1671
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس بعد المئة
البيع والشراء
الديْن
وقد لعبت الديون دوراً خطيراً في الحياة العامة في الجاهلية وفي الحياة الاقتصادية بصورة خاصة، لاضطرار التجار إلى التعامل بالدين، وكذلك الباعة والمشترين.
وتلعب الحاجة الدور الأول في التداين، فلولاها لما استدان مدين. وقد استدان أصحاب المال بعضهم من بعض أيضاً، لتمشية أمورهم المالية، ولتوسيع رأسمالهم بالدين، بتشغيله للحصول على ربح كبير منه. وذلك على نحو ما يفعل التجار في هذا اليوم، من التداين من البنوك، لتشغيل ما يستقرضونه منها في أعمال تجارية تأتي اليهم بأرباح تزيد كثيراً على مقدار للفائدة التي ستدفع للبنوك.
وقد أشير إلى الدين في القرآن الكريم. ورد في سورة البقرة: )يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجلّ مسُمى، فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل(. يعني "يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله إذا تداينتم يعني إذا تبايعتم بدين أو اشتريتم به أو تعاطيتم أو أخذتم به إلى أجل مسمى. يقول إلى وقت معلوم وقتموه بينكم. وقد يدخل في ذلك القرض والسلم في كل ما جاز السلم شرى أحل بيعه، يصير ديناً على بائع ما أسلم اليه فيه، ويحتمل بيع الحاضر الجائز بيعه من الأملاك بالأثمان المؤجلة. كل ذلك من الديون المؤجلة إلى أجل مسمى، إذا كانت آجالها معلومة بحد موقوف عليه. كان ابن عباس يقول: "نزلت هذه الآية في السلم خاصة".
و "السلم" الذي يشير "ابن عباس" اليه، هو "السلف". وأسلم واسلف بمعنى واحد. والسلف القرض الذي لا منفعة فيه للمقرض،غير الأجر والشكر، وعلى المقترض ردّه كما أخذه.
والدين في تعريف العلماء ما له أجل، وما لا أجل له فقرض. وبينهما وبين السلم فروق عرفية. والقرض ما تعطيه من المال لتقضاه.
وقد كان من الصعب دفع الديون أو استحصالها، للاحوال الاقتصادية السيئة التي قد تحيط بالمدين. فإذا اخذ الرجل الدين أكله، فإذا أراد صاحب الدين حقه لواه به، أي مطله. ومنه المثل: الأخذ سلجان والقضاء ليان.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق