إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 1 فبراير 2016

1692 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل التاسع بعد المئة الطبقة المملوكة الموالي


1692

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
        
الفصل التاسع بعد المئة

الطبقة المملوكة

الموالي

ويعد المولى في طبقة المملوكين، وللفظة "مولى" معان عديدة، منها المعنى الذي نقصده منها في هذا المكان، وهو "العبد". ولا يشترط في المولى أن يكون أعجمياً، أي من أصل غير عربي، فيقع الولاء على العرب كذلك ؛ كأن يؤسر، أو يقع في غنيمة قطاع طرق، فيكون ملكاً لهم، يبيعونه في في الأسواق، أو يطلبون فداءه من إلهَ، وإلا بيع مع الرقيق. وقد كان بمكة وسائر الأمكنة الآخرى عدد كبير من هؤلاء، ومن جملتهم "زيد بن حارثة ابن شراحيل الكلبى"، مولى خديجة بنت خويلد، زوج الرسول، ثم مولى الرسول. فقد كان من كلب. أصابته خيل من "بني القين بن جسر"، وكان قد خرج مع أمه لتزيره أهله، فباعوه بسوق حباشة من أسواق العرب، وهو يومئذ ابن ثمانية أعوام، ثم أعتقه الرسول.

وكان "ثوبان" مولى رسول الله من العرب من أهل اليمن، وقيل من السراة، ابتاعه النبي بالمدينة فأعتقه، ويظهر انه مات ولم يكن يملك شيئاً. وكان "فضالة" مولى رسول الله من أهل اليمن.

وقد يكون للعبد مالكَيٌن أو أكثر. كأن يقع في أسر رجلين أو أكثر، فيصير عبداً لهما أو لهم. أو أن يتشارك رجلان أو أكثر في شراء عبد، فيكون مملوكاً لمشتريه. وكان بعضهم يتشاركون في شراء العبيد. وقد يبيع بعضهم حصصهم من العبيد لشركائهم أو لغيرهم، وقد يمنّ بعض منهم على عبده، أو عبيده، فيتنازل عن حقه فيه أو فيهم، ويبقى العبد مملوكاً للشريك الآخر أو لبقية الشركاء " لحقهم فيه. وكان منهم من يرضى بعتقه على أن يدبر له ما بذمته من حق.

ومن حق سيد العبد بيعه متى شاء، أو إهداءه الى من يريد. فهو ملك، ومن حق المالك أن يفعل بما يملكه ما يشاء ويريد.

وقد تضخم عدد الموالي بين أهل الحضر وبين أهل المدر، حتى صار لهم شأن يذكر، ولما ظهر الإسلام كان الموالي من العوامل المؤثرة في التوازن السياسي عند الحضر وعند القبائل، حتى ذكروا في العقود لكثرة عددهم وللحقوق المترتبة لسادتهم عليهم، فلما عقد الرسول عقد مع وفد "جعفى" من قبائل اليمن، واستعمل الرسول "قيس بن سلمة" من بني "مرّان بن جعفى"، كتب له كتاباً فيه: "إني استعملتك على مرّان ومواليها، وحريم ومواليها، والكلاب ومواليها". و "الكلاب"، أود، وزبيد، وجزء سعد العشيرة، وزيد الله ابن سعد، وعائذ الله بن سعد، وبنو صلاءة من بني الحارث بن كعب. ولما عقد الرسول عهده مع "وفد همدان"، وكتب لقيس ين مالك بن سعد بن لؤي الأرجي كتاباً، ولاه فيه على قومه، جاء فيه انه ولاه "على قومه همدان: أحمورها وغربها وخلائطها ومواليها أن يسمعوا له ويطيعوا". وذكر الموالي مع همدان والأحمور والغرب والخلائط يشير بالطبع إلى أهميتهم والى كثرة عددهم في ذلك العهد.

والأحمور: هم قُدم، وآل ذي مران، وآل ذي لعوة، و أذواء همدان. والغرب: أرحب ونِهم، وشاكر، ووادعة، ويام، ومرهبة، ودالان، وخارف، و عذر، و حجور.

ولما كتب الرسول إلى "ربيعة بن ذي مرحب" الحضرمي وآله، يدعوه إلى الإسلام، أشار إلى "رقيقهم"، في الكتاب، مما يدل على أن عددهم كان كييراً.


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق