إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

1-19 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي علي بن أبي طالب-والخوارج الخوارج ووقعة النهر:


1-19

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي

علي بن أبي طالب-والخوارج

الخوارج ووقعة النهر:

فلما سمع الناس ذلك أيقنوا أنها حيلة قد عملت، ولو أنها آلت إلى خلافة معاوية فقط لهان أمرها، ولكنها أوجبت انقسام رجال علي عليه، لأن بعضهم لاموه على قبول التحكيم وخرجوا من حكمه، وقالوا: لا حكم إلا لله وقد سموا بالخوارج، وأصبح علي بين عدوين وأهل الشام.

بلغ علياً وهو في مقامه بالنخيلة أن الخوارج اعترضوا الناس وقتلوا منهم فأرسل رسولاً ليعلم جلية الخبر فقتلوه، ولما جاءه ذلك قال الناس: يا أمير المؤمنين علام تدع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في أموالنا وعيالنا سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام، فلم يجد بداً من موافقتهم ونادى بالرحيل فلما وصلهم أرسل إليهم أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم نقتلهم بهم ثم أنا تارككم وكاف عنكم حتى ألقى أهل الشام فلعل الله يقلب قلوبكم ويردكم إلى خير مما أنتم عليه من أمركم، فبعثوا إليه كلنا قتلتهم وكلنا نستحل دماءهم ودماءكم، ثم قامت رحى الحرب بين الفريقين وانتهت بقتل ابن وهب ومعظم من معه وتم الظفر لعلي.



معاوية بعد وقعة صفين:

وأما معاوية بعد وقعة صفين فاتجهت مطامعه إلى الاستيلاء على مصر لأنها متاخمة له وهي ذات مورد ورزق عظيم للجنود فأعمل لذلك الرأي ونجح، وذلك أن معاوية قد قوي بنتيجة التحكيم وبايعه أهل الشام بالخلافة فرأى أن يستعين بمن بها ممن ساءهم قتل عثمان، فكتب إلى مسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج يقويهما ويمنيهما فكتبا إليه بخبر من معهما وأنهما ممتنعون وأن ابن أبي بكر هائب لهم، وطلبا المدد، فجهز إلى مصر عمرو بن العاص.

أقبل ابن العاص مريداً مصر، وخرج إليه محمد بن أبي بكر وحصلت بينهما معركة أسفرت بفوز الجنود الشامية وبقتل محمد وانهزام جيشه، وكانت مصر لمعاوية قوة كبيرة مكنته أن يجهز البعوث إلى أطراف علي ينتقصها، فوجه بعوثاً للإغارة على عين التمر والأنبار والمدائن والحجاز واليمن وبوادي البصرة وغيرها.



تآمر الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو:

عن اسماعيل بن راشد أنه اجتمع ثلاثة من الخوارج وهم عبد الرحمن بن ملجم والبُرَك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم، وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم والذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا، فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وكان من أهل مصر، وقال البرك أنا أكفيكم معاوية، وقال أبو بكر أنا أكفيكم عمراً، فتعاهدوا وتواثقوا بالله لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان[1].
أما ابن ملجم فقد تقلد سيفه وضرب علياً سنة 40 هـ - 661 م وهو ينادي الصلاة أيها الناس، وأما معاوية فقد أقبل البرك حتى قام خلف معاوية وهو يصلي بالغداة ومعه خنجر فوجأه به في اليته ولم يصبه مقتلاً، وأما ابن بكر فإنه أتى مصر وقام حيال المحراب ومعه ِمشمَل قد اشتمل عليه بثيابه، فأصاب عمراً مغص في بطنه فأمر رجلاً من بني عامر أن يخرج فيصلي بالناس فتقدم مغلساً فلم يشك ابن بكر أنه عمرو فلما سجد ضربه بالسيف من ورائه فقتله، ونجا عمرو من القتل.

[1] تاريخ الطبري ج6


يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق