إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-20 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية عبد الحميد الثاني:



8-20


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

عبد الحميد الثاني:

جلس السلطان عبد الحميد الثاني والدولة العثمانية محفوفة بالارتباكات الشديدة والاضطرابات العديدة والثورات الكثيرة المنتشرة بولاياتها بالروم ايلي فأصدر السلطان الجنود إلى حدود الصرب والجبل الأسود وبوسنه وهرسك، فانتصرت الجيوش العثمانية في غالب الوقائع، وخاف ميلان أمير الصرب عاقبة هذا النصر فطلب من الدول الأوربية التوسط في الصلح فتداخلت الدول لما أيقنت بعجز الثائرين فتوسطت في طلب المهادنة وتمت بعد أخذ ورد.

وأعلنت الروسيا الحرب على الدولة سنة 1294هـ - 1877م، فتقدمت بجيوشها وتجاوزت الحدود العثمانية بعد أن تعاهدت مع رومانيا سراً على أن تجعل رومانيا جميع مخازنها ومؤنها وذخائرها الحربية وجيشها تحت تصرف الروس، وأصدرت الدولة العثمانية الأوامر إلى جميع قواد جيوشها بمقابلة العدو، وكتبت إلى دول أوربا نشرة تعترض فيها على ما فعلته رومانيا مع الروس وأنها لا حق لها في عقد معاهدة مع دولة معادية للدولة لأنها لا تزال بلاداً خاضعة للسيادة العثمانية كما قررت الدول، وأما الدول فلم تلتفت إلى هذا الاحتجاج الشرعي، وأعلنت رومانيا استقلالها في جمادى الأولى 1294هـ- 14 أيار 1877م.

وفي جمادى الثانية 1295هـ- 4 حزيران 1877م، تم الاتفاق بين الانكليز والدولة العثمانية على أن تسمح الدولة لانكلترا باحتلال جزيرة قبرس وإدارة شؤونها لتكون على مقربة من حدود الروس، ويتسنى لها صد هجماتها إذا مست الحاجة وتعدت الجيوش الروسية الحدود التي ستحدد لها في مؤتمر برلين المزمع انعقاده قريباً، وفعلاً فقد أقر الباب العالي تسليم انكلترا جزيرة قبرس.

وبعد وقعات يطول شرحها جرت بين الجيشين الروسي والعثماني، أبرق بسمارك في جمادى الثانية 1295هـ- 13 حزيران سنة 1878م، إلى الدول العظمى يدعوها إلى عقد مؤتمر في برلين، فاجتمع المؤتمر وبعد مناقشات ومداولات بين مندوبي الدول وقعوا على المعاهدة المعروفة بمعاهدة برلين، وأهم مشتملات هذه المعاهدة تقسيم إمارة البلغار إلى قسمين: يكون القسم الشمالي منها بلاد البلغار الممتازة والقسم الجنوبي بلاد الروم ايلي، وأن تستقل رومانيا استقلالاً سياسياً ويضاف إلى بلادها مقاطعة دوبروجه في مقابلة استيلاء الروس على بلاد بساربيا، وأن يضم إلى بلاد الصرب التي أصبحت مستقلة تماماً إقليم نيش، وأن تضم الروس إلى أملاكها بآسيا مدن قارص وأردهان وباطوم، وأن تترك للدولة العثمانية بايزيد ووادي الشغراد.

وقرر أيضاً أن تستولي حكومة فارس على إقليم قطور، والنمسا على فرضة اسبيزا، وأن تحتل جيوشها بوسنه وهرسك إلى زمن غير محدد، والخلاصة أن مؤتمر برلين نزع من يد الباب العالي جميع الإمارات التي كان له عليها حق السيادة وأخذت منه ما يقرب من نصف أملاكه بأوربا.

ثم أخذت الدولة في عهد عبد الحميد الثاني تخمد نيران الفتن في حوران وأرمينية والكرك فبعثت الجنود إليها ليطفئوا تلك الفتن التي كانت من العوامل الفعالة في إنهاك قوى الدولة.

وأخيراً أهاج الاتحاديون النفوس في الروم ايلي وأرادوا أن يقلبوا الأوضاع في القسطنطينية فقامت بعض ولاياتها على ساق وقدم تطلب التطوع في الجندية للدفاع عن الدستور الذي منحه عبد الحميد سنة 1326هـ- 1908م، للبلاد، ثم ندم السلطان على ما وهب وأحب أن يقوم بعمل ارتجاعي يعيد به الناس إلى الضغط الأول، فهب جند الفيلقين الثاني والثالث في أدرنة وسلانيك، وزحفا على الأستانة بقيادة محمود شوكت باشا البغدادي فاستوليا على المواقع الحربية في العاصمة في أسبوع، ثم خلعوا عبد الحميد بفتوى من شيخ الإسلام سنة 1327هـ- 1909م، وبايعوا باتفاق مجلس النواب والأعيان لولي عهده رشاد أفندي باسم السلطان محمد الخامس.



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق