إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

7-8 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل السابع - العراق وفارس والهند وغيرها الدولة الدورانية:


7-8

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل السابع - العراق وفارس والهند وغيرها

الدولة الدورانية:


أول من قام بأمر هذه الدولة، أحمد شاه، وقد كان أسر لما كان حياً من قبل قبيلة الغلزائي، وأرسل لقندهار، فأنقذه نادر شاه في الأسر في 1150هـ- 1738م، ثم عينه مقدم جماعة من الفرسان، أكثرهم من قبيلة العبدلية، ولما مات نادر شاه 1160هـ- 1747م، رجع إلى أفغانستان، وأخذ يحرض القبائل على طلب الاستقلال، وتم له ما أراد، ونصب ملكاً وأميراً على أفغانستان في 1160هـ- تشرين الأول 1747م، وقد رأى أن لا يتداخل كثيراً في الأمور الداخلية الخاصة بالقبائل العديدة، على أن يدفعوا له الخراج، ويمدونه بالرجال للخدمة العسكرية، ثم عبر نهر السند 1748م واحتل لاهور، ثم امتد نفوذه على جميع جهات البنجاب، وتم له ذلك 1164هـ- 1751م، وقد افتتح نيسابور 1163هـ- 1750م، وأخضع في السنة التي تلتها جهات كشمير، ودخل بجيشه مدينة دلهي ظافراً وتوفي أحمد شاه 1185هـ- 1771م، وقيل 1187هـ- 1773م بمرغاب في التلول القريبة من قندهار، وقد تمكن ولده تيمور من اعتلاء العرش، بعد أن تغلب على أخيه سليمان، ثم ساق تيمور شاه الجيش إلى هندستان وكشمير ولاهور وأخضع من نبذ الطاعة من الأفغان، ثم نقل العاصمة من قندهار إلى كابل.

وعقب وفاة تيمور شاه 1207هـ- 1792م، تمكن ولده زمان شاه من اعتلاء العرش، بعد أن تغلب على أخيه همايون، ثم قام في وجهه أخوه الآخر محمود في هراة ووقعت بينهما الحرب، وانهزم محمود، وعادا فاصطلحا، ومازالت الفتن قائمة بينهما، وأريقت بذلك دماء غزيرة، حتى هزم محمود أخاه زمان شاه، وتولى الملك 1215هـ- 1800م، ثم ألقي القبض على محمود، وتولى زمان شاه العرش ثانية، ثم استولى محمود ثانية، ثم ناصرت انكلترا أخاهما شاه شجاع، وحصلت معارك طاحنة، ثم عمد الانجليز إلى مصالحة دوست محمد خان، على أن يحترم الإنجليز حدود الأفغان، ولما مات دوست محمد خان اختلف أولاده فيما بينهم، وتقاتلوا زمناً، حتى تم الأمر أخيراً لشير علي خان أحد أولاد الأمير السابق، فاتفق الانجليز معه على الشروط الآتية:

1-   لا يدخل عسكري انجليزي واحد بلاد الأفغان لأجل إطفاء ثورة أو تدويخ قبيلة عاصية.

2-   لا يرسل ضابط انجليزي معتمداً إلى مدينة من مدن الأفغان.

3-   أن لا يكون للأمير راتب معين من انكلترا مشاهرة ولا مسانهة.

ثم دخل الروس خيوه 1289هـ- 1872م، فراع ذلك أمير الأفغان، وأرسل من قبله من يسبر غور حكومة الهند، فيما لو وصل الروس، واعتدوا على بلاده فأجيب بأن الانجليز ينجدونه إذا اعتدوا عليه واشترطوا عليه إقامة مسيطرين من الانجليز من أفغانستان، ووضع حاميات انجليزية في بعض المواقع الأفغانية، وربما كان من ضمن هذه الشروط قبول الحماية البريطانية.

ولما بلغت هذه الشروط إلى شير علي ساءت العلاقات بينه وبين الانجليز، ثم بدأت الحرب بينهما، فأرسلت انكلترا حملة قوية مؤلفة من الجنود المرتزقة وغيرهم من الهند، ولما دخلت تلك الجيوش الأراضي الأفغانية وتوغلت في بعض أرجائها، لجأ شير علي إلى الجهات الشمالية من بلاده، وتوفي بمزار الشريف في 1296هـ- شباط 1879م.

ثم بدأت المفاوضات بين الانجليز ويعقوب خان أحد أبناء شير علي، وعقدت بينهما معاهدة، عرفت بمعاهدة غندابق، وفيها تنازل يعقوب خان عن بعض الجهات الأفغانية الواقعة قرب الحدود الانجليزية، كما أنه جعل كل مخابراته الخارجية بيد انجلترا وقبوله إقامة معتمد بريطاني في بلاده، ومقابل ذلك ضمنت له بريطانيا كل اعتداء خارجي على بلاده.

وعلى اثر قتل المعتمد البريطاني، ومن معه من أركان حربه ومساعديه في كابول أرسلت بريطانيا جيوشاً جديدة، فدخلت كابول، وأرسل يعقوب خان إلى الهند وبقيت تلك الجيوش حتى 1297هـ- كانون الأول 1879م، فعاد عبد الرحمن ابن أفضل خان بن دوست محمد خان من المنفى إلى الجزء الشمالي من بلاد الأفغان فرأى حاكم الهند ليتون أن يتصل به لعقد صلح، واعترفت به انكلترا أميراً على أفغانستان، على أن يتخلى لها عن بلاد الافريدي، وأن تكون علاقاته الخارجية بواسطة الحكومة البريطانية.

وقد أحسن عبد الرحمن المذكور الإدارة، وأقام العدل، وجد في عقاب المفسدين، ووطد نفوذ الحكومة، وأسس معملاً للسلاح، وأمر بتدريب الجيوش، وأخذ في توسيع إمارته من جهة الشرق واستولى على ولاية كافرستان، فأسلم أهلها على يده وأسماها نورستان.

ثم خلف على عرش الإمارة، حبيب الله، بعد وفاة والده عبد الرحمن 1319هـ- 1901م، وظلت علاقاته الخارجية كما كانت من قبل، وظل على الحياد خلال الحرب العالمية الأولى، بالرغم من المساعي الذي بذلها الألمان والترك.

ولما قتل حبيب الله 1337هـ- 1919م، عهد بالإمارة لأحد أبنائه أمان الله، بعد أن تنازل ولي العهد وأخوته عن الملك.

وقد استطاع أمان الله أن يقضي على ثورتي الإلزاي في 1341هـ- 1923م، والمنكل 1342هـ- 1924م، كما قضى على ثورة الباتان، الذين عاشت كثرتهم في الهند تحت الحكم البريطاني.

ثم بدأ أمان الله يحرر بلاده من قيود كثيرة كانت تقيدها، فأنشأ علاقات سياسية مع عدد من البلاد واعتمد له سفراء ووزراء مفوضين، ثم زار كثيراً من البلاد كالهند ومصر وايطاليا وفرنسا وانجلترا وألمانيا وروسيا وتركيا وإيران.

وأراد أن يسير في سبيل إصلاح بلاده أسوة بأتاتورك ورضا بهلوي، فقامت ثورة بزعامة باجا سقا، الذي استخلص البيعة لنفسه، وتلقب بحبيب الله الثاني، فلم يستطع أمان الله إخماد هذه الثورة، بل اضطر إلى التخلي عن العرش، ومغادرة البلاد.

ثم خلف أمان الله ابن عمه نادر خان، فقبض على زعيم الثوار الذي تمركز في كابل وأعدمه، وعلى الرغم من أنه وضع حداً لجميع التدابير التي اتخذها أمان الله والتي أدت إلى الثورة، فقد صرع نادر خان في قصره في 1352هـ- 8 تشرين الثاني 1933م، ونودي بابنه محمد ظاهر خان ملكاً على البلاد.

ثم عقدت معاهدة بين فارس وأفغانستان، اتبعت هذه المعاهدة بميثاق سعد آباد ومنذ ذلك الحين بدأت أفغانستان تسلك سبل الإصلاح في حذر واحتياط.




يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق