إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

667 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


667

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

وذكر الميداني القصة نفسها عن "الحارث بن مندلة الضجعمي" من "بني سليح". أما "ابن هشام"، فجعله "عمرو بن الهبولة الغساني".

وفي رواية اخرى إن الغازي هو "زياد بن الهبولة" ملك الشام، وكان من"سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة"،،غزا ملك حجر في أثناء اغارة حجر في كنده وربيعة على البحرين، فأخذ الحريم والأموال، وسبى "هنداً بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية" زوجة حجر. فلما سمع حجر وكنده وربيعة، عادوا من غزوهم في طلب "ابن الهبولة" ومع حجر أشراف ربيعة "عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان"، و "عمرو بن ابي ربيعة بن ذهل بن شيبان"، وغيرهما، فأدركوا "زياداً" "عمراً ?" ب "البردان" دون عين أباغ، وقد امن الطلب، فنزل حجر في سفح جبل، ونزلت بكر وتغلب وكنده مع حجر دون الجبل بالصحصحان على ماء يقال له "حفير"، ووقعت معركة تغلب فيها حجر على خصمه، وأخذ زياد أسيراً، ثم قتل، واسترجعت منه هند في قصة معروفة مشهورة فيها شعر على الطريقة المألوفة عند الأخباريين. وتقول الرواية انه بعد إن انتقم وانتصر، عاد إلى الحيرة. وقد عرفت هذه المعركة ب "يوم البردان".

ويلاحظ إن ابن الأثير اورد في روايته عمراً بدلاً من زياد أي زياد بن الهبولة ملك الشام كما هو مقتضى الكلام، وأورد في نهاية القصة هذه الجملة "ثم عاد إلى الحيرة" وهي تشعر إن موضع حجر كان في الحيرة، ولم يذكر أحد انه كان فيها.

ويظهر أن المورد الذي نقل منه ابن الأثير أو اصحاب القصة، لم يحسن حبكها، او انه خلط بين قصتين، فظهرت في هذا الشكل.

وقد انتبه ابن الأثير إلى هذا الاضطراب، فقال: "هكذا قال بعض العلماء: ان زياد بن هبولة السليحي ملك الشام غزا حجراً. وهذا غير صحيح، لأن ملوك سليح كانوا بأطراف الشام مما يلي البر من فلسطين إلى "قنسرين"، والبلاد للروم، ومنهم أخذت غسان هذه البلاد، وكلهم كانوا عمالاّ لملوك الروم، كما كان ملوك الحيرة عمالاً لملوك الفرس على البر والعرب، ولم يكن سليح ولا غسان مستقلين بملك الشام، وقولهم ملك الشام غير صحيح.

وزياد بن هبولة السليحي ملك مشارف الشام، أقدم من حجر آكل المرار بزمان طويل، لأن حجرا هو جد الحارث بن عمرو بن حجر الذي ملك الحيرة والعرب بالعراق أيام قباذ أبي انو شروان، وبين ملك قباذ والهجرة نحو ثلاثين ومئة سنة. وقد ملكت غسان أطراف الشام بعد سليح ستمائة سنة، وقيل خمسمائة سنة، وأقل ما سمعت فيه ست عشرة سنة وثلاثمئة سنة، وكانوا بعد سليح، ولم يكن زياد آخر ملوك سليح، فتزيد المدة زيادة أخرى، وهذا تفاوت كثير، فكيف يستقيم أن يكون ابن هبولة الملك أيام حجر حتى يغير عليه، وحيث اطبقت رواة العرب على هذه الغزاة، فلا بد من توجيهها، وأصلح ما قيل فيه: إن زياد بن هبولة المعاصر لحجر كان رئيساً على قوم، أو متغلباً على بعض أطراف الشام. وبهذا يستقيم هذا القول والله أعلم.

وقولهم أيضاً إن حجراً عاد الى الحيرة لايستقيم أيضاً، لأن ملوك الحيرة من ولد عدي بن نصر اللخمي، لم ينقطع ملكهم لها إلا أيام قباذ، فإنه استعمل الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار، كما ذكرنا من قبل، فلما ولي أنو شروان، عزل الحارث، وأعاد اللخميين. ويشبه أن يكون بعض الكنديين قد ذكر هذا تعصبآَ، والله أعلم.

إن أبا عبيدة ذكرهذا اليوم، ولم يذكر أن ابن هبولة من سليح، بل قال: هو غالب بن هبولة ملك من ملوك غسان، ولم يذكر عوده إلى الحيرة، فزال هذا الوهم".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق