إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

680 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


680

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.


ويظهر أن حكم كنده للحيرة لم يكن طويلاً، ويظن أنه كان بين سنة "525" وسنة "528" للميلاد، وذلك في أثناء ظهور فتنة المزدكية.في إيران. وليس يستبعد أن يكون الحارث قد اتصل بالفرس قبل هذا الزمن، في أثناء صلح سنة "506" للميلاد، او على اثر الفتور الذي طرأ على علاقاته بالبيزنطيين، لأنه وجد إن الاتفاق مع الفرس يعود عليه بفوائد ومنافع لا يمكن أن يغتنمها من الروم، ووجد بكراً وتغلب قد زحفتا اذ ذاك من مواطنهما القديمة في اليمامة ونجد نحو الشمال تريدان النزول في العراق. وقد أقره الفرس على المناطق الصغيرة أو الواسعة النى استولى عليها لقاء جعل.

لم يكن من مصلحة ملك الحيرة، بالطبع، الرضى بنزول، منافس قوي أو منافسين أقوياء في أرضه أو في أرض مجاورة له. ولما ظهر الحارث في العراق، وعرف ملك الحيرة نياته وتقربه إلى الفرس، وملك الحيرة، هو باعتراف الفرس "ملك عرب العراق"، لم يكن من المعقول سكوته انتظاراً للنتائج. ومن هنا وقع الاختلاف.

لم تكن العلاقات حسنة بين قباذ والمنذر ملك الحيرة، لسبب غير واضح لدينا وضوحاً تاماً، قد يكون بسبب المزدكية، وقد يكون بسبب تقرب الحارث إلى الفرس واقطاعهم اياه أرضاً وتودده الزائد إلى قباذ، وقد يكون لأسباب أخرى مثل تردد ملك الفرس وضعفه، فلم تكن له خطة ثابتة مما أثر في وضع "ملك عرب العراق". على كل حال، فقد أدى هذا الفتور إلى استفادة الحارث منه واستغلاله، فتقرب إلى الفرس وتودد اليهم حتى آل الأمر بأن يأخذ ملك الحيرة أمداً حتى تغيرت الأحوال في فارس بموت "قباذ" وتولى "كسرى أنو شروان" الملك من بعده، فعاد المنذر عندئذ الى عرش الحيرة وأبعد الحارث عن ملكه. وآراء الأخباريين متباينة كذلك في المكان الذي اختاره الحارث للاقامة فيه بغد اغتصابه ملك "آل لخم"، فبينما يفهم من بعض الروايات انه استقر في الحيرة وأقام فيها، نرى بعضاً آخر يرى انه أقام في الانبار. وبينما يذكر "حمزة" إن الحارث حينما بلغه خبر قدوم المنذر عليه واقترابه من الحيرة، هرب فتبعته خيل المنذر، مما يفهم انه كان في الحيرة، نجده يقول في موضع آخر: "إن الحارث كان بمعزل عن الحيرة الني كانت دار المملكة، ولم يعرف له مستقر، انما كان سيارة في أرض العرب ". ونجد صاحب الأغاني يذكر في موضع انه كان في الأنبار، ويشير في موضع آخر انه كان في الحيرة.

وتتفق روايات الأخباريين على إن مجيء "كسرى أنو شروان" كان شراً على الحارث،وخيراً لال لخم، فقد كانت سياسة "أنو شروان" مناهضة لسياسة. قباذ بسبب المزدكية. وقد ظهر اختلافهما هذا فىِ السنين الأخيرة من سني حكم قباذ". وقد أدى هذا الاختلاف إلى محاربة المزدكية وسقوطها. ويحدثنا "ملالا" "John Malalas" إن سقوطها كان بعد وفاة "الحارث" وقبل غارة المنذر على بلاد الشام. وقد قام المنذر بها في شهر آذار من سنة "528" للميلاد على رواية "ثيوفانس" "THeophanes". وكانت وفاة الحارث في أوائل سنة "528" للميلاد. ومن رواية هذين الكاتبين يتبين إن الحارث كان قد قضى نحبه قبل القضاء على المزدكية بمدة غير طويلة، وان المنذر كان في آذار سنة "528" للميلاد قد قام بغارته على بلاد الشام.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق