1668
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس بعد المئة
البيع والشراء
العربون
و "العربون" ما عقد به البيع. ويعبر عنه ب "عربن" في المسند. وتقابل هذه اللفظة لفظة "العربان" في عربية القران الكريم. وهو ما يقدمه المشتري للبائع لعقد البيع، إذا كان البيع نسيئة، حتى يسلم تمام الذي الذيَ اتفق عليه. ولهذا لا يكون عربوناً إذا تم البيع يداً بيد، أي إذا دفع الثمن كاملاً في مجلس البيع، وتم البيع والاستلام، إذ لا حاجة عندئذ اليه، لأن العربون وديعة تقدم للائتمان، لتكون وثيقة للبيع، ولقبول المشتري السلعة، فلا يحق له النكول عن البيع وإلا خسر عربونه، وليكون ضماناً للبائْع على البيع، فإذا نكل المشتري وامتنع عن الشراء خسر عربونه، وصار حقه للبائع بدل النكول. ولهذا يكون العربون في الغالب مبلغاً يرضي البائع، أي متناسباً مع قيمة البيع.
وكما يكون "العربون" في البيع يكون في الاجارة، وفي العمل. وذلك أن يقدم الرجل ربّ العمل أو المال إلى الصانع أو التاجر ليرتبط العقد بين بينهما حتى يتوافيا بعد ذلكْ. فإذا أخلف رب العمل أو المال في وعده وخاس في عهده، صار العربون من حق الصانع أو التاجر.
ويعبر عن العربون بلقظة "ودعت" في المسند. ويراد بها الوديعة. والوديعة في عربيتنا ما استودع. يقال: استودعه مالا" وأودعه أياه: دفعه اليه ليكون عنده وديعة. فالوديعة في هذه العربية قد تؤدي معنى العربون، وقد تؤدي معنى الرهن والرهينة، وقد تؤدي معنى الاستيداع مطلقاً، أي ايداع شيء عند شخص وحفظه لديه. وأنا لا أستبعد أن يكون هذا المعنى، هو معناها في لغة المسند أيضاً.
ويقال للعربون، الآربون كذلك. وهو ما عقد به المبايعة، أو البيعة من الثمن. وفي الحديث أنه نهي عن ببع العربان، وهو أن يشتري السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً، على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة، ولم يرتجعه المشتري. وذكر هو القليل من الثمن أو الأجرة يقدمه الرجل إلى الصانع أو التاجر ليرتبط العقد بينهما حتى يتوافيا بعد ذلك. فكما أنه يكون في البيع يكون في الاجارة. وللعلماء الفقهاء آراء في جواز أو عدم جواز البيع بالعربون ا.
و "الكُلأة" النسيئة والعربون، أي السلفة. وفي الحديث نهي عن الكالىء بالكالىء، يعني النسيئة بالنسيئة.
و "المسكان" العربون كذلك. وجاء في الحديث النهي عن بيع المسكان، وهو أن يشتري شيئاً فيدفع إلى البائع مبلغاً على انه إن تم البيع احتسب من الثمن، وإن لم يتم كان للبائع ولا يرتجع منه.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق