إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 يونيو 2014

5-4 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الخامس - الدول الإسلامية في المغرب الموحدون:



5-4


تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الخامس - الدول الإسلامية في المغرب

الموحدون:


كان بعض الأقوام المنقادين للمرابطين ينظرون إليهم بعين الحسد ويشتهون أن يحوزوا مثل ما حازوه من أجل الأموال والجاه، وأخذ على عاتقه تطبيق ذلك رجل يسمى محمد بن عبد الله أحد الخدم بمسجد قرطبة، اطلع في صباه على مبادئ العلوم، ثم سار إلى بغداد فأخذ فيها العلم عن الإمام الغزالي، وجاء المغرب ونزل مراكش، وشرع بقوة فطنته بإزالة سلطنة المرابطين، فأخذ ينتقد كل ما رآه من رؤسائهم مغايراً لما أمر القرآن بإتباعه فطرد، ولما طرد أعلن أن هذا أوان إحياء الآداب الدينية وأنه المهدي الجديد المعيد للفضائل والعدل واستصحب رجالاً ذوي همة أخذوا ينصحون وينذرون فهرع جمع غفير من مراكش وغيرها إلى استماع نصحهم وإنذارهم.



ولما رأى هذا الرجل كثرة حزبه وخوف ملوك تلك البلاد منه ووقوع أبصارهم عليه رحل إلى بلدة تنمال بإقليم سوس وضم إليه رجالاً لقبهم بالموحدين، وأمرهم أن يبنوا بذلك المحل قلعة لا يمكن العدو الهجوم عليها، وجعل أمور هذا الحزب شورى بين عشرة من أفطن تلامذته أجلهم رجل يقال له عبد المؤمن وبين سبعين رجلاً ثم انضم إليه أعداء المرابطين.

ولما وجد حزبه كافياً في بلوغ مراده بدأ سنة 506هـ- 1112م في محاربة المرابطين ونصر عليهم في ثلاث وقائع، ثم حاصر سنة 507هـ- 1113م مراكش التي هي مركز شوكة عائلة المرابطين في الأقاليم الشمالية من افريقية، فنصر في بعض وقائع، ثم غدر به وسفك دم كثير من عساكره سنة 519هـ-1125م وبلغ به الخطب حد اليأس حتى ترك دعوى العظمة.

ثم ابتكر تلميذه عبد المؤمن وسائل حزبية جديدة وأخذ يثير الحمية في قلوب الرجال حتى جبر سنة 524هـ- 1130م جميع الخسارات، وصمم رأيه على العودة إلى الحرب، وعهد إليه شيخه بالخلافة، ثم توفي بعد أربعة أيام، فقام تلميذه عبد المؤمن بأعباء الخلافة أحسن قيام، وأدخل تحت حكمه جميع القبائل الممتدة من مدين تنمال تحت بلاده إلى مدينة صال، ثم أخذ بلاد فارس وبلاد طاسة سنة 531هـ- 1137م، ثم سار إلى تلمسان وبعض الأقاليم المجاورة لمراكش، فصف عساكره بقرب تلمسان على هيأة شكل مربع وأخذ يقاتل جيش المرابطين حتى هزمه، وسار إلى تونس واستولى عليها وعلى طرابلس والقيروان والمهدية وغيرها.

وبعث عبد المؤمن جيشاً فتح جزءاً عظيماً من إقليم الجرف، وأوقف سير ملك البرتغال سنة 542هـ- 1147م، ثم جيشاً آخر حارب سنة 547-551هـ/ 1152-1156م مدينة المرية وأخذها من الفنس السابع، وجيشاً ثالثاً فتح سنة 551-555 هـ/1156-1160م غرناطة والبلاد الممتدة إلى الوادي اليانع.

اقتصر الموحدون على منع غارات النصارى على البلاد الإسلامية ولكنهم لما رأوا اتحاد بعضهم مع بعض اضطروا إلى محاربة الاسبانيين والبرتغاليين.

وقد جدد هؤلاء الموحدون لاسبانيا الرونق الذي كان لها زمن الأمويين، فقد اعتنى كل من عبد المؤمن ويوسف ويعقوب بالعلوم والصنائع والشريعة الإسلامية، وأسسوا مدارس عامة، وغمروا بعطائهم علماء الإسلام.

وكان بهزيمة محمد الناصر في واقعة طولوسة اضمحلال سلطنة الموحدين فقد عصت بها رجال اسبانيا وانحطت سلطنته بالمغرب، وعصاهم والي تونس سنة 640هـ- 1242م واستقل بالحكم الذي استمر في عائلته المعروفة بعائلة أبي حفص.

انقرضت دولة الموحدين سنة 674هـ- 1275م بعد أن حكمت 174سنة، كانت هذه الدولة من أعظم الدول وأقواها، وقد نالت الشهرة العظيمة في الأعمال البحرية، وكانت مملكتها واسعة الأطراف حصينة الأكناف، نالت من السلطة وارتفاع الشأن ما لم تنله دولة المرابطين، فكانت تحد جنوباً بالصحراء الكبرى وغرباً ببحر الظلمات وشرقاً بالرمال الفاصلة لها عن مصر وشمالاً ببحر الروم، وكانوا يملكون مدن اشبيلية وقرطبة وغرناطة ومالقة والمرية وجميع شواطئ الوادي الكبير، وكان يفصل مملكتهم بالشمال الشرقي عن مملكتي قشتالة وابن سعد الذي كان يحكم بلنسية ومرسية المعاهد للاسبانيين، وكان لهم عدة مدن على الشاطئ الأيمن من وادي يانة الذي كانوا يملكون جميع شاطئه الأيسر، وكان لهم أيضاً جميع القسم الجنوبي من بلاد البرتغال الحالية المسماة بإقليم الغرب، وبذلك كانت دولة الموحدين عرضة من هذه الجهات لغارات أعدائهم.


عبد المؤمن بن علي
   

542هـ-1130م

أبو يعقوب يوسف الأول
   

558هـ-1163م

أبو يوسف يعقوب المنصور
   

580هـ-1184م

محمد الناصر
   

595هـ-1199م

يوسف الثاني المستنصر
   

611هـ-1214م

عبد الوالد بن يوسف
   

620هـ-1223م

عبد الله العادل
   

621هـ-1224م

يحيى بن الناصر
   

624هـ-1227م

أبو العلاء ادريس المأمون
   

626هـ-1229م

عبد الواحد الرشيد
   

630هـ-1232م

أبو الحسن علي السعيد
   

640هـ-1242م

أبو حفص عمر المرتضى
   

646هـ-1248م

أبو العلاء الواثق
   

665-667هـ/1266-1269م



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق