إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 يونيو 2014

8-6 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية محمد الثاني:


8-6

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثامن - الدولة العثمانية

محمد الثاني:

بايع أهل الحل والعقد في الدولة السلطان محمد الثاني عام 855هـ- 1451م، ولما تولى الملك لم يكن بآسيا الصغرى خارجاً عن سلطانه إلا جزء من بلاد القرمان ومدينة سينوب وطرابزون الرومية، فأخذ هذا السلطان يتمم فتح ما بقي من بلاد البلقان حتى تكون جميع أملاكه متصلة لا يتخللها عدو مهاجم أو صديق منافق.

ثم حاصر السلطان في أوائل نيسان عام 857هـ- 1453م القسطنطينية من جهة البر بجيش يبلغ 250 ألف جندي، ومن جهة البحر بعمارة مؤلفة من 280 قطعة بحرية، وأقام حول المدينة 14 بطارية وضع بها مدافع جسيمة صنعها صانع مجري اسمه أوبان.

ولما شاهد قسطنطين آخر ملوك الروم هذه الاستعدادات استنجد بأوربا النصرانية، ولكن ويا للأسف كانت جسماً بلا روح وأمرها فوضى بلا حاكم حازم والبابا الرئيس الديني الأكبر رجل متعصب تعصباً ذميماً، وعلى كل فقد لبى طلبه أهل جنوه وأرسلوا عمارة بحرية تحت إمرة جوستنيان ودخلت الميناء بعد حرب جرت بينهم وبين العثمانيين.

وخطر ببال السلطان أن ينقل المراكب على البر ليجتازوا السلاسل الموضوعة لمنعه، وتم هذا الأمر ونقل أكثر من سبعين سفينة، ولما حل الأجل المعهود هجم عساكر العثمانيين على الأسوار هجمة الأسود، فلقيهم الروم بقلوب مطمئنة واشتبك القتال وحمي الوطيس، وكان قسطنطين قائماً بين النارين ينادي الروم بالتجلد والثبات وأعمال السيف في أعناق الأعداء، وهو يقاتل قتال الأبطال، والمسلمون يندفعون على الأسوار من كل فج عميق، فلما أيس قسطنطين من الظفر وأيقن بالغلبة وسقوط المدينة في أيدي المسلمين، نزع عنه أسلحته المذهبة وألقى بنفسه بين صفوف العثمانيين فقطعوه بحد السيف ولم يعلموا من هو، فلما شاع خبر موت قسطنطين فشلوا فظفر بهم العثمانيون وتغلبوا على الأسوار وأخذوها، ثم اقتحموا المدينة وأعملوا في أهلها السيف ودخلوا كنيسة القديسة صوفيا.

ورأى السلطان محمد من أبنية القسطنطينية ومراسمها ومنتزهاتها ما هي إليه نقل كرسي مملكته إليها، فنزح الروم عنها فراراً من الترك، وكادت تخلو من السكان، فأصدر السلطان أوامره بأنه لا يعارض في إقامة شعائر ديانة المسيحيين وفي أنه يضمن لهم حرية دينهم وحفظ أملاكهم فرجع بعضهم، وأعطاهم السلطان نصف الكنائس وجعل النصف الآخر جوامع للمسلمين، وأقام للروم بطريركاً ليجتمعوا حوله وسلم له عصا البطريركية وخاتمها.

وبعد فتح القسطنطينية أتم السلطان عام 862-864هـ/ 1458-1460م فتح بلاد الصرب وفقدت الصرب استقلالها نهائياً بعد أن أعيت الدولة العثمانية أكثر من مرة، وفتح السلطان عام 860هـ- 1456م، ولاية أثينا بعد حروب هائلة وضمها إلى أملاكه، وأتم السلطان عام 864هـ- 1460م، فتح بلاد موره، ثم حوَّل السلطان أنظاره إلى آسيا الصغرى ليفتح ما بقي منها ففتح طرابزون وغيرها، وفي عام 868هـ- 1464م، جعلت بوسنة ولاية كباقي الولايات العثمانية وسلبت الامتيازات التي كانت تتمتع بها.

وصارت جميع شواطئ القرم تابعة للدولة العثمانية، وفتحت العمارة العثمانية مينا آق كرمان، وفي عام 882هـ- 1477م، أغار السلطان على بلاد البنادقة واحتل السلطان كرويا واشقودره، وفي عام 885هـ- 1480م، فتح العثمانيون جزائر اليونان الواقعة بين بلاد اليونان وإيطاليا وفتحت أوترانت بإيطاليا.





بايزيد الثاني:

جلس بايزيد الثاني على سرير الملك عام 886هـ- 1481م، وكان هذا السلطان ميالاً للسلم أكثر منه إلى الحرب، ديناً حتى سمي بايزيد الصوفي، لكن دعته سياسة الدولة إلى الاشتغال بحروب داخلية، وتكدر صفاء حياة هذا الملك في سني حكمه الأخيرة بعصيان أولاده عليه وإضرامهم نار الحروب الداخلية حتى ألجأته إلى التنازل عن الملك لابنه سليم الأول 918هـ- 1512م، ولم تزد أملاك الدولة العثمانية في زمن بايزيد الثاني إلا قليلاً لحبه السلم وحقن الدماء، فكانت حروبه اضطرارية للمدافعة عن الحدود.




يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق