إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

2-8 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثاني - الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان:


2-8

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثاني - الدولة الأموية

معاوية بن أبي سفيان:

تنسب هذه الدولة إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، كان سيداً من سادات قريش في الجاهلية يعادل في الشرف والرفعة عمه هاشم بن عبد مناف، وكانا يتنافسان رياسة قريش، وكان أمية رجلاً تاجراً كثير المال أعقب كثيراً من الأولاد، والمال والأولاد من أكبر أسباب السيادة بعد شرف النسب.

هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، كان أبوه أبو سفيان أحد أشياخ مكة أسلم في السنة التي فتح فيها الرسول(ص) مكة، وأسلم معاوية وكتب الوحي في جملة كتبه بين يدي رسول(ص).

كان معاوية عاقلاً في دنياه عالماً حليماً ملكاً قوياً جيد السياسة حسن التدبير، عاقلاً حكيماً فصيحاً بليغاً يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة، إلا أن الحلم كان أغلب عليه، وكان كريماً باذلاً للمال محباً للرياسة.

كان يفد كثير من أشراف قريش كعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله ابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وناس من آل طالب على معاوية فيكرم مثواهم ويحسن قراهم ويقضي حوائجهم، ولا يزال بعضهم يحدثونه أغلظ الحديث وهو يداعبهم تارة ويتغافل عنهم أخرى ولا يعيدهم إلا بالجوائز السنية والصِلات الجمة.

لم ينتخب معاوية للخلافة انتخاباً عاماً يعني من طرف جميع أهل الحل والعقد من المسلمين، وإنما انتخبه أهل الشام للخلافة بعد صدور حكم الحكمين، ولما قتل علي وبايع جند العراق ابنه الحسن رأى الحسن مصلحة المسلمين أن يبايع معاوية ويسلم الأمر إليه، فبايعه في ربيع الأول سنة40 هـ - 660 م. وقصارى القول أن بيعته كانت بطوع أهل الشام وبطريق الغلبة والقهر من أهل العراق إلا أنها انتهت في الآخر بالرضى عن معاوية والتسليم له من جميع الأمة ما عدا الخوارج.

لم يكن في الشرق على حدود بلاد الفرس إلا فتوح قليلة، والذي كان إنما هو إرجاع الناكثين من أهل تلك البلاد إلى الطاعة.

غزا عبد الله بن سوار العبدي القيقان مرتين، وفي المرة الثانية استعان القيقان بالترك فقتلوه.

وغزا المهلب بن أبي صفرة الأزدي ثغر السند، فأتى َبنَّة ولاهور فلقيه العدو وقاتله.

وكانت همة المسلمين موجهة نحو الشمال والغرب من مملكة الروم فرتب معاوية الغزو إليها براً وبحراً، وافتتح عدة جهات وبعض جزائر اليونان وجزيرة رودس وقبرس.

وجهز معاوية سنة 48 هـ– 668م جيشاً عظيماً لفتح القسطنطينية براً وبحراً، فسار المسلمون حتى بلغوا القسطنطينية واشتد الحرب بينهم وبين الروم، ولكن هذا الجيش لم يتمكن من فتحها لمتانة أسوارها ومنعة موقعها وفتك النار الإغريقية بسفنهم، ثم اضطر المسلمون للعودة إلى الشام بعد أن فقدوا كثيراً من جنودهم ومراكبهم.
وسير معاوية إلى عقبة بن نافع سنة 50هـ– 670م عشرة آلاف فدخل افريقية وانضم إليه من أسلم من البربر فكثر جمعه وجعل للإسلام فيها قدماً راسخاً.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق