إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

3-3 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثالث - الدولة العباسية المنصور:


3-3

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثالث - الدولة العباسية

المنصور:

عقد السفاح قبل موته لأخيه أبي جعفر المنصور الخلافة من بعده وجعله ولي عهد المسلمين، وبويع بالخلافة سنة 136هـ - 754م.

كان المنصور حازماً عاقلاً وقوراً ذا آراء صائبة عالماً، تولى الخلافة ولم تكن قد توطدت دعائمها، ولم يكن يخاف عليها من الدولة البائدة، دولة الأمويين لأنه لم تبق لهم بقية يخاف منها، وإنما كان الخوف ينتاب المنصور من ثلاث جهات:

الأولى منافسة عمه عبد الله بن علي له في الأمر لما كان له من نباهة الذكر في بني العباس ولأنه كان يدير أمر جيوش الدولة من أهل خراسان وأهل الشام والجزيرة والموصل.

والثانية من عظمة أبي مسلم الخراساني مؤسس الدولة، فإنه كان يرى له من الصولة وشدة التمكن في حياة أخيه ما لم يكن يرى معه لهم أمراً ولا حكماً، ومثل المنصور في علو نفسه  لا يرضيه أن يكون له في الأمر شريك ذو سطوة وسلطان مثل أبي مسلم.

والثالثة وهي خوفه من بني عمه آل علي بن أبي طالب الذين لا يزال لهم في قلوب الناس مكان مكين، فكان المنصور يتخوف أن يخرج عليه طالب بالخلافة.

عزم المنصور أن يضرب أعداءه فيستريح منهم جميعاً، فأرسل عيسى بن موسى إلى عبد الله بن علي بيعة المنصور وعبد الله غاز فانصرف بمن معه من الجيوش وقد بايع نفسه حتى بلغ حران، فلما علم المنصور بذلك استحضر أبا مسلم وسيره لحرب عبد الله، وبعد وقائع حصلت بين الفريقين انهزمت جماعة عبد الله وفر إلى البصرة، ثم أمر المنصور بحبسه وحبس من كان معه، واستمر في محبسه حتى مات سنة 147هـ - 764 م .

ولما استراح المنصور من عبد الله على يد أبي مسلم وجه همته إلى خصمه الثاني أبي مسلم لأنه أصبح صاحب الشوكة والسلطان في الدولة، فصمم على الفتك به وما زال يترقب الفرص حتى تم له ما أراد وفتك بأبي مسلم.

وقمع المنصور ثورة معانديه ومخالفيه من آل البيت كمحمد بن عبد الله وبني الحسن بن علي وابراهيم بن عبد الله، ووطد دعائم الملك بعد أن كاد يذهب من آل العباس قبل أن يستقر.

وقد هرب في عهد المنصور عبد الرحمن بن معاوية بن هشام إلى بلاد الأندلس وأسس بها الدولة الأموية الثانية، ولم يتسم عبد الرحمن بأمير المؤمنين بل تسمى بالأمير فقط، وهذه أول بلاد اقتطعت من الخلافة الإسلامية الكبرى بالمشرق.



وقد حصلت حروب بين المسلمين والروم غير أنها لم تكن إلا غارات لم يقصد بها فتح بل كان كل من الطرفين ينتهز الفرصة فيجتاز حدود عدوه، ثم يعود إلى مقره ثانية، ولم تكن المصالحات يطول زمنها.



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق