388
عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة
الفصل الثالث : السياسة الداخلية لمعاوية رضي الله عنه
المبحث الثامن: الولاة والإدارة في عهد معاوية رضي الله عنه:
ثالثاً : المدينة النبوية :
•وفاة أبي هريرة رضي الله عنه بالمدينة 58هـ وقيل 59هـ:
* الرد على الشبه التي أثيرت حول أبي هريرة رضي الله عنه:
جـ ـ كثرة حديثه :
أخذ النظام المعتزلي على أبي هريرة كثرة حديثه وتابعه بعض المعتزلة قديماً ومنهم بشر المريسي، وأبو القاسم البلخي، وقد ردّ ابن قتيبة على النظام في كتابه (تأويل مختلف الحديث) ولقيت هذه الشبهة صدى في نفوس بعض المتأخرين كعبد الحسين شرف الدين الشيعي الذي سود صفحات كثيرة من كتابه (أبو هريرة) ، يشك في مروياته ويستكثرها، ويوهم القاريء أن ما رواه أبو هريرة مما رواه الصحابة الذين اشتغلوا بأمور الدولة وسياستها، ويثير هذه الشبهة نفسها أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية ، ويستشهد هؤلاء جميعاً بأخبار ضعيفة أو موضوعة أحياناً، وبتأويلات وموازنات باطلة أحياناً أخرى، وتلتقي أهواء هؤلاء بأهواء بعض المستشرقين أمثال ((جولد تسيهر)) الذي استكثر أيضاً مرويات أبي هريرة ، وخلاصة أقوالهم، أن أبا هريرة تأخر إسلامه، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (5374) حديثاً، وهي أكثر كثيراً مما رواه الخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة الذين سبقوه إلى الإسلام ، ومن الخطأ الفاحش أن يقارن الخلفاء الراشدون وأبو هريرة في مجال الحفظ وكثرة الرواية لأسباب عديدة منها:
ـ صحيح أن الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم سبقوا أبا هريرة في صحبتهم وإسلامهم، ولم يرو عنهم مثل ما روي عنه، إلا أن هؤلاء اهتموا بأمور الدولة، وسياسة الحكم، وأنفذوا العلماء والقراء والقضاة إلى البلدان فأدوا الأمانة التي حملوها، كما أدى هؤلاء الأمانة في توجيه شئون الأمة فكما لا نلوم خالد بن الوليد على قلة حديثه عن الرسول صلى الله عليه وسلم لانشغاله بالفتوحات، لا نلوم أبا هريرة على كثرة حديثه لانشغاله بالعلم
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق