إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

1-4 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي أبو بكر الصديق-غزو الفرس والشام وموته غزو الفرس:


1-4

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي

أبو بكر الصديق-غزو الفرس والشام وموته

 غزو الفرس:


انتدب أبو بكر خالد بن الوليد بعد أن انتهى من حروب الردة ليغزو بلاد الفرس وأمره أن يبدأ بثغر الهند، وانتدب عياض بن غنم ليغزو الفرس من الشمال ويبدأ بالمُصيَّخ وهو في شمالي العراق.

وقد اقتطع خالد من بلاد الفرس حوض نهر الفرات من شمالي الابلة إلى الفراض وهي تخوم الشام والعراق والجزيرة في شرقي الفرات وصادم جنود الفرس والعرب والروم في عدة مواقع لم يقهر فيها مرة، وكان اسمه يسبقه إلى كل موقعة أرادها، وكان في عمله فاتحاً لا مغيراً فإنه كان يعد حماة طريقه ليأمن أن يؤتى من خلفه، وكان إذا فتح بلداً أقام فيه أميراً من قبله ينظر شؤونه وآخر يجبي الخراج من أهل الذمة، ومن أحسن ما يؤثر عنه أنه لم يكن يتعرض للفلاحين بسوء، بل كان يعاملهم بالرأفة ويمنعهم من عدوهم حتى صاروا يفضلون حكمه على حكم الفرس الذين كان عظماؤهم يستعبدونهم ويذلونهم، وعلى نسبة رأفته بهؤلاء كانت شدته على المقاتلين وأهل الحرب، وكان لا يصبر عن الميدان إذا رأى الجنود ينظر بعضها بعضاً بل سرعان ما يخرج طالباً رئيس القوم للمبارزة وفيها القضاء على خصمه فلا يطول أمر الحرب بعده.

وأما عياض ففتح دومة الجندل وبلغ العراق من طريق المصيخ قبل خالد واجتمع مع خالد في الحيرة.



غزو الشام:

كتب أبو بكر إلى أهل مكة والطائف واليمن وجميع العرب بنجد والحجاز يستنفرهم للجهاد في الشام ويرغبهم فيه وفي غنائم الروم فسارع الناس إليه بين محتسب وطامع، فعقد ألوية.

قال الطبري: وكان أبو بكر قد سمى لكل أمير من أمراء الشام كورة فسمى لأبي عبيدة بن عبد الله الجراح حمص، وليزيد بن أبي سفيان دمشق، ولشرحبيل ابن حسنة الأردن، ولعمرو بن العاص ولعلقمة بن مجزر فلسطين، فلما فرغا منها نزل علقمة وسار إلى مصر[1].

وأهم وقائع العرب في الشام التي انهزم فيها الروم شر هزيمة ولحق فلهم بالشام وقعة اليرموك – واليرموك نهر- فهي الوقعة الفاصلة التي هان بها الاستيلاء بعد ذلك على القدس ودمشق وما إليهما، ثم على حمص وحماة وحلب وما في أكنافها من البلدان وظهر فيها النبوغ العربي في الحرب بأجلى مظاهره.

ولما قدم خالد بن الوليد مدداً للمسلمين في اليرموك وجد العرب يقاتلون الروم متساندين كل أمير على جيش، وقد علم أن الروم قد عزموا على الخروج من خنادقهم للصدمة الكبرى فجمع الأمراء وخطب فيهم، ومن جملة ما قال لهم: ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم والله، فهلموا فلنتعاور الإمارة فليكن علينا بعضنا اليوم وبعضنا غداً والآخر بعد غد حتى يتأمر كلكم ودعوني اليوم عليكم، قالوا نعم. فأمروه فكان الفتح على يد خالد[2].

وجاء البريد يومئذٍ بموت أبي بكر وخلافة عمر وتأمير أبي عبيدة على الشام كله وعزل خالد، فأخذ الكتاب منه وتركه في كنانته ووكل به أن يمنعه أن يخبر الناس من الأمر لئلا يضعفوا، وهزم الروم وقتل منهم ما يزيد على مئة ألف، ثم دخل على أبي عبيدة وسلم عليه بالإمارة.

وفاته:

حُم أبو بكر لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة 13هـ، ومكث محموماً 15 يوماً وتوفي في 21 جمادى الآخرة سنة 13 (22آب سنة 634 م) فكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، ودفن في حجرة عائشة بجوار الرسول (ص).

[1]  تاريخ الطبري ج4

[2] خطط الشام – لمحمد كرد علي ج1


يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق