إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

3-8 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثالث - الدولة العباسية المأمون:



3-8


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثالث - الدولة العباسية

 المأمون:


وبعد قتل الأمين سنة 198هـ- 813م، ابتدأ سلطان المأمون الحقيقي وتجلت مزاياه العالية، فساس الأمة سياسة لين لا يشوبها ضعف، وقوة لا يشوبها عنف، وأخذت بغداد تستعيد نضرتها التي كانت لها في عهد أبيه، وعظمت بها الحركة العلمية لما كان من ميل المأمون الشديد إلى تقوية تلك الحركة.

وأراد المأمون نقل الخلافة إلى بني علي وأن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمته، فاعتبر أحوال أعيان البيتين العباسي والبيت العلوي، فلم ير فيهما أصلح ولا أفضل ولا أروع من علي بن موسى الرضا، فعهد إليه وكتب بذلك كتاباً بخطه وألزم الرضا بذلك فامتنع ثم أجاب ووضع خطه في ظاهر كتاب المأمون، فلما سمع العباسيون ببغداد ما فعل المأمون من نقل الخلافة من البيت العباسي إلى البيت العلوي أنكروا ذلك وخلعوا المأمون من الخلافة غضباً من فعله وبايعوا عمه ابراهيم ابن المهدي، في أيام كانت الفتن ووقائع الحروب بالغة مبلغها، فلما بلغ المأمون ذلك ورأى إنكار الناس ببغداد لما فعله كتب إلى بني العباس ببغداد يقول لهم: إن الذي أنكرتموه من أمر علي بن موسى قد زال وإن الرجل مات فأجابوه أغلظ جواب، ثم سار المأمون إلى بغداد فوصلها وقد هرب إبراهيم بن المهدي، فلما دخل البلدة تلقاه العباسيون وكلموه في ترك لباس الخضرة والعود إلى السواد فأجابهم إلى ذلك بعد أن أمرهم بلبس الخضرة.

وخرج على المأمون محمد بن جعفر الصادق بمكة وبويع بالخلافة وسموه أمير المؤمنين، فأرسل المأمون إليه عسكراً فكانت الغلبة له وظفر به المأمون وعفا عنه.

وخرج على المأمون أيضاً نصر بن شَبَث وكان عربياً شريفاً يميل إلى محمد الأمين، فلما قتل الأمين غضب ولاسيما لما رأى العنصر العربي قد انحط شأنه وصار معظم القواد والأمراء من غيرهم فأظهر الخروج على السلطان وتغلب على ما جاوره من البلاد التي كان يسكنها وهي يكسوم شمالي حلب، واجتمع عليه خلق كثير من الأعراب وأهل الطمع وقويت نفسه وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي.

ولما علم المأمون بذلك أرسل طاهر بن الحسين إلى محاربة نصر بن شبث فأرسل طاهر إلى نصر يدعوه إلى الطاعة وترك الخلاف فلم يجب، فتقدم إليه طاهر ولقيه بنواحي يكسوم فاقتتلا هناك قتالاً عظيماً كان النصر حليف نصر مما قوى أمره فكثر جمعه، ثم كتب طاهر إلى ابنه عبد الله وأمره أن يسير إلى محاربة نصر فضيق عليه حتى مال إلى طلب الأمان، فكتب له المأمون كتاب أمان ووجه بنصر إلى المأمون.

وتحرك الزط وهم قوم من النور انتهزوا الفتنة التي كانت بين الأمين والمأمون، تجمعوا واستولوا على طريق البصرة، ولما استقر المأمون ببغداد بعث عيسى بن يزيد الجلودي لحربهم ففرق جموعهم.

وأرسل المأمون إلى محاربة بابك قواداً فحاربوه وقتلوا جمعاً كثيراً ممن كان معه، وأوصى المأمون أخاه المعتصم حين أدركته المنية أن يحارب بابك ويكسر شوكته.



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق