إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 3 فبراير 2016

1750 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الثامن والعشرون بعد المئة القصص


1750

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
       
الفصل الثامن والعشرون بعد المئة

القصص

والقصص، مظهر من مظاهر الفكر الجاهلي، أشير إليه في القرآن الكريم، وكان شائعاً عند الجاهليين. ودراسته تمكن الدارس من تحليل عقلية صاحب القصص، وفهم عقلية الزمن الذي شاع فيه. وقد ورد في المؤلفات الاسلامية شيء منه، وفي بعضه ملامح يمكن ارجاعها إلى عناصر أعجمية: دينية، وغير دينية، تسرب إلى الجاهليين من اتصالهم بالأعاجم، واتصال الأعاجم بهم. والقص البيان، والقاص من ياتي بالقصة على وجهها، كأنه يتتبع معانيها وألفاظها. وقيل: القاص يقص القصص لأتباعه، خبراً بعد خبر وسوقه الكلام سوقاً. وقد كان القص شائعاً متفشياً بين الجاهليين والاسلاميين، وكانوا يقبلون عليه اقبالاً شديداً، ومن هنا ورد في الحديث "إن بني اسرائيل لما قصوا هلكوا. وفي رواية لما هلكوا قصوا، اي اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص"، ولما نزل القرآن: "قالوا: يا رسول الله: لو قصصت علينا، قال: فنزلت: )نحن نقص عليك أحسن القصص(. وذكر إن أصحاب رسول الله سألوه أن يقص عليهم، فتزل: "نحن نقص عليك أحسن القصص"، "من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في المأم". وورد انهم قالوا له: "يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص" فانزل الله الآية المذكورة. وفي هذا الالحاح على الرسول بأن يقص عليهم، دلالة على مدى حب الجاهليين واعجابهم بالقصص.

وللجاهليين غايات من الاستماع إلى الفصص، منها: العبرة والاتعاظ. والى ذلك أشير في القرآن الكريم: )لفد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب(. وقد كان في مكة وفي غيرها قوم يقصون على الناس ويعظونهم، ولما جاء الإسلام كانوا على عادتهم يقصون لإثارة العقلا إلى أنباء الماضين وأخبار السالفين، ولإثارة تفكيرهم في الكون وفي الخلق وفي شؤون الحياة، كالذي يظهر من القرآن الكريم: )فاقصص القصص لعلهم يتفكوون"( و )نحن نقص عليك أحسن القصص(، و )تلك القرى نقص، عليك من أنبائها(.. ويدخل في هذا النوع القص الذي يدخلونه في باب "الحكمة"، ومعناه القصص، التعليمي، الذي يتعظ به، ويستفاد منه، إذ يعد دروساً تعلم الإنسان في حياته وترشده إلى النجاح، ويشمل قصص الماضين، ما قاموا به من خير، وما عملوا في ايامهم من شر، فاصابهم من أجله الهلاك وسوء المصير، وقصص الأشخاص، أما القصص المروي على ألسنة الحيوانات على نمط قصص "كليلة ودمنة" فإننا لا نجد منه مادة غزيرة في القصص المروي عن الجاهليين، وهو قليل المادة ايضاً في الأدب الاسلامي ولا سيما في القصص الطويل. وقد نجد بقايا قصص على ألسنة الحيوانات مروياً في كتب الأدب، لكنه من النوع القصير الذي لا يمثل نفساً طويلا في القص. وأغلب الظن انه منتزع من قصص قديم، فقد طوله، بسبب قدمه، فبقيت منه هذه البقايا.

ومن أبواب القصص، المقال، على ألسنة الحيوانات، كالقصص المقال على لسان. "النعامة"، من انها ذهبت تطلب قرنين ير فرجت بلا أذنين. والقصص الذي وضعوه عن الغراب، وعن الضفدع، والهدهد، والهديل، وغير ذلك مما يميل إليه العامة بصورة خاصة.،. لما يتركه من أثر في نفوسهم.

ومن القصص، قصص الملوك والأبطال وسادات القبائل والأيام، ويلعب قصص الأيام الدور الأول في هذا القصص، لما له من أثر في العصبية. وكان هذا القصص من أحب القصص إلى نفوسهم، وقد زوّق ونمق، وتولى قصه قصاصون كانت لهم مواهب خاصة وقابلية على القص والتأثر في النفوس، وكان أصحاب الرسول حين يتسامرون يتناشدون الشعر ويتذاكرون الأيام، جرياً على سنتهم في الجاهلية، وقد استمر هذا القصص إلى عهد قريب، ولا زال معروفاً في القرى وفي بعض الأقطار العربية، لا سيما في أيام رمضان، حيث تقرأ قصص أبو زيد الهلالي وقصة، عنترة وغيرها في المقاهي، يقرأها قصاصون متخصصون بأسلوب مؤثر جذاب، يتلاعبون به في عقول السامعين، ويثيرون فيهم الحماس، ينصتون بكل خشوع إلى صوت القاص، يريدون منه سماع المزيد من الأخبار. وفي قصص أهل الأخبار المنسوب إلى الجاهلية، قصص عن الأسفار وعن مشقات السفر وعن الأهوال التي كان يلاقيها المسافرون في ذلك العهد من الجن والسعالى والغيلان، وقد رصع بأبيات من الشعر وبقصائد أحياناً، في وصف تلك المخلوقات الرهيبة المفزعة، ولم ينس بعض هذا القصص من ايراد شعر لها في محاورة الأشخاص الذين تعرضوا لها، نجد فيه الجن والسعالى والغيلان، تنظم الشعر بلسان عربي مبين، وتجيب فيه الشعراء بشعر مثل شعرهم، قد تظهر رقة وأدباً فيه، مع ما عرف عن هذه القوى من الميل إلى الأذى والشر.

وفي قصصهم قصص له أصل تأريخي، لكنه لم يحافظ على نقاوته وأصله، وانما غلب عليه عنصر الخيال فحوّله إلى أسطورة، رصعت بالشعر في الغالب، وبالجنس، لتثير الغرائز، فتقبل الأنفس على سماعها، ومن هذا القبيل قصص طسم وجديس، وقصص الزباء والتبابعة، والأقوام الغابرة، حيث تجد قصصهم في كتب الأخبار والأدب.

وفي أبواب القصص، باب للمجون والخلاعة، وأحاديث الهوى والتشبب وهو باب يقدم على سماعه الشبان، طلاب هنا الفن في هذا الدور من أدوار الحياة، أما الشبيبة ومن تقدمت. بهم السن، فإن الجنس، يكون قد ابتعد عنهم وتركهم في الغالب، وما يمسكهم به وهم في أرذل العمر، إلا من باب التذكر بأيام الزمان، وذكريات الشباب، لتطرية العمر، والترويح عن كربة التقدم في السن.

والقاص من الشخصيات المحببة إلى نفوس الجاهليين، يقص على ابناء حيه القصص المسلية، مستمداً مادته من الأساطير والخرافات السائرة المتنقلة بين الأمم، ومن الأخبار والأحاديث الخرافية والتأريخية المأثورة عن العرب، أو عمن جاورهم. ومن ذلك قصص الأقوام القديمة التي بقيت ذكرياتها في اذهان الجاهليين، وقصص الملوك مثل الزباء، التي كيفتّ قصتها، وابتعدت عن التأريخ وقصص جذيمة الأبرش، وقصير، وعمرو بن عدي، والتبابعة وغير ذلك من قصص، له أصل تأربخي، لكنه تغير وتبدل حتى صار من الأساطير. وهو يصلح أن يكون اليوم موضع دراسة خاصة للوقوف على مقدار عنصمر الابتكار والخيال فيه، ومقدار التحوير الذي ألم به، وسببه ومن أدخله عليه من جاهليين أو مسلمين. وقصص النوادر والنكات من القصص المعروف عند أهل الجاهلية. وقد اتخذ الملوك والأشراف لهم ندماء عرفوا بإغراقهم في قول الملح والنوادر والأمور الغريبة المضحكة، حتى اشتهر أمرهم بين الناس، وحتى بالغ الناس في نسبة النوادر اليهم، وحولوا بعضهم إلى شخصيات أسطورية، من كثرة ما تقولوا عليهم وما نسبوه اليهم. ومنهم من سجلت كتب أهل الأخبار والأدب أسماءهم، لما حصلوا عليه من شهرة بين الناس في أيامهم. منهم "سعد" المعروف ب "سعد القرقرة" هازل "النعمان بن المنذر" ملك الحيرة، كان يضحك منه. ذكر أنه كان من أهل "هجر"، فدعا النعمان بفرسه اليحموم، وقال له: اركبه واطلب الوحش، فقال سعد اذن والله أصرع، فأبى النعمان إلا أن يركبه. فلما ركبه سعد نظر إلى بعض ولده وقال: وابابى وجوه اليتامى، ثم قال: نحن بغرس الودي علـمـنـا  منا بركض الجياد في السدف

وفيه قال الشاعر "أبو قرد ودة"، وكان "سعد القرقرة" قد اكل عند النعمان بن المنذر مسلوخا بعطامه.

بين النعام وبين الكلب منبته  وفي الذئب له ظئر وأخوال

ومنهم "النعمان بن عمرو بن رفاعة بن الحرث" من "بني النجار" من يثرب، المتوفي في ايام معاوية. كان هازلا ومازحا لطيفاً. ذكر انه كان لا يدخل المدينة طرفة الا اشترى منها ثم جاء بها إلى ىالنبي، فيقول ها اهديته هذا ثمن متاعه، فيقول:أولم تهده لي!فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه ولقد احببت إن تأكله، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه. ودخل اعرابي على النبي، واناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعمان لو عقرتها لفأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم. ففعل فخرج الاعرابي وصاح واعقراه يا محمد! فخرج النبي فقال: من فعل هذا? فقالوا النعيمان فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد. فأشار رجل إلى النبي حيث هو فأخرجه، فقال له: ما حملك على ما صنعت? قال: الذين دلوك علي يا رسول الله، هم الذين امروني بذلك. فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم غرمها للاعرابي. وروي إن " مخرمة بن نوفل" كان قد كبر وقد عمي، فقام في المسجد يريد إن يبول، فصاح به الناس المسجد المسجد! فأخذه نعيمان بيده وتنحى به. ثم اجلسه في ناحية اخرى من المسجد فقال له: بل ههنا فصاح به الناس. فقال: ويحكم فمن اتى بي إلى هذا الموضع! قالوا: نعيمان. قال: أما إن الله علي إن ظفرت به أن اضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت. فبلغ ذلك نعيمان. فمكث ما شاء الله، ثم اتاه يوما وعثمان فائم يصلي في ناحية المسجد. فقال لمخرقة:هل لك في نعيمان. قال: نعم. فأخذ بيده حتى اوقفه على عثمان، وكان إذا صلى لا يلتفت. فقال: دونك هذا نعيمان فجمع يده بعصاه فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به ضربت امير المؤمنين.

وروي إن "أبا بكر" خرج تاجراً إلى "بصرى" ومعه "نعيمان" و "سويبط ابن حرملة"، وكان "سويبط" على الزاد، فجاءه "نعيمان"، فقال: أطعمني. فقال: لا، حتى يجيء "أبو بكر"، فقال: لأغيظنك، فذهب إلى ناس جلبوا ظهراً. فقال: ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً، وهو ذو لسان ولعله يقول أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوه لا تفسدوا عليّ غلامي. فقالوا: بلى نبتاعه منك بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها، وأقبل بالقوم حتى عقلها، ثم قال: دونكم هو هذا. فجاء القوم. فقالوا: قد اشتريناك، فقال سويبط: هو كاذب أنا رجل حر، قالوا: قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به. وجاء أبو بكر، فأخبر. فذهب هو وأصحاب له فردّوا القلائص وأخذوه. فضحك النبي وأصحابه من ذلك حولاً.

وبعض القصص الشائع المتواتر عن الجاهليين، مثل قصة يومي البؤس والنعيم، وقصة "شريك" مع الملك "المنذر"، وقصة "سنمار" وأمثال ذلك، قصص وان اقترن بأسماء جاهلية، إلا إن اصوله غير عربية، دخلت العرب من منابع خارجية، من منابع يونانية وفارسية، ونصرانية، وهو أيضاً من القصص الوارد عند شعوب أخرى، بدليل وجود شبه ومثيل له في أساطير الأعاجم، وفي حكايات النصارى.

وقاص ذلك اليوم، هو أديب الحي، وأديب القوم، وهو لا بد إن يكون من أصحاب المواهب والفطنة، وممن رزق موهبة التأثير على القلوب بفضل ما رزق من حسن عرض الكلام وتخريج القصص، وتنسيقها، واظهار الأدوار البارزة للابطال، وعرضها بأسلوب مشوق مرغب، تنسي السامع كل شئ إلا تتبع الحكاية. ولا بد وأن يُملّح القاص قصصه بادخال شيء من الشعر فيها، لا سيما شعر الفرسان والحروب والمغامرات.

ولا نعرف من أسماء قصاص الجاهلية أسماء كثيرة، وأشهر اسم نعرفه هو اسم "النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف"، "النضر بن الحارث ابن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي"، وكان من "شياطين قريش"، لي أذكيائهم، وممن يؤذون الرسول، وكان يحدث قريشاً بأحاديث رستم واسفنديار وما تعلم في بلاد فارس من أخبارهم، ويزعم إن في استطاعته إن يأتي بمثل ما أتى به الرسول من أمر القرآن، فأشير إليه في الآية: )ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً، أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء، ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"، وذكر إن كل ما ذكر في القرآن من "الأساطير"، فإنما قصد به "النضر"، وقد نزلت في حقه ثماني آيات،، تدل على انه كان يتحدى الرسول ويخاصمه ويقول في القرآن انه من صنع محمد، وكان يأتي بقصص يزعم انه يضاهي بها كتاب الله. وقد أرسلته قريش مع "عقبة بن أبي معيط" إلى يهود "يثرب" ليأخذا منهم من أمور التوراة والدين ما يجادلا به الرسول، فعلموهما ما يجب أن يسألا به، فجاءا وسألا الرسول وحاججاه، وقد أشير إلى هذه المحاججة في القرآن.

وقد أمر الرسول بقتل "النضر"، فقتله "عليّ" وهو بالصفراء، فقالت فيه "ليلى" ابنته، أو "قتيلة" ابنته، وهي ابنته في رواية، أو أخته في رواية أخرى، شعراً تبكيه وتتوجع فيه على قتله. أوله: يا راكبـاً إن الأثـيل مـظـنّة  من صُبح خامسة وأنت موفق

أبلغ بها مَيْتـاً بـأن قـصـيدة  ما إن تزال بها الركائب تخفق

فليسمعن النضـر إن نـاديتـه  إن كان يسمع ميت لا ينطـق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشـه  لله أرحام هنـاك تـشـقـق

قسراً يقاد إلى المنيّة متعـبـاً  رَسْفَ المقيد وهوعان موثـق

أمحمد ها أنت ضَـنُ نـجـيبةٍ  في قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرك لو مننت وربما  منّ الفتى وهو المغيظ المُحنق

فالنضرأقربُ من تركت قرابة  وأحقهم إن كان عتق يعـتـق

وورد اسم رجل أدخل للمسلمين القصص الديني، هو "تميم بن اوس بن خارجة" الداري، ذكر أنه أسلم سنة تسع من الهجرة، وأنه كان نصرانياً، وانه لقي النبي، فقص عليه قصة الجسّاسة والدجّال. وذكر انه كان يترهب ويسلك مسلك رجال الرهبانية حتى بعد إسلامه، وانه استأذن الخليفة "عمر" أو الخليفة "عثمان" في أن يذكر الناس في يوم الجمعة، فأذن له، فكان يقص في مسجد الرسول. وكان بذلك أول من قص في الإسلام. وروي أنه أول من أسرج السراج في المسجد. وكان قد قدم مع أخيه "نعيم" الداري في وفد الداريين على الرسول منصرفه من تبوك. وكان مقامه في الشام، وربما وضع القصص على اسمه.

وهذا النوع من التذكير والوعظ والارشاد القائم على الترغيب والترهيب بذكر أساطير الأولين والقصص والحكايات والغرائب والعجائب والقصص المتعلق بالحيوانات أو المدون على ألسنتها، هو نوع من الوعظ الذي كان يقوم به رجال الدين اليهود والنصارى في تهذيب أبناء دينهم وفي ارشادهم إلى سواء السبيل،على نحو ما كانوا يتخيلونه ويتصورونه. ومن مدرستهم في الوعظ، تعلم صاحبنا تميم علمه هذا على ما يظهر.

ويمكن الوقوف على طبيعة قصص "تميم" ونوعيته وعلى درجة ثقافته ومقدار عقليته بالرجوع إلى ما نسب إليه من قصص، وما ورد على لسانه من وعظ. ولكننا لا نجد في الكتب مادة من قصصه تكفي للحكم بموجبها على نوعيته. ولكننا لا نستبعد أن يكون قد خلط بين القصص النصراني وبين الأساطير العربية. فقد كان نصرانياً، يسمع أقوال وعّاظ الكنائس، فتعلم منهم، وطبق ما تعلمه في الإسلام.

وذكروا إن "الأسود بن سريع بن حمير "خمير" بن عبادة بن النزال" التميمي السعدي، كان قاصاً، وكان شاعراً مشهوراً، وهو من الصحابة، وكان أول من قص في مسجد البصرة. قيل انه مات سنة اثنتين وأربعين. ولعله كان من النصارى كذلك.

ويجب أن نشير إلى قاص آخر هو "عبيد بن شرية الجرهمي"، وان كان  

من المتأخرين. فقد كان في أيام "معاوية"، وقد كان من الملازمين له. و كَان الخليفة يحنّ إليه، ويتلذذ بسماع قصصه عن الأخبار المتقدمة وملوك العرب والعجم وسبب تبلبل الألسنة، وأمر افتراق الناس في البلاد. وهو شخص لا نعرف من أمره شيئاً يذكر. وذكر "ابن النديم" أنه عاش إلى أيام عبد الملك بن مروان"، وأن معاوية أمر غلمانه بتدوين ما كان يقصه وينسب إليه. وله من الكتب: كتاب الأمثال، وكتاب الملوك وأخبار الماضين.


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق