إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

675 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


675

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

فلما شايع قباذ المزدكية، اجتمعت كلمة "موبذان موبذ" والعظماء على ازالته من ملكه، فأزالوه عنه وحبسوه، وعينوا أخاه جاماسب مكانه. ويذكر الطبري إن ذلك كان في السنة العاشرة لملك قباذ، فيكون ذلك في سنة "498 م" على رأي من جعل ابتداء ملكه في عام "488م"، وقدّر حدوثه أيضاً في سنة "496 م". وقد مكث أخوه ملكاً ست سنوات ثم أزاله عنه أخوه قباذ الذي أفلت من السجن في قصة يرويها الأخباريون، واستعاد قباذ بذلك ملكه. فتكون استعادته ملكه في حوالي سنة "504" أو "502م". وقد مكث ملكاً حتى انتقل إلى العالم الثاني في سنة "531م".

وتذكر رواية الأخباريين هذه، إن الملك قباذ طلب من المنذر بن ماء السماء. الدخول فيما دخل فيه من مذهب مزدك وزندقته، فامتنع، فاغتاظ قباذ وانزعج منه، ودعا "الحارث بن عمرو" إلى ذلك، فأجابه، فاستعمله على الحيرة. وطرد المنذر من مملكته، فعظم سلطان الحارث، وفخم أمره، وانتشر ولده، فملكهم على يكر وتميم وقيس وتغلب وأسد. وكان من حلّ نجداً من أحياء نزار تحت سلطان الحارث دون من نأى منهم عن نجد. فتربط هذه الرواية كما نرى بين زندقة قباذ وعزل المنذر وتنصيب الحارث ملكا على الحيرة،بقبوله مذهب قباذ. وروى "حمزة" إن الحارث كان قد طمع في ملك "آل لخم"، وكان قد وجد إن "قباذ" ضعيف الهمة فاتر العزم،غير ميال إلى القتال، وانه سوف لا يساعد ال لخم، إن هو هاجمهم، لذلك ساق كنده ومن كان معه من يكر ابن وائل عليهم، وباغت سادة الحيرة ولم يتمكنوا من الوقوف أمامه، فهرب "المنذر" من دار مملكته بالحيرة ومضى حتى نزل إلى "الجرساء الكلبى" وأقام عنده إلى أن تغير الحال بوفاة قباذ، وتبدل سياسة الحكومة بتولي "كسرى أنو شروان" الملك. فعاد إلى ملكه وقهر الحارث وتغلب عليه واستعاد ما اغتصب منه.

وذكر "حمزة" إن سبب لجوء "يكر بن وائل" إلى الحارث، وخضوعها لحكمه واشتراكها معه في مهاجمة "آل لخم" وانتزاع الحكم منهم، هو أن "امرأ القيس البدء" كان يغزو قبائل "ربيعة"، فينكى فيهم، ومنهم أصاب "ماء السماء"، وكانت تحت "أبي حوط الخطائر" فثارت به "يكر بن وائل" فهزموا رجاله، وأسروه، وكان الذي ولي أسره "سلمة بن مرة بي همام بن مرة بن ذهل بن شيبان"، فأخذ منه الفداء وأطلقه، فبقيت تلك العداوة في نفوس "بكر بن وائل" إلى أن وهن أمر الملك "فباذ"،فعندها أرسلت يكر الى الحارث بن عمرو فملكوه، وحشدوا له، ونهضوا معه حتى أخذ المك ودانت له العرب.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق