية إبلاغ خبر، أو ايصال رسالة من أسير وقع في أسر، أو من شخص اعتدى عليه، أو من رجل طعن، فأراد ابلاغ قومه باسم طاعنه. فيعمد الشخص إلى الكلام المعمى الدال على سذاجة، لإيصاله إلى أهله، لعلمه بأن في وسع أهله استنباط ألغازه وحل معماه.

أما الألغاز، فهي لامتحان الذكاء في الغالب، ولتمضية الوقت والتسلية. وتكون شعراً كما تكون نثراً. و "الأُلغوزة" ما يعمى به من الكلام.


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق