إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 فبراير 2016

1796 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل السادس والاربعون بعد المئة الشعر المغلبون


1796

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
  
الفصل السادس والاربعون بعد المئة

الشعر

المغلبون

ومن الشعراء من كان لا يستطيع الوقوف أمام خصمه، فيغلب، فذكر ان "النابغة" الجعدي، كان مختلف الشغر مغلَّباً. وكانت العرب إذا قالت مغلَّباً فهو مغلوب، واذا قالب غَلَبَ، فهو غالب، وقد غلبت عليه "ليلى الأخيلية" و"أوس بن مغراء" القريعي. وذكروا ان "تميم بن أبي مقبل" وهو شاعر "خنذيذ" مُغَلّب عليه النجاشي، ولم يكن اليه في الشعر، وقد قهره في الهجاء، ثم هاجى النجاشي عبد الرحمان بن حسان فغلبه عبد الرحمان، وكان "ابن مقبل جافياً في الدين. وكان في الإسلام يبكي أهل الجاهلية و يذكرها، فقيل له تبكي أهل الجاهلية وأنت مسلم، فقال: ومالي لا أبكي الديار وأهلـهـا  وقد زارها زوار عكٍ وحميرا

وجاء قطا الأجباب من كل جانب  فوقع في اعطاننـا ثـم طـيرا

ومن المغلبين: الزبرقان، غلبه عمرو بن الأهتم، وغلبه المخبل السعدي، وغلبه الحطيئة، وقد أجاب الإثنين ولم يجب الحطيئة.

والهجاء فن، لا يستطيع كل شاعر أن يبرز فيه، لما يجب أن يكون في الشاعر من ذكاء وسرعة خاطر وقابلية على إسكات الخصوم. ولهذا كان يخشى جانب الهجاء فلا يتعرض له إلا من وهب قابلية على الهجاء. وإلا غلب على أمره، وصار من المغلبين، وهو من أهم أبواب الشعر عند الجاهليين، لما له من أثر في حياتهم، حيث يغض من منزلة المهجو.

وذكر أن الشعراء كانوا يتنازعون بعضهم بعضاً على التقدم في الشعر، فذكر أن "امرأ القيس" نازع "الحارث بن التوأم" اليشكري، فقال: إن كنت شاعراً، فأجز أنصاف ما أقول فأخذا يتسابقان في ذلك. وذكر أن "عبيد بن الأبرص" الأسدي، لقي "امرأ القيس" يوماً، فقال له عبيد: كيف معرفتك بالأوابد? فقال له: إلق ماشئت، وأخذا يتسابقان. وكان آخر ما أجاب به "امرؤ القيس" هذا البيت: تلك الموازين والرحمان أنزلها  ربّ البرية بين الناس مقياسا

وهو بيت مفضوح، يحدثك عن أصله وفصله، وعن هذه القصة، وقد فات وضاع القصة أن هذا الشعر لا يمكن أن يقع من ةشاعر جاهلي، و لاسيما إذا كان على شاكلة امرئ القيس.

والأبيات الجيدة من الشعر، في نظر نقدة الشعر هي الأبيات التي إذا سمعت صدر البيت فيها، عرفت قافيته.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق