2-14
تاريخ العالم الإسلامي - الفصل الثاني - الدولة الأموية
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم:
وبعد وفاة يزيد الثالث ملك أخوه ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك، وكان ذلك العهد عهد فتن، وكان حبل بني أمية قد اضطرب، وكان الناس يسلمون عليه بالخلافة، وناس بالإمارة وناس ربما لا يسلمون عليه بواحدة منهما، واضطرب أمره.
وسبب ذلك أن مروان بن محمد والي الجزيرة وارمينية لم يرض ولاية ابراهيم فسار إلى الشام في جنود الجزيرة فاستولى على قنسرين وحمص، ولما وصل عين الجر قابلته جنود أرسلت لحربه من قبل ابراهيم فانتصر عليه مروان وهزمهم، ثم أخذ عليهم البيعة له، ثم سار حتى دمشق وبايعه أهلها سنة 127هـ- 744 م، وكانت مدة مروان مدة مملوءة بالفتن والاضطرابات منذ بويع حتى قتل.
خرج على مروان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب داعياً إلى نفسه، وبايعه عدد من الشيعة، فبرز إليهم أمير العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، فحاربه وغلبه ونفاه عن العراق.
وانتقض على مروان أهل حمص وكان له معهم واقعة انتصر فيها عليهم، ثم قام عليه أهل الغوطة فحاربهم وانتصر عليهم، ثم ثار عليه سليمان بن هشام، ولما بلغ الخبر مروان أقبل بالجنود وقاتله وهزم سليمان وجنده.
ووجدت بقايا الخوارج الفرصة لإظهار ما في أنفسهم، فخرج الضحاك بن قيس وأتى الكوفة واستولى عليها من يد أميرها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، واشتدت الحرب، سلم عبد الله إلى الضحاك وبايعه، وكذلك دخل في هذه البيعة سليمان بن هشام، ولما تم ذلك للضحاك عاد إلى الموصل فافتتحها واستولى على كورها، ولما بلغ مروان الخبر كتب إلى ابنه عبد الله وهو خليفته بالجزيرة يأمره أن يسير إلى نصيبين فيمن معه ليمنع الضحاك فسار إليها، ولما انتهى مروان من أمر حمص سار لمقاتلة الضحاك وحصلت بين الفريقين موقعة عظيمة قتل فيها الضحاك، وولى الخوارج عليهم سعيد الخيبري ولم يلبث إلا قليلاً حتى قتل، ولما علم الخوارج بمقتله ولوا بدله شيبان بن عبد العزيز اليشكري، فأقام يقاتل مروان، ولكنه لما رأى أن الناس يتفرقون عنه انصرف بمن معه إلى الموصل فتبعهم مروان وأقام يقاتلهم ستة أشهر ثم سير مروان يزيد بن عمر بن هبيرة إلى العراق بالجنود فأجلى الخوارج وهزم شيبان هزيمة منكرة.
ومن الذين خرجوا على مروان وشغلوه المختار بن عوف الازدي، وكان يوافي الموسم كل سنة يدعو الناس إلى خلاف مروان.
كل هذه المشاغل والفتن التي كانت بالشام والحجاز شغلت مروان عن خراسان وما كان يجري فيها فكان ذلك مساعداً لشيعة بني العباس ورئيسهم أبي مسلم الخراساني ومبايعة أهلها لبني العباس.
وفي سنة 132هـ- 750م بويع بالكوفة لأبي العباس، وبعد أن تم له الأمر بالعراق اختار عمه عبد الله بن علي وجعله قائداً لذلك الجند، فسار حتى التقى بمروان وجنده قرب نهر الزاب وهناك حصلت الموقعة العظمى بين الجندين وانتهت بهزيمة مروان بن محمد وجنده، وصار مروان ينتقل من بلد إلى آخر، وعبد الله بن علي يتبعه حتى قتله أخوه صالح بن علي في مصر سنة 132هـ- 750م، وبقتله انتهت أيام الدولة الأموية وابتدأ عصر الدولة العباسية.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق