إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

3-9 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثالث - الدولة العباسية المعتصم:


3-9

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثالث - الدولة العباسية

المعتصم:

بويع أبو اسحق محمد بن هارون الرشيد بعد وفاة أخيه المأمون سنة 218هـ - 833 م .

خرج على المعتصم محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فاجتمع إليه ناس كثير فاهتم بأمره عبد الله بن طاهر أمير خراسان، وبعث له البعوث فكان بين الفريقين وقعات بناحية الطالقان وجبالها فهزم هو وأصحابه فخرج هارباً يريد بعض كور خراسان، فلما وصل أخذه عاملها واستوثق منه وبعث به إلى عبد الله بن طاهر فأرسل به إلى المعتصم فحبس بسامرا.

وقهر المعتصم الزط حتى طلبوا منه الأمان فأمنهم.

وأرسل المعتصم قواداً لمحاربة بابك وأصحابه فقهرهم.

وغزا المعتصم عمورية، وسبب هذه الغزوة أن ملك الروم خرج إلى بلاد المسلمين فنهب حصناً من حصونهم يقال له زِبَطْرَة وقتل من به من الرجال وسبى الذرية والنساء، ويقال أنه كان في جملة السبي امرأة هاشمية فسمعت وهي تقول: وامعتصماه، فبلغ المعتصم ما فعله ملك الروم بالمسلمين فاستعظمه وكبر عليه وبلغه ما قالت الهاشمية فقال: وهو في مجلسه لبيكِ لبيكِ، ونهض من ساعته وصاح في قصره الرحيل الرحيل، ثم ركب دابته وأمر العساكر بالتجهيز، فسار بجيش مجهز، فظفر ببعض الروم فسأله عن أحصن مدنهم وأعظمها وأعزها عندهم، فقال له الرومي: إن عمورية هي عين بلادهم فتوجه المعتصم إليها وحاصرها، ثم فتحها ودخل إليها وقتل وسبى وأسر وبالغ في ذلك حتى هدم عمورية.

استكثر المعتصم من الأتراك واحضر منهم عدداً وأسكنهم بغداد واستغنى من جيوش العرب وأسقطهم من الدواوين، وأتى بكثير من الفراعنة والأشروسنية، واشتهر من هؤلاء قواد اصطنعهم المعتصم ورفع من أقدارهم وجعل بيدهم مستقبل الخلافة العباسية.

والمعتصم وحده يتحمل أكثر تبعة ما حل بالعباسيين من بعده من اضطراب أمرهم وضعف سلطانهم وما حل بالأمة العربية من غلبة هذه العناصر الغريبة على أمرها.

إن المعتصم لم يكن بعيد النظر في العواقب وإنما كان شجاعاً صبوراً يحب الشجعان ويعتز بهم مهما كان شأنهم سواء كان يهمهم شأن الدولة وبقائها أم لا، وهذا خطأ عظيم يحط بقدر الدول وينزلها من عظمتها.
 


يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق