إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-3 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية مراد الأول:



8-3


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

مراد الأول:

جلس مراد على سرير الملك سنة 761هـ- 1360م، فكانت فاتحة أعماله احتلال مدينة أنقرة، وفي سنة 762هـ- 1361م، سلمت أدرنة للعثمانيين بعد قتال قليل، ولأهمية موقع أدرنة الجغرافي نقل إليها السلطان تخت المملكة العثمانية واستمرت عاصمة لها إلى أن فتحت القسطنطينية سنة 857هـ- 1453م، ثم فتح العثمانيون فيلبه عاصمة الروملي الشرقية وردار وكملنجة، وبذلك صارت القسطنطينية محاطة من جهة أوربا بأملاك آل عثمان، وفصلت عن باقي الإمارات المسيحية الصغيرة التي كانت شبه جزيرة البلقان مجزأة بينها وصارت الدولة العلية متاخمة لإمارات الصرب والبلغار وألبانيا، فاضطرب لذلك الملوك المسيحيون المجاورون للدولة العثمانية وطلبوا من البابا أوربانوس الخامس أن يتوسط لدى ملوك أوربا الغربيين ليساعدوهم على محاربة المسلمين وإخراجهم من أوربا خوفاً من امتداد فتوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان إذ لو اجتازوها بدون معارضة و مقاومة في مضايقها لم يقو أحد بعد ذلك على إيقاف تيار فتوحاتهم ويخشى بعدها على جميع ممالك أوربا من العثمانيين، فلبى البابا استغاثتهم وكتب لجميع الملوك بالتأهب لمحاربة المسلمين وحرضهم على محاربتهم محاربة دينية حفظاً للدين المسيحي من الفتوحات الإسلامية.

لم ينتظر أوروك الخامس ملك الصرب وصول المدد إليه من أوربا، بل استعان بأمراء بوسنة والفلاخ وبعدد عظيم من فرسان المجر وسار بهم لمهاجمة أدرنة، فلما وصل خبر تقدمهم إلى آذان العثمانيين قابلوهم على شاطئ نهر ماريتزا وفاجأوهم في ليلة مظلمة بقوة عظيمة ألقت الرعب في قلوبهم ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى ولوا الأدبار، وأما السلطان مراد فكان في هذه الأثناء مشتغلاً بالقتال في بلاد آسيا الصغرى حيث فتح عدة مدن.

وفي سنة 781هـ- 1379م، اتحد لازر جربلينا ملك الصرب مع سيسمان أمير البلغار على محاربة العثمانيين، لكنهما بعد عدة مناوشات تحققا في خلالها عجزهما عن مكافحة عساكر العثمانيين، وأبرما الصلح مع السلطان.

وفي سنة 783هـ- 1381م، أخذت الفتوحات سيرها الأول، فحارب ديبورطاش الصرب والبلغار لتأخيرهما في دفع الخراج المتفق عليه، وفتح مدائن مناستر وبرانة واستيب، ووقعت صوفيا في قبضة العثمانيين بعد محاصرة استمرت ثلاث سنين، وعقب ذلك فتح الصدر الأعظم خير الدين باشا سلانيك، والخلاصة فقد زال استقلال الصرب كما فقدت البلغار والرومللي والأناضول استقلالها، وتم النصر والغلبة للعثمانيين.

وبينا السلطان مراد يمر بين القتلى إذ قام من بينهم جندي من الصرب وطعن السلطان طعنة كانت هي القاضية عليه.


يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق