إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 1 فبراير 2016

1675 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل السادس بعد المئة الشركة المشاركة


1675

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
     
الفصل السادس بعد المئة

الشركة

المشاركة

ويعبر عن "الشريك" ب "الخليط". والخليط المشارك في حقوق الملك كالشرب والطريق ونحو ذلك. وقيل الخليط والمخالط، لا يكون إلا في الشركة. وفي الحديث، أي حديث الشفعة: الشريك أولى من الخليط، والخليط أولى من الجار. أراد بالشريك المشارك في الشيوع، والخليط المشارك في حقوق الملك. ومنه الحديث: ما كاد من خليطين، فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية.

وقد أشير إلى "الخلطاء" في القرآن، ورد: )قال: لقد ظلم بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض(. والخلطاء الشركاء الذين خلطوا أموالهم،ء وقد تغلب الخلطة في الماشية.

وقد أشار أهل الأخبار إلى إن تجار قريش صاروا بأجمعهم تجاراً خلطاء ، جابوا البلاد وضربوا في الأرض إلى قيصر بالروم والى النجاشي بالحبشة ج؛ والى المقوقس بمصر. فهم شركاء يكسبون عيشهم بالتجارة بعد أن حرموا من خيرات الأرض في واديهم القفر.

والخلطاء للشركاء الذين خلطوا أموالهم، وقد تغلب الخلطة في الماشية. وذلك أن يتخالطوا في الماشية، فيقدم كل واحد عدداً من الماشية، ترعى معاً، ويقال لذلك: "الخلاط". وقد أشير إليه في كتب الحديث. وذكر بعض العلماء: أن الخليطين الشريكين لم يقتسما الماشية وتراجعهما بالسوية. وقد يكون ا الخليطان الرجلين يتخالطان بماشيتهما وإن عرف كل واحد ماشيته، ولا يكونا خليطين حتى يرتحا ويسرحا ويسقيا معاً، وتكون فحولهما مختلطة ، وإن تفرقا في مراح أو سقي آو فحول فليسا خليطين، ولا يكونان خليطين حتى يحول عليهما حول من يوم اختلطا. وللفقهاء بحث في هذا الموضوع.

والتراجع بين الخليطين، أن يكون لأحدهما مثلا أربعون بقرة وللآخر ثلاثون ومالهما مشترك، فيأخذ العامل عن الأربعين مسنة وعن الثلاثين تبيعاً، فيرجع بأذل المسنة بثلاثة أسباعه على خليطه، وبأذل التبيع بأربعة أسباعه على خليطه لأن كل واحد من السنين واجب على الشيوع، كأن المال ملك واحد.

والخلاطة شركة في الواقع، تختلف عن الشركة المعروفة في كونها شركة بالمال، وتلك شركة برأس المال. وكل واحد من الخليطين يتصرف بما عنده من مال، ثم يتراجعا عند الحساب، لاخراج ما فيه من ربح أو غرم، وبذلك تختلف الخلاطة عن الشركة.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق