1470
عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة
الفصل التاسع : عهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز:
المبحث الثامن: الفقه الإداري عند عمر بن عبد العزيز وأيامه الأخيرة ووفاته رحمه الله.
سابعاً: المركزية واللامركزية في إدارة عمر بن عبد العزيز:
ـ وأما مايدل على ممارسته اللامركزية فنورد المواقف التالية:
روي أن عمر كتب إلى عروة بن محمد عامله على اليمن، يقول: أما بعد: فإني أكتب إليك آمرك أن ترد على المسلمين مظالمهم فتراجعني ولا تعرف بعد مسافة مابيني وبينك، ولا تعرف أحداث الموت، حتى لو كتبت إليك أن أردد على مسلم مظلمة شاة، لكتبت أرددها عفراء أو سوداء، فانظر أن ترد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني ويبدو في هذا القرار دقة متناهية في تحديد الشئ المرغوب فيه من المركزية واللامركزية وماحداه هنا إلى تبني اللامركزية من مصلحة للأمة ، وهذا موقف آخر فيه دلالة على رغبة عمر في إتباع اللامركزية فقد كتب إلى عدي بن أرطاة يقول: أما بعد: فإنك لن تزال تعنًي إلي رجلاً ـ أي يتعبه بإرساله إليه ـ من المسلمين في الحر والبرد، تسألني عن السنة، كأنك إنما تعظمني بذلك، وأيم الله لحسبك بالحسن، يعني ـ الحسن البصري ـ فإذا أتاك كتابي هذا فسل الحسن لي ولك وللمسلمين . فكان عمر يؤثر اللامركزية وعدم مراجعته في المسائل الروتينية طالما هناك من يثق بعلمه، مثل الحسن البصري رحمه الله، فالحسن أهل لا ن يسأل لعمر، ولعدي الوالي وللمسلمين كافة ، وفي هذا الموقف لفتة عمرية في تقدير وتبجيل وإحترام العلماء الربانيين كالحسن البصري وإنزاله مقامه اللائق به، فالأمم تنهض عندما تحترم علمائها الربانيين وتنزلهم المنازل التي يستحقونها.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق