إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 25 يونيو 2014

1-11 تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي عثمان بن عفان-انتخابه للخلافة


1-11

تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الأول - العصر الراشدي

عثمان بن عفان-انتخابه للخلافة

لما توفي عمر اجتمع القوم فحلوا في بيت أحدهم فتشاوروا ثلاثة أيام، فقال عبد الرحمن بن عوف: أيكم يخرج نفسه منها ويتقلدها على أن يوليها أفضلكم؟ فلم يجبه أحد فقال: أنا أنخلع منها، فقال عثمان: أنا أول من رضي، فقال القوم قد رضينا وعلي ساكت، فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ قال: أعطني موثقاً لتؤثرن الحق ولا تتبع الهوى ولا تخص ذا رحم ولا تألوا الأمة، فقال: أعطوني موثقكم على أن تكونوا معي على من بدل وغير، وأن ترضوا من اخترت لكم على ميثاق الله أن لا أخص ذا رحم لرحمه، ولا آلو المسلمين، فأخذ منهم ميثاقاً وأعطاهم مثله[1].

قال المسور بن مخرمة: قال لهم عبد الرحمن بن عوف: كونوا مكانكم حتى آتيكم وخرج يتلقى الناس في أنقاب المدينة متلثماً لا يعرفه أحد فما ترك أحداً من المهاجرين والأنصار وغيرهم من ضعفاء الناس ورعاعهم إلا سألهم واستشارهم، أما أهل الرأي فأتاهم مستشيراً وتلقى غيرهم سائلاً يقول: من ترك خليفة بعد عمر فلم يلق أحداً يستشيره ولا يسأله إلا ويقول: عثمان[2].

حتى إذا كانت الليلة التي يستكمل في صبيحتها الأجل أتى عبد الرحمن منزل المسور بن مخرمة فقال: ألا أراك نائماً ولم أذق في هذه الليلة كثير غمض انطلق فادع الزبير وسعداً فدعاهما فبدأ بالزبير فقال له: خل ابني عبد مناف وهذا الأمر قال نصيبي لعلي، وقال لسعد: أنا وأنت كلالة فاجعل نصيبك لي فأختار، قال: إن اخترت نفسك فنعم وإن اخترت عثمان فعلي أحب إليَّ، أيها الرجل بايع لنفسك وأرحنا وارفع رؤوسنا، قال: يا أبا إسحق إني قد خلعت نفسي منها على أن اختار ولو لم أفعل وجعل الخيار إليَّ لم أردها- ولا يقوم مقام أبي بكر وعمر بعدهما أحد فيرضى الناس عنه، ثم انصرف الزبير وسعد، ثم دعا علياً فناجاه طويلاً وهو لا يشك أنه صاحب الأمر، ثم دعا عثمان فناجاه حتى فرق أذان الصبح بينهما، ولما صلوا الصبح جمع عبد الرحمن الرهط وبعث إلى من حضره من المهاجرين وأهل السابقة والفضل من الأنصار وإلى أمراء الأجناد فاجتمعوا حتى التج المسجد بأهله، فقال عبد الرحمن: أني نظرت وشاورت فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا، ودعا علياً فقال عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده، قال: أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي، ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي قال نعم: فبايعه فقال علي: حبوته حبو دهر ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك والله كل يوم هو في شأن، فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلاً فإني نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان، فخرج علي وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله، ثم أقبل الناس يبايعون عثمان، ورجع علي يشق الناس حتى بايع عثمان، وكانت بيعة عثمان يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة 23 هـ فاستقبل بخلافته المحرم سنة 24 هـ.

[1] تاريخ الطبري ج5

[2] الإمامة والسياسة- المنسوب لابن قتيبة




يتبع



يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق