1674
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل السادس بعد المئة
الشركة
انواع الشركات
ويقسم الفقهاء الشركة في التجارة إلى شركة عنان، وشركة مفاوضة، أو شركة عنان وشركة تفويض. وجعلها بعضهم أنواعاً أربعة: شركة الأبدأن كشركة الحمالين والجمّالين وسائر المحترفة ليكون كسبهما متساوياً أو متفاوتاً مع اتفاق الصنعة واختلافها، وشركة الوجوه، كأن يشترك وجيهان عند الناس ليباع كل منهما بمؤجل ويكون المبتاع لهما، فإذا باعا كان الفاضل عن الاثمان بينهما، وشركة المفاوضة، بأن يشترك اثنان بأن يكون بينهما كسبهما بأموالهما وأبدانهما وعيهما ما يعرض من مغرم. وسميت مفاوضه من تفاوضا في الحديث شرعا فيه جميعاً، وشركة الصعنان. وكلها باطلة إلا شركة العنان، لخلو الثلاث الأولى عن المال المشّترك ولكثرة الغرر فيها بخلاف الأخيرة فهي الصحيحهّ.
فأما "شركة العنان" أو "العنان" "شركة عنان"، فهي أن يخرج كل واحد من الشريكين دنانير أو دراهم مثل ما يخرج صاحبه ويخلطاها، ويأذن كل واحد منهما لصاحبه بأن يتجر فيه. فإن ربحا في المالين فبينهما، وان وُضعا فعلى رأس مال كل واحد منهما، وسميت هذه الشركة شركَة عنان لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله ، وعمله فيه مثل عمله بيعاً وشراءً.. وقد أشر إلى هذه الشركة في شعر ينسب إلى النابغة الجعدي، حيث يقول: وشاركنا قريشاً في تقاهـا وفي أحسابها شرك العنان
وهناك شركة أخرى عرفت ب "شركة المفاوضة" "فوضى"، وهي أن يشتركا في كل شيء في أيديهما أو يستفيداه من بَعٌدُ، وقيل هو أن يعارض الرجلُ الرجل عند الشراء فيقول له: أشركني معك، وذلك قبل أن يستوجب العَتَق. ورد: "الشركة شركتان: شركة العنان، وشركة المفاوضة".
وذكر أن شركة المفاوضة، وهي العامة في كل شيء. وشركة العنان في شيء واحد. يقال شاركته شركة مفاوضة، وذلك أن يكون مالهما جميعاً من كل شيء يملكانه بينهما. وقيل شركة المفاوضة أن يشتركا في كل شيء في أيديهما أو يستفيآنه من بعد. يقال تفاوض الشريكان في المال إذا اشتركا فيه أجمع. والمفاوضة المساواة. ويقال متاعهم فوضى بينهم إذا كانوا فيه شركاء. كما يقال أيضاً فوضى فضا. قال الشاعر: طعامهم فوضى فضا في رحالهم ولا يحسنون السـرّ إلا تـنـاديا
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق