1694
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل التاسع بعد المئة
الطبقة المملوكة
رزق المملوك
وما يحصل عليه العبد من عمل يديه، يكون لسيده، لأنه ملك يمينه، مملوك الرقبة. وإذا شهد غزواً او حرباً فلا يسهم له بسهم في الغنائم، لكونه مملوكاً. وإذا حارب سيده حارب معه، وإذا أمر بالاشتراك في غزو أو حرب وجبت عليه الطاعة وبذل النفس في القتال، دون أن يصيب من غنائمه أي شيء.
وإذا عهد السيد إلى مملوكه القيام بتجارة، فان التجارة وأرباحها تكون لسيد العبد. وكان الرسول قد أعطى "العباس" عمه عشرين غلاماً، تجروا بماله. وكان ل "تميم الداري" خمسة غلمان يتاجرون بالخمر. اسم أحدهم "فتحا"، وكان من بيت المقدس، فلما رآهم الرسول مع "تميم" قال له: "بعني غلمانك لأعتقهم"، فقال له تميم: قد اعتقتهم يا رسول الله. و "فتحا" هو الذي أسرج مسجد النبي. وكان يسرج بسعف النخل. فقدم "فتحا" بالقناديل والزيت والحبال وأسرج المسجد، فسماه الرسول "سراجاً".
واذا أجاز مالك عبد لعبده الاشتغال بالتجارة، صار من حقه الاتجار حسب ما اتفق عليه. ويقال للعبد المأذون له في التجارة: "المجيز".
وقد يقرر السيد ضريبة يفرضها على عبده، يدفعها اليه في كل يوم، وعلى العبد أداءها له. فيشتغل العبد في السوق أو يقوم بأي عمل يتمكن منه لأداء ما فرضه سيد عليه. ونظراً إلى عدم تمكن بعضهم من الوفاء بما فرض عليه، فقد عمد بعضهم إلى السرقة ليسدّ مبلغ ما فرض عليه. وفرض بعض منهم على إمائه أن يزنين، ليأتين اليهم بما فرضوه عليهن من ضريبة، فقد ذكر علماء التفسير إن "عبد الله بن أبي بن سلول" كان يكره فتياته على البغاء، ليأخذ أجورهن، وروي عن "عبد الله ين عباس" انه قال: "كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا يأخذون أجورهن، فقال الله: لا تكرهوهن على الزنا من أجل المنالة في الدنيا". وفي منع ذلك وتحريمه نزل في القرآن الكريم: )ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً".
وتكون المسبية ملكاً لسابيها، له أن يصيبها متى شاء، وله أن يبقيها عنده حتى تموت، أو يموت هو، فتنتقل إرثاً لورثته، وله أن يبيعها متى أراد. وكان منهم من يصيب المسبيات،غير أنه يعزل، فلا ينزل فيها، حتى لا يحصل لها الولد المانع من البيع. وذلك لحبهم للأثمان.
ومن الحرف التي شاعت بين الرقيق الحجامة، وقد كان سادتهم يأخذون أجورهم منها. ومن الحجامين الذين ورد اسمهم في الكتب "سالم الحجام"، وقد حجم الرسول وشرب دم المحجمة التي فيها دم الرسول تبركاً به.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق