إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

682 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


682

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.


وحدثنا "ابن قتيبة" أن "المنذر" لما اقبل "من الحيرة هرب الحارث، وتبعته خيل فقتلت ابنه عمراَ، وقتلوا ابنه مالكاً بهيت، وصار الحارث بمسحلان فقتلته كلب". وزعم غير ابن قتيبة انه مكث فيهم حتى مات حتف أنفه. وذكر "حمزة" الروايات المدوّنة في كتاب "الأغاني" بحذف بعض كلماتها. ولم يشر اليعقوبي إلى من قتل "الحارث" من ملوك الحيرة، بل أوجز فقال: "... وكانوا يجاورون ملوك الحيرة، فقتلوا الحارث. وقام ولده بما كان في أيديهم، وصبروا على قتال المنذر حتى كافؤوه. ويشعر على كل حال من جملة "وصبروا على قتال المنذر" ومن روايات الأخباريين الأخرى أن القتل كان في ايام المنذر.

وفي رواية أخرى أن الحارث بقي في كلب حتى توفي فيما بينهم حتف أنفه. وقد أضافت الرواية التي تنسب إلى "أبي عبيدة" إلى هذا الخبر انه دفن ب "بطن عاقل". والظاهر إن اضافة "بطن عاقل" إنما وقعت سهواً واشتباهاً، من باب عدم التمييز فيما بين "حجر" الذي زعم انه دفن ب "بطن عاقل" وبين "الحارث".

وجاء في رواية أن الحارث خرج يتصيّد، فرأى جماعة من حمر الوحشى فشدّ عليها، وانفرد منها حمار فتتبعه، وأقسم ألا يأكل شيئاً قبل كيده، فطلبته الخيل ثلاثة أيام حتى أدركته، وأتي به، وقد كاد يموت من الجوع، ثم شوي على النار واطعم من كبده وهي حارة فمات.

ولا تخلو هذه الروايات المتعلقة بموت "الحارث" ونهايته من مؤثرات العواطف القبلية التي صبغت كل الأخبار التي يرويها الأخباريون بهذه الصبغة. فكلب تدعي انها هي التي قتلته، وكنده تنكر ذلك مدعية انه مات كما يموت سائر الناس، وأهل الحيرة يقولون انهم هم الذين قتلوه،قتلوه في حرب. وأبو الفرج الأصبهاني يقول: "فكلب يزعمون انهم قتلوه، وعلماء كنده تزعم انه خرج إلى الصيد فالظ بتيس من الظباء، فأعجزه فآلى أن لا يأكل أولاً إلا من كبده، فطلبت الخيل ثلاثاً، فأتى بعد ثالثة، وقد هلك جوعاً، فشوى له بطنه فتناول فلذة من كبده، فأكلها حارة فمات.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق