إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-22 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية الجمهورية التركية:



8-22


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

الجمهورية التركية:

وعلى أثر ذلك طلبت الدولة الحليفة إلى الحكومة التركية، إقرار النظام في الأناضول، ولو اقتضى ذلك اللجوء إلى السلاح، ولم تجد الحكومة من تؤهله كفاياته للنهوض بهذه المهمة، غير مصطفى كمال، فأرسلته إلى الأناضول في 15 أيار وتولى قيادة الحركة الوطنية، وأصدر المؤتمر الأول قراراً بالمحافظة على سلامة الأناضول التركي، وبدعوة القوات الوطنية للدفاع عنه.

ثم بسط مصطفى كمال نفوذه في أرجاء الأناضول، ثم دعا إلى عقد الجمعية الوطنية الكبرى في انقره في 1338هـ- 23 نيسان 1920م، وانتخبت هذه الجمعية مصطفى كمال رئيساً لها وللجنتها التنفيذية ومجلسها الوزاري.

وفي 1339هـ- 24 آب 1921م، هاجم اليونان قوات مصطفى كمال، وبعد قتال شديد اضطر اليونانيون إلى التراجع، وقد احتفلت الجمعية العمومية بهذا النصر، وخلعت على مصطفى كمال لقب الغازي.

ثم استؤنفت الأعمال الحربية فاستولى الأتراك في 1340هـ- 26 آب 1922م، على افيون قره حصار التي حسب اليونان أنهم حصنوها حتى ليستحيل سقوطها في يد العدو، ثم ولى اليونان الأدبار مضرمين النار في جميع المواطن المأهولة التي اجتازوها، وفي 9 أيلول استطاع الأتراك أن يحتلوا مدينة ازمير.

وفي 24 تموز 1923م، عقدت معاهدة صلح بلوزان، بسطت تركيا بموجبها سلطانها من جديد على آسيا الصغرى كلها، وعلى القسطنطينية وتراقية الشرقية، وتعين على سكان آسيا الصغرى اليونانيين أن ينقلبوا إل وطنهم الأول، ورجع الأتراك الذين كانوا لايزالون في دول البلقان إلى الأناضول.

وفي 1342هـ- 29 تشرين الأول 1923م، قرر المجلس الوطني الكبير إعلان الجمهورية وانتخاب مصطفى كمال رئيساً لها، ثم دعي لأداء اليمين، وبعد أدائه ألقى الكلمة التالية:

إن هذا المقام مقام رئاسة الجمهورية تتمثل فيه فضيلة الشعب واستقامته وصوابه وإني لمدرك كل ذلك بقلبي ووجداني، ملم تمام الإلمام بما تتطلبه هذه الرئاسة من الواجبات الصعبة العظيمة وبيد أني سأبذل الجهد لأن أقابل هذه الثقة التي تدل على أن الشعب المجيد يقدر مساعينا المتواضعة الخالصة بكل سخاء وكل كرم، بأن أسعى لخدمته خدماً كثيرة.

إن الجمهورية القائمة على الاستقلال والقومية والانتصار قد برهنت بإصلاحاتها وتطوراتها على مقدار قوتها، كما برهنت على أنها الإدارة الحقيقية التي ينشدها الشعب التركي.

ستمتاز سياسة الجمهورية في الداخل والخارج، خلال الأعوام القادمة، بكرامتها وقوتها واستقامتها وتقويتها وتكثيفها جميع قوت الشعب التركي في سبيل رفاهيته ورقيه، وستكون غاية الحركة الجديدة ، العناية بحياة الجمهورية وقوتها والدفاع عن منافع الشعب إزاء كل خطر داخلي أو خارجي مع تقوية روابط الصداقة وتأييد سياسة السلام، وخدمة الشعب في الداخل لتوطيد رقيه وسط السلام والأمان.

وفي 1342هـ- 3 آذار 1924 اتخذت الجمعية الوطنية قراراً بإلغاء الخلافة وإخراج الخليفة عبد المجيد الثاني آخر خلفاء بني عثمان من البلاد وبدء السير بالدولة التي أنشئت في طريق الحضارة الأوربية، ومن ثم أعلنت صيغة جديدة للدستور التركي في 30 نيسان.

وفي 1344هـ- 13 شباط 1925م، رفع سعيد شيخ الطريقة النقشبندية التي كانت تتمتع بسلطة عظيمة عند الأكراد، راية العصيان على الأتراك، وما هي إلا فترة يسيرة حتى عمت الثورة الولايات الشرقية الثلاث، حيث يؤلف الأكراد أغلبية السكان، ولقد طالب الثائرون بتنصيب سليم بن عبد الحميد خليفة وسلطاناً، وشن الأكراد بادئ الأمر هجوماً على ديار بكر، فسقطت المدينة في أيديهم في 7 آذار ثم تلاشت الثورة، وأعدم زعيمها بأنقرة.

وفي 1348هـ- 1929م، نشبت ثورة كردية أخرى في إقليم آراراط وبحيرة، فسيرت الحكومة التركية قوات ضخمة فأخمدتها، ثم لجأت الحكومة إلى إبعاد السكان عن مواطنهم الأصلية لكي تحول دون نشوب ثورة جديدة.

في 1357 هـ- 10 تشرين الثاني 1938م، توفي أتاتورك في استانبول وخلفه في رئاسة الجمهورية عصمت اينونو، ثم انتخب رئيس الجمهورية الحالي جلال بايار.




انتهى الموضوع وتم نقل الكتاب




يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق