إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

1-16 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي علي بن أبي طالب-عزله عمال عثمان، وبعثه عمالاً على الأمصار


1-16

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي

علي بن أبي طالب-عزله عمال عثمان، وبعثه عمالاً على الأمصار

فرق علي عماله على الأمصار بعد أن عزل عمال عثمان وذلك قبل أن تصل إليه بيعة أهل الأمصار، وقد حذره عاقبة ذلك المغيرة بن شعبة أولاً وابن عباس ثانياً فأبى ذلك إباءً تاماً كأنه قد وقر في نفسه أن هؤلاء العمال لا يصلحون لأن يلوا شيئاً من أمر المسلمين، وأن الإبقاء على واحد منهم يوماً كاملاً نقص في دينه، ولو كان الأمر قد استتب وبايعه أهل الأمصار لما كان في عزل الولاة شيء لأن الخليفة هو الذي يعطي الولاة سلطانهم فهو حر في اختيار عماله، ولكن هذه السرعة الغريبة لم تفهم.

قال ابن قتيبة: إن المغيرة بن شعبة دخل على علي فقال: يا أمير المؤمنين إن لك حق الصحبة فأقر معاوية على ما هو عليه من أمرة الشام وكذلك جميع عمال عثمان حتى إذا أتتك طاعتهم وبيعتهم استبدلت حينئذٍ أو تركت، فقال علي: أنا ناظر في ذلك وخرج عنه المغيرة، ثم عاد إليه من غد فقال: يا أمير المؤمنين إني أشرت أمس عليك برأي فلما تدبرته عرفت خطأه والرأي أن تعاجل معاوية وسائر عمال عثمان بالعزل لتعرف السامع المطيع من العاصي فتكافئ كلاً بجزائه، ثم قام فتلقاه ابن عباس داخلاً فقال لعلي: فيم أتاك المغيرة ؟ فأخبره علي بما كان من مشورته بالأمس وما أشار عليه بعد، فقال ابن عباس: أما أمس فإنه نصح لك وأما اليوم فغشك، وبلغ المغيرة ذلك فقال: صدق ابن عباس نصحت له فلما رد نصحي بدلت قولي[1].

مع أنه قبل أن يؤخر الحد على قتلة عثمان حتى يهدأ الناس مع أن هذا حد من حدود الله. قال الطبري: واجتمع إلى علي بعدما دخل طلحة والزبير في عدة من الصحابة: فقال: يا علي إنا قد اشترطنا إقامة الحدود وإن هؤلاء القوم قد اشتركوا في دم هذا الرجل وأحلوا بأنفسهم، فقال يا إخوتاه: إني لست أجهل ما تعلمون ولكني كيف أصنع بقوم يملكونا ولا نملكهم ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم أعرابكم وهم خلالكم يسمونكم ما شاؤوا الخ[2].

بعث علي عماله على الأمصار، فبعث عثمان بن حنيف على البصرة، وعمارة بن شهاب على الكوفة، وعبيد الله بن عباس على اليمن، وقيس بن سعد على مصر، وسهل بن حنيف على الشام.

وكتب علي إلى معاوية: أما بعد فقد بلغك الذي كان من مصاب عثمان واجتماع الناس عليَّ ومبايعتهم لي فادخل في السلم أو إئذن بحرب، وبعث الكتاب مع الحجاج ابن غَزِية الأنصاري، فلما قدم على معاوية وأوصل كتاب علي إليه فقرأه فقال: انصرف إلى صاحبك فإن كتابي مع رسولي على أثرك، فانصرف الحجاج وأمر معاوية بطومارين فوصل أحدهما بالآخر ولفا ولم يكتب فيهما شيئاً إلا بسم الله الرحمن الرحيم، وكتب على العنوان من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب ثم بعث به مع رجل من عبس له لسان وجسارة، فقدم العبسي على علي فناوله الكتاب ففتحه فلم ير شيئاً إلا بسم الله الرحمن الرحيم، وعند علي وجوه الناس فقام فقال: أيها الناس هل فيكم أحد من عبس؟ قالوا: نعم، قال: فاسمعوا مني وافهموا عني أني قد خلفت بالشام خمسين ألف شيخ خاضبي لحاهم بدموع أعينهم تحت قميص عثمان رافعيه على أطراف الرماح قد عاهدوا الله ألا يشيموا سيوفهم حتى يقتلوا قتلته أو تلحق أرواحهم بالله، فقام إليه خالد بن زفر العبسي فقال: بئس لعمر الله وافد أهل الشام أنت أتخوف المهاجرين والأنصار بجنود الشام وبكائهم على قميص عثمان فوالله ما هو بقميص يوسف ولا بحزن يعقوب ولئن بكوا عليه بالشام فقد خذلوه بالعراق[3].

أحب الناس أن يعلموا رأي علي في معاوية وانتفاضه ليعرفوا رأيه في قتال أهل القبلة أيجسر عليه أم ينكل عنه، وقد بلغهم أن الحسن بن علي دخل عليه ودعاه إلى القعود وترك الناس، فدسوا إليه زياد بن حنظلة التميمي فجلس إليه ساعة، ثم قال له علي: يا زياد تيسر فقال: لأي شيء، قال: تغزو الشام، فخرج زياد إلى الناس فسألوه عما وراءه فقال: السيف، ثم دعا علي ابنه محمداً فأعطاه لواءه وعبأ جنده واستخلف على المدينة قُثم بن عباس وأقبل على التجهز.


[1] الأخبار الطوال للدينوري

[2] تاريخ الطبري ج5

[3] الأخبار الطوال - للدينوري



يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق