إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-4 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية بايزيد الأول:



8-4


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

بايزيد الأول:

ويلقب بيلدرم وسبب تلقيبه بذلك سرعة حركاته الحربية وشدته على الأعداء جلس على سرير الملك عقب مقتل أبيه سنة 791هـ- 1389م، ابتدأ السلطان أعماله بأن ولى الأمير اسطفن بن لازر ملك الصرب حاكماً عليها وأجازه بأن يحكم بلاده على حسب قوانينهم بشرط دفع جزية معينة وتقديم عدد معين من الجنود ينضمون إلى الجيوش العثمانية وقت الحرب.

ولما ساد الأمن في أوربا قصد بلاد آسيا وفتح مدينة فيلادلفيا 793هـ- 1391م، وهي آخر مدينة بقيت للروم في آسيا، ثم عاد السلطان إلى أوربا وحارب أمانويل باليولوج ملك الروم وحاصره في القسطنطينية، وبعد أن ضيق عليه الحصار ترك حولها جيشاً جراراً سافر لغزو بلاد الفلاخ فقهر أميرها دوك مانيس وأكرهه على التوقيع على معاهدة يعترف بها بسيادة الدولة العثمانية على بلاده ويتعهد لها بدفع جزية سنوية مع بقاء بلاده له يحكمها وذلك سنة 795هـ- 1393م.

وبينا السلطان يشتغل بمحاربة الفلاخ أراد علاء الدين أمير القرمان أن يسترد ما تنازل عنه للدولة العثمانية فجهز جيشاً وسار بخيله ورجله قاصداً مهاجمة أنقرة بعد أن فاز على ديمورطاش في إحدى الوقائع وأخذه أسيراً، فلما بلغ خبره إلى مسامع السلطان قام بنفسه إلى بلاد الأناضول وجَّد في طلب علاء الدين فهزمه السلطان وأسره وضم ما بقي من أملاكه إليه، وبذلك انمحت سلطنة القرمان وصارت ولاية عثمانية، ثم فتحت الدولة سيواس وتوقات، وكان آخرها أمرائها الغازي برهان الدين.

وبذا لم يبق من الإمارات التي قامت على أطلال دولة آل سلجوق إلا إمارة قسطموني خارجة عن أملاك الدولة العثمانية، وكان أميرها بايزيد، واحتمى ببلاده كثير من أولاد الأمراء الذين فتحت بلادهم وكان احتماء الأمراء بالأمير بايزيد سبب غزو بلاده، وذلك أن السلطان أرسل إليه يطلب منه تسليم هؤلاء الأمراء فامتنع، فسار إليه السلطان وأغار على بلاده وفتح مدائن سامسون وجانك وعثمانجق، وبذلك انقرضت جميع الإمارات الصغيرة القائمة ببلاد الأناضول وصار العلم العثماني يخفق منصوراً فوق صروحها.

وفي سنة 795هـ- 1393م، استنجد سجسمون ملك المجر البابا فساعده البابا وأعلن الحرب الدينية في أوربا، فأجابت الدعوة وحشدت الجيوش وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، واجتاز هذا الجيش العظيم نهر الدانوب وعسكر حول مدينة نيكوبلي لمحاصرتها، فسار إليهم السلطان بايزيد وقاتلهم قتالاً عنيفاً انتصر فيه على أعدائه وردهم على أعقابهم، وأخذ عقب ذلك يشدد الحصار على مدينة القسطنطينية، ولولا إغارة المغول على بلاد آسيا الصغرى لتمكن من فتحها فاكتفى بإبرام الصلح مع ملكها.

أغار تيمورلنك على الدولة العثمانية، وسبب تلك الغارة أن أمير العراق أحمد جلاير التجأ إلى السلطان بايزيد حين هاجمه المغول في بلاده، فأرسل تيمورلنك بطلبه فأبى تسليمه إليه فأغار تيمورلنك بجيوشه على آسيا الصغرى وافتتح سواس وأخذ ابن السلطان بايزيد أرطغرل أسيراً وقطع رأسه مما جعل السلطان يجمع جموعه ويقاتل تيمور الأعرج في سهل أنقرة، وبفرار فرق آيدين ومنتشا وصاروخان وكرميان وانضمامها إلى جيوش تيمور لوجود أمرائهم الأصليين في معسكر التتار انهزم جيش العثمانيين وسقط السلطان بايزيد في قبضة تيمور فسجنه حتى مات سنة 806هـ- 1403م.

وبعد وفاة السلطان بايزيد حصل الاختلال في الممالك العثمانية وتزاحم أولاده على السلطنة، وتجزأت الدولة العثمانية إلى عدة إمارات صغيرة لأن تيمور لنك أعاد أملاك أمراء قسطموني وغيرهم، واستقل في هذه الفترة كل من البلغار والصرب والفلاخ ولم يبق تابعاً للراية العثمانية إلا قليل من البلدان.
 



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق