إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

647 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


647

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند


وانتقل ملك الحيرة بعد مقتل النعمان إلى رجل غريب لم يكن من لخم،اسمه إياس بن قبيصة الطائي، أو إياس بن قبيصة بن أبي عفراء، أو إياس بن قبيصة بن النعمان بن حية بن سعنة. وله خال اسمه حنظلة بن أبى عفراء بن النعمان. ويقال انه كان نصرانياً. وقد ذكر له أخ اسمه قيس بن قبيصة كان نازلاً بعين التمر. وذكر إن والده كان من شعراء جرم، وجرم رهط من طيء. وآل قبيصة من الأسر المعروفة في الحيرة، وقد سبق أن عهدت إلى إياس ادارة مهمات الحكومة بعد وفاة المنذر، فمكث أشهراً ملكاً يدير أمور الملك إلى أن أعطي التاج للنعمان أبي قابوس. ويظهر من روايات الأخباريين انه كان مقرباً من كسرى لأنه ساعده حينما هرب من بهرام، وأهدى إليه فرساً وجزوراً، ولأنه عاونه في نزاعه مع الروم. فلما فرّ أبناء النعمان بعد مقتل والدهم، وتشتت شمل البيت المالك مدة، تذكر كسرى فضل هذا الرجل عليه فعيّنه ملكاً على الحيرة، وعين معه رجلاً فارسياً اختلفوا في اسمه، فقالوا: "الهمرجان" و "البحرجان" و "النخرجان" و "التخرجان". وهو اختلاف يسير، يعود سببه على ما يظهر إلى عدم تمكن النسّاخ أو الرواة من ضبط الكلمة. والظاهر انها وظيفة ومركز، حسبها الرواة اسم علم، فأطلقوها على شخص. وقد كان كسرى قد عيّنه مدة أشهر على الحيرة، وذلك قبل أن ينتقل الملك إلى النعمان.

وذكر الأخباريون إن كسرى ين هرمز كان يتيمن ب "إياس"، ويفزع إليه في حروبه ويعجبه، وانه استنجد به في حربه مع قيصر، فتعقبه حتى أدركه في موضع "ساتيدما" فاثخن القتل في جنوده، ونجا قيصر في خواص من أصحابه بصعوبة. وأصيب إياس بمرض في هذه السفرة، أشار الأعشى في شعره إليه. وللاعشى قصائد في مدح إياس، وكانت له صلة به، وقد أغدق عليه نعمه.

وفي رواية ذكرها أبو الفرج الأصبهاني أن كسرى كان قد عين إياساً على عين التمر وما والاها من الحيرة، وأطعمه ثلاثين قرية على شاطىء الفرات. ويظهر من هذه الرواية ومن رواية وفاته في عين التمر ووجود أخيه فيها أن عين التمر كانت من مناطق نفوذ هذه الأسرة حتى في ايام ملك آل لخم.

وذكر "الدينوري" أن كسرى ولي أياس بن قبيصة الطائي ثمانية أشهر، واضطرب أمر كسرى وجاء الإسلام ومات إياس بعين التمر، وفيه يقول زيد الخيل: فان يكُ رب العين خلى مكانه  فكل نعيم لا مـحَـالة زائل

وذكر بعض أهل الأخبار أن حكم إياس، دام تسع سنين.

ولا نعرف شيئاً مهماً قام به إياس في أثناء توليه الملك، ويظهر أن حكمه لم يكن يتجاوز هذه المنطقة التي أشار اليها الاخباريون، ولم يشر الأخباريون إلى قيامه بغارات على عرب الشام. أما الشيء المهم الذي وقع في أثناء توليه الحكم، فهو يوم ذي قار.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق