إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 4 فبراير 2016

1754 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الثلاثون بعد المئة ألهندسة والنوء الكسوف والخسوف


1754

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي     
         
الفصل الثلاثون بعد المئة

ألهندسة والنوء

الكسوف والخسوف

والكسوف والخسوف من الظواهر المعروفة عند الجاهليين. وقدُ عدّ وقوعهما من الامارات التي تشير إلى وقوع حوادث جسيمة في العالم. شأنهم في ذلك شأن شعوب العالم الأخرى في ذلك العهد.

فقد كان بعض الجاهليين يرى أن كسوف الشمس آية دالة على موت رجل عظيم. فقد ورد أن الشمس كسفت في عهد رسول الله، ووافق ذلك موتَ ابراهيم بن رسول الله، فقال الناس: انما كسفت الشمس لأجله. فقال النبي: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى يخوّ ف بهما عباده، وانهما لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته". وقد حدث ذلك في المدينة. وورد في الاخبار أن الانصار كانوا يقولون في النجم الذي يرمى به، مات ملك، ولد مولود.

وكانوا يتصورون أن الكهان كانوا يستعينون على معرفة المغيبات والخفايا بواسطة شياطين هم الذين كانوا يصعدون إلى السماء فيأخذون أخبارهم. وأن الرعد صوت الموكل بالسحاب يزجر السحب من أن تخالف أمره، حيث يسوقها من بلد إلى بلد كما يسوق الراعي إبله.

ويظهر من الموارد الإسلامية أن الجاهليين كانوا يثبتون الوقت بموقع ظل الشمس. ويستعين أهل البادية بالظل، ظل إنسانّ أو عصا أو ظل خيمة، ويدركون من هذا الظل مقدار الوقت بصورة تقريبية. وعلى هذا المبدأ قدر الفقهاء اوقات الصلاة. ولا يستبعد استعانة أهل القرى والمدن بمزاول ثابتة في تقدير الوقت. وذلك بأن تخطط درجات على جدار ثابت أو على أرض، أو تعمل فتحات في جدار، ويعين الوقت برؤية ظل قضيب أو عمود مثبت على الدرجة المرسومة أوالفتحة، ويستدل من الظل على منزلة الساعة من النهار.

وقد كان الجاهليون مثل غيرهم من الشعوب يلجأون إلى المتفرسين في دراسة الأجرام السماوية لمعرفة الأمور الخافية عليهم من حاضر ومستقبل، وذلك بالاستدلال عليها من ظواهر الكواكب والنجوم. والكهان، هم المتخصصون بهذه المعرفة عند الجاهليين، فكانوا يتنبأون لهم بما سيقع من أمور وأحداث بالاستدلال بحركات تلك الأجرام، وبما تجمع عندهم من فراسات وتجارب ورثوها في هذا الشأن.

وقد كان الجاهليون يبالغون في ذلك كثيراً ويؤمنون بالتنجيم وبتأثير الطالع في حياة الإنسان، ولهذا ذم الإسلام المنجمين وكذبهم ومنع المسلمين من التصديق بهم.

وكان لأهل الجاهلية رأي في تساقط الشهب والنيازك، ويرون إن لتساقط النجوم أثر في الإنسان وفي العالم. ذكر انهم كانوا يرون أنه إذا انقض شيء من البروج الاثني عشر، فهو ذهاب الدنيا، وإن لم ينقض منها شيء، بل رأوا انقضاض النجوم وسقوطها، فإن ذلك يدل على حدوث أمر عظيم في الدنيا.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق