1678
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل السادس بعد المئة
الشركة
السمسرة
والسمسار المتوسط بين البائع والمشتري لامضاء البيع. وهو الذي يسميه الناس الدلال، فإنه يدل المشتري على السلع ويدل البائع على الأثمان. واللفظة من الألفاظ المعربة ،وقد ذكرت في شعر للاعشى: فأصبحت لا أستطيع الكلام سوى إن أًراجع سمسارها
والسمسار الرجل الحاذق المتبصر، وسمسار الأرضّ العالم بها، والحاذق المتبصر بأمورها. وقد ذهب علماء اللغة إلى انها لفظة عر بت عن الفارسية، وذهب بعض الباحثين إلى انها من أصل إرمي.
والسمسار الذي يبيع البرّ للناس. وفي حديث: "قيس بن أبي عروة":
"كنا قوماً نسمى السماسرة بالمدينة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسمانا النبي، صلى الله عليه وسلم، التجار". والسمسرة، هو أن يتوكل الرجل من الحاضرة للبادية فيبيع لهم ما يجلبونه. قيل القيم بالأمر الحافظ له ، ويظهر أنهم كانوا يطلقون لفظة "السمسير" على الوكيل والقيم بالأمر الحافظ له في الأصل، ثم غلب استعمالها فيمن يدخل بين البائع والمشتري. كما استعملوها خاصة فيمن يدخل بين البائع البادي والمشتري الحاضر، أو عكسه.
ومن طريقتهم في السمسرة أن يقول صاحب السلعة للسمسار بع هذا الثوب فما زاد على كذا وكذا فهو لك، فما زاد على ما اتفق عليه يكون أجرة سمسرة. أو أن يقول: بعه بكذا فماكان من ربح فهو لك. أو أن يترك السعر للسمسار، يبيعه حسب خبرته وقدرته على السوم، فإن باع الشيء دفع صاحب السلعة له أجر سمسرته. وقد يأخذها من المشتري وقد يأخذها من صاحب السلعة ومن المشتري. ولا تنحصر السمسرة بالبيع في السوق، ويحل السمسار السلعة معه يعرضها على من يريد الشراء، فقد تكون السمسرة عن طريق بيع ملك ثابت، مثل دار أو أرض أو بئر، فيراجع السمسار من يرغب في الشراء في بيته أو في أي مكان آخر مناسب، فلا ينادي المتساومين المتنافسين لشراء الملك، وقد يقف عند الدار أو الأرض أو البئر، في يوم يعين ووقت يثبت، ثم ينادي على السعر فيزايد الراغبون في الشراء السعر، حتى يقف على اعلا المتزايدين. ويدخل في هذه المزايدات بيع الحيوان من نعم وماشية وغير ذلك.
ومن السماسرة من كان يربح ربحاً حسناً، ولا سيما أولئك للذين كانوا يرعون أمور "الركبان" من الأعراب، ويبيعون لهم على الأمانة والتصريف ويكونون لهم وكلاء، إِذ كانوا يبخسون الأعراب حقهم ويتناولون منهم أكثر مما يجب أخذه عن أتعابهم، لجهلهم بمعاملات السوق والبيع والشراء.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق