إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-18 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية عبد الحميد الأول:


8-18

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

 عبد الحميد الأول:

تولى هذا السلطان الملك عام 1255هـ- 1839م، وسار على خطة والده السلطان محمود الثاني في الإصلاحات الداخلية.

وفي عام 1264هـ- 1848م، طمحت أنظار أهالي الافلاق والبغدان للاستقلال والانضمام إلى سكان ترنسلفانيا وبكوفين لتكوين مملكة رومانية جديدة فثارتا على أميريهما واضطرتهما إلى الفرار، فأرسلت الدولة العثمانية جيوشها إلى بلاد البغدان، وكذلك احتلت الروس الافلاق، وكاد من أجل ذلك تقع بين الروس والعثمانيين حرب لولا المخابرات التي دارت بينهما وانتهت بإبقاء حق تعيين أمرائهما للدولة، وأن يحتل البلاد جيش مؤلف من جنود تركية وروسية.

ولما رفضت الدولة العثمانية تجديد شروط معاهدة (خونكار اسكله سى) القاضية بأن يكون للروس حماية جميع المسيحيين المقيمين ببلاد الدولة اجتازت عساكر الروس نهر البروث الفاصل بين أملاك الدولتين في شوال 1269هـ- تموز عام 1853م، واحتلت ولايتي البغدان والافلاق.

وأما الدولة العثمانية فأوعزت إلى عمر باشا أن يجتاز نهر الطونة، وبعد وقعة هائلة وقعت بين الجيشين الروسي والعثماني انتصر الجيش العثماني انتصاراً عظيماً، ثم وقفت الحرب بينهما بسبب الشتاء.

وفي هذه الأثناء تقدمت السفن الفرنسية والانكليزية إلى مضيق البوسفور برضاء الباب العالي لتكون هذه السفن أقرب إلى البحر الأسود وإلى حماية القسطنطينية إذا حاول الروس الهجوم عليها بحراً.

ثم أرسل نابليون الثالث إمبراطور فرنسا يعرض على نقولا إمبراطور الروسيا عقد مؤتمر للنظر في الصلح بشرط خروج العساكر الروسية من الافلاق والبغدان، وتعهد له بسحب مراكبه ومراكب انكلترا من البحر الأسود، فأجاب إمبراطور الروس بالسلب، وأعلنت فرنسا وانكلترا الحرب على الروسيا عام 1270هـ - 1854م، وبعد وقعات احتلت الجيوش الروسية ولايتي البغدان والافلاق، واحتلتهما الجيوش النمسوية، ومنعت هذه الجيوش عمر باشا من اتباع عساكر الروس حتى اجتازت نهر البروث وأملاك الروسيا بسلام.

ثم تقرر بين الدول المتحاربة أن ينعقد مؤتمر في باريز لتقرير السلم نهائياً، وفي رجب 1272هـ- 30 آذار عام 1856م، أمضيت معاهدة باريز التي أوصلت نابليون الثالث إلى أوج فخاره وأعادت لفرنسا سابق مجدها، إذ أنها لم تشترك في مثل هذه الحرب من عهد نابليون الأول، وحفظت هذه المعاهدة أيضاً أملاك الدولة العثمانية من غوائل الروس.

وفي سنة 1274هـ- 1858م، قام بعض المسلمين في جدة وقتلوا بعض المسيحيين وأصابوا قنصل دولة فرنسا وكاتبه إِصابة شديدة وقتلوا زوجته[1]، وطلبت فرنسا وانكلترا معاقبة الجانين فأجابت الدولة العثمانية طلبيهما وشرعت في محاكمة الجانين، وفي غضون محاكمتهم وصلت إلى مياه جدة سفينة حربية انكليزية وطلب ربانها تنفيذ الحكم فوراً من نامق باشا والي مكة وأمهله أربعاً وعشرين ساعة، وإذا لم يعدم الجناة فإنه يطلق مدافعه على المدينة، ولما أجابه نامق باشا بعدم إمكان إِجابة طلبه سلط مدافعه على هذه المدينة واستمر إطلاقها نحو عشرين ساعة لولا وصول السفينة المقلة إسماعيل باشا المندوب العثماني لدمرت المدينة عن آخرها، فلما وصل هذا المندوب أوقف الضرب ونزل ومعه العساكر العثمانية والانكليزية وأمر بشنق المحكوم عليهم بالإعدام فشنقوا، وانتهت المسألة ورجعت العساكر الانكليزية إلى سفينتهم بدون أن يجدوا سبباً للبقاء.

وفي 1276هـ- سنة 1859م، تقاتل المارونيون والدروز في الشام، وامتدت الفتنة إلى جميع أنحاء الشام وكثر القتل والنهب وحصلت عدة مذابح في طرابلس وصيدا واللاذقية وزحلة ودير القمر ومنها إلى دمشق، فأرسلت جميع الدول إلى الباب العالي تهدده بالتدخل إن لم يضع حداً لهذه الفتن، فسافر فؤاد باشا على جناح السرعة ووصل بيروت في ذي الحجة 1276هـ- 17 تموز 1860م، ومنها قصد دمشق في خمسة آلاف جندي وشكل مجلساً حربياً وأعدم عدداً من الشخصيات وبذل همته في إعادة الأمن إلى البلاد.

وفي غضون هذه المدة اتفقت الدول على أن ترسل فرنسا إلى الشام ستة آلاف مقاتل لمساعدة الجيش العثماني على إعادة الأمن. وفي صفر 1277هـ- 10 آب 1860م، نزلت الجنود الفرنسية إلى بيروت فوجدت السكينة ضاربة أطنابها في ربوع الشام ولم تجد سبيلاً لعمل أي حركة عسكرية، واستمر الاحتلال الفرنسي إلى ذي الحجة 1277هـ- 1861م.

وفي أثناء ذلك انعقدت ببيروت لجنة أوربية مؤلفة من مندوبين من قبل الدول الموقعة على معاهدة باريز، وبعد مداولات طويلة اتفقوا مع فؤاد باشا على أن يعطوا للمسيحيين الذين حرقت دورهم مبلغ 75 مليون قرش تعويضاً، وأن يمنح أهالي جبل لبنان حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة العثمانية وأن يكون حاكمها مسيحي المذهب، وأن تكون للباب العالي حامية من 300 جندي تقيم في حصن على الطريق الموصل من دمشق إلى بيروت.


[1] راجع تاريخ الدولة العلية العثمانية- لمحمد فريد



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق