إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-21 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية محمد الخامس:




8-21


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

محمد الخامس:


تولى السلطان محمد رشاد الملك بعد السلطان عبد الحميد الثاني وهو ضعيف المدارك لأن أخاه ضيق عليه مدة حكمه الطويل حتى تبلد عقله، وزد على ذلك تسلط الاتحاديين.

وثارت اليمن في زمن محمد الخامس سنة 1329هـ- 1911م، فأرسلت الدولة جيشاً عظيماً على صنعاء والعسير قتل في حربها كثير، ثم عقد الصلح بين إمام اليمن يحيى بن محمد حميد الدين وبين قائد الحملة اليمانية عزت باشا، وبهذا العقد لم يبق للدولة هناك غير سلطان قليل في صنعاء وتعز وما إليهما من البلاد والجبال، وانتقلت جل الأحكام إلى الإمام.

وظهرت أيضاً فتن أخرى في كردستان وبلاد الألبان وأذنة، فلم ترتح البلاد سوى أشهر معدودة بعد إعلان القانون الأساسي.

ثم وقعت حرب طرابلس بين الدولة العثمانية والإيطالية، وجاءت إيطاليا بأسطولها إلى سواحل طرابلس وبرقة بدون مسوغ وضرب أسطولها سفينتين عثمانيتين كانتا راسيتين في ميناء بيروت فهلك من أهل المدينة والجند زهاء مائتي نسمة.

وأعلنت دول البلقان المتحدة  (بلغاريا والصرب والجبل الأسود واليونان) الحرب على الدولة العثمانية فغلبتها، ولم يبق للدولة في قارة أوربا غير ولاية أدرنة وما إليها من ضواحي الأستانة، وانسلخت عنها في هذه الحروب ولايات قوصوة واشقودرة ويانيا ومناستر وسلانيك.

وخرجت الدولة من حرب طرابلس والبلقان واليمن وكردستان وغيرها من البلدان مجردة من قوتها من المال والرجال، ولم تفكر في جمع أشتاتها حتى قتل ولي عهد النمسا في مدينة سراجيفو من بلاد الصرب، وأعلنت الحرب العالمية، فكان نصيب الدولة العثمانية أن تسير مع ألمانيا والنمسا والمجر محالفة لهن على بريطانيا العظمى وروسيا وفرنسا وغيرهن من الدول، وكان ذلك بتزيين الاتحاديين، وفي مقدمتهم طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا.

وفي 9 شعبان 1334هـ- حزيران 1916 م، أعلن الشريف حسين بن علي أمير مكة استقلاله بملك الحجاز، وثار العرب على الترك في مكة وقتلوا الحامية التركية وأسروا أكثرها، وكذلك ثار ابنه علي في عرب المدينة الموالين لأبيه على الحامية التركية غداة ثورة مكة فلم يستطيعوا أخذها لأن فخري باشا قائد حاميتها التركي كان حصنها تحصيناً عظيماً.





محمد السادس:

وفي سنة 1336هـ- 1918م، قبيل انتهاء الحرب العالمية توفي السلطان محمد الخامس وولي مكانه وحيد الدين باسم السلطان محمد السادس.

ولما صدر الأمر بالهجوم العام لضرب الجيش التركي الألماني الضربة القاضية فاوض البريطانيون الأمير فيصلا أن يجهز حملة تسير من أبي الاسل إلى جسر تل شهاب في حوران لتقطع خط الرجعة على الجيوش التركية، وذلك بعد أن تقدم الانكليز إلى فلسطين واحتلوا أكثر بلدانها، ثم قطع الجيش العربي الخط الحديدي على عشر كيلومترات من شمالي درعا بمعاونة الطيارات الانكليزية، وكذلك خط درعا- حيفا وخط عمان – درعا.

ثم احتلت جيوش الحلفاء بمساعدة العرب سائر مدن الشام كما احتلت العراق، وبكلمة أخرى وقعت الدولة العثمانية في قبضة الحلفاء فدخلوا عاصمتها، وأصبحت تحت رحمة أساطيلهم.

وأكره رجال السلطان على تعيين وزارة ترضيهم ففعل السلطان ذلك وعين الداماد فريد باشا رئيساً للحكومة في 1337هـ- 4 آذار 1919م، وفي 15 أيار احتل اليونان ازمير بالاتفاق مع الحلفاء، ولم يلق احتجاج الداماد فريد على ذلك أذناً واعية في مؤتمر الصلح المنعقد بباريس في حزيران وأوفدت الدولة وفداً اختير أعضاؤه اختياراً إلى مؤتمر سان ريمو في فرنسا حيث وقعوا بالرضى والتسليم المعاهدة التي أعدها الحلفاء، وأهمها أن تبقى الأستانة لتركيا لأن احتلالها يسبب مشاكل دولية، وأما في آسيا فقد سلبوا منها جميع المقاطعات الغنية إلى ما هنالك من البنود التي تقضي عليها القضاء الأخير.

وعبثاً حاولت الجمعيات الوطنية في القسطنطينية أن تعمل على إنقاذ البلاد.            

 ثم تألفت عصابات تركية بالأناضول، ثارت ضد اليونان، ثم لحقت بهذه العصابات قوات نظامية رأسها ضباط من هيئة أركان الحرب، وبذلك تمكن الثوار من أن يشغلوا أعداءهم في حرب عصابات صعبة المراس.

وفي 3 أيار انطلق اللواء كاظم قره بكير إلى شرقي الأناضول، حيث وفق إلى إرجاء تسليم السلاح إلى لجنة المراقبة البريطانية، ثم أن الوطنيين في ارضروم يقودهم النائب السابق، رؤوف قرروا الدعوة إلى مؤتمر ينعقد في أيار للدفاع عن البلاد.




يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق