إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

1-18 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي علي بن أبي طالب-علي ومعاوية ووقعة صفين والتحكيم


1-18

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي

علي بن أبي طالب-علي ومعاوية ووقعة صفين والتحكيم
 

وَجّه علي عند منصرفه من البصرة إلى الكوفة وفراغه من وقعة الجمل جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية يدعوه إلى بيعته فلما قدم عليه ماطله واستنظره، ودعا عمراً فاستشاره فيما كتب إليه فأشار عليه أن يرسل إلى وجوه الشام ويلزم علياً دم عثمان ويقاتله بهم ففعل ذلك معاوية.

روى الطبري: أن أهل الشام قد آلى الرجال ألا يأتوا النساء ولا يمسهم الماء للغسل إلا من احتلام ولا يناموا على الفرش حتى يقتلوا قَتَلَة عثمان[1].

ولما جاء جرير علياً وأخبره بما عليه أهل الشام فلم ير إلا المسير والقتال، فخرج فعسكر بالنُّخيلة، وبلغ معاوية خروجه إليه بنفسه فخرج إليه بأهل الشام.

فلما انتهى علي إلى الرقة عبر الفرات بجسر قد نصبوه، وسار علي بجيشه حتى التقى بطلائع معاوية فكانت بين الفريقين مناوشات قليلة، ثم عسكرت الطائفتان في سهل صفين.

وبعد أخذ ورد بين علي ومعاوية زحف علي بجنود أهل العراق، وزحف معاوية بجنود أهل الشام، والتحم الجيشان، وكان النصر أولاً حليف معاوية، ثم انتصر علي انتصاراً باهراً حتى وصل جيشه إلى حرس معاوية، وبينما هم في هذه الشدة الشديدة إذ بالمصاحف قد رفعت على رؤوس الرماح من قبل أهل الشام، وقائل يقول: هذا كتاب الله بيننا وبينكم من لثغور أهل الشام بعد أهل الشام، ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق لما رأى الناس المصاحف قد رفعت قالوا: نجيب إلى كتاب الله وننيب إليه.

أما علي فقال: عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم وقتال عدوكم فإن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعرف بهم منكم قد صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً فكانوا شر أطفال وشر رجال ويحكم إنهم ما رفعوها ثم لا يعرفونها ولا يعلمون بما فيها وما رفعوها لكم إلا خديعة ودهاء ومكيدة[2].

فقالوا له: ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله، ثم طلبوا منه أن يبعث إلى الأشتر ليترك القتال، فأجاب الأشتر الرسول أن ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقفي إني قد رجوت أن يفتح لي فلا تعجلني، فرجع الرسول وكان يزيد بن هانئ إلى علي فأخبره الخبر، ولما انتهى إليه ارتفع الرَّهج وعلت الأصوات، وقال له القوم: والله ما نراك إلا أمرته أن يقاتل، ثم قالوا: فابعث إليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك، قال له: ويحك يا يزيد قل له أقل إليَّ فإن الفتنة قد وقعت، فأتى وترك ساحة الحرب مكرهاً.

ثم بعث علي الأشعث بن قيس إلى معاوية ليسأله فقال: يا معاوية لأي شيء رفعتم هذه المصاحف، قال: لنرجع نحن وأنتم إلى كتاب الله، أمر الله في كتابه تبعثون منكم رجلاً ترضون به ونبعث منا رجلاً، ثم نأخذ عليهما أن يعملا في كتاب الله لا يعدوانه، ثم نتبع ما اتفقا عليه، فقال له: الأشعث هذا الحق فانصرف إلى علي فأخبره، فقال الناس: إنا قد رضينا وقبلنا، فقال أهل الشام: فإنا قد اخترنا عمرو ابن العاص، وقال أهل العراق: قد رضينا بأبي موسى الأشعري، قال علي: فإنكم قد عصيتموني في أول الأمر فلا تعصوني الآن إني لا أرى أن أولي أبا موسى، فأبوا إلا إياه فلم يسعه إلا مسايرتهم.
ثم اجتمع الحكمان وبحثا فيما جاءا لأجله وهو إصلاح مابين الناس، وبعد كلام جرى بينهما اتفق رأيهما على خلع علي ومعاوية، قال أبو موسى لعمرو: قم ياعمرو فقل وصرح بما اجتمع عليه رأيي ورأيك وما اتفقنا عليه، فقال عمرو: سبحان الله أقوم قبلك وقد قدمك الله قبلي في الإيمان والهجرة وأنت وافد أهل اليمن إلى رسول الله، قم أنت فقل، ثم أقوم فأقول، فقام أبو موسى فقال: أيها الناس إن هذه الفتنة قد أكلت العرب وإني رأيت وعمراً أن نخلع علياً ومعاوية ونجعلها لعبد الله بن عمر فإنه لم يبسط في هذه الحرب يداً ولا لساناً، ثم قام عمرو فقال: أيها الناس هذا أبو موسى شيخ المسلمين وحكم أهل العراق ومن لا يبيع الدين بالدنيا قد خلع علياً وأثبت معاوية، فقال أبو موسى: مالك؟ عليك لعنة الله ما أنت إلا كمثل الكلب تلهث، فقال عمرو: ولكنك مثل الحمار يحمل أسفاراً[3].

[1] تاريخ الطبري – ج6

[2] تاريخ الطبري ج5

[3] الأخبار الطوال - للدينوري



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق