إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

744 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الاربعون مملكة الغساسنة


744

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
   
الفصل الاربعون

مملكة الغساسنة


وكان في جملة ما قاله النابغة عن بني حُن بن حرام، وهم من عذرة، انهم كانوا قد منعوا "وادي القرى" عن عدوهم ومن أهله وحموه منهم، وهو كثير النخل، فتمنّعوا بثمره، وطردوا "بلَيّاً"، وهم من "بني القين" وهم أصحابه من هذا الوادي، واستولوا على نخيلهم، ونفوهم إلى غير بلادهم، وهم الذين ضربوا أنف الفزارى، وهْم الذين منعوها من قضاعة كلها ومن "مُضرَ الحمراء"، وقتلوا الطائي بالحجر عنوة، ويريد به "أبا جابر الجلاس ابن وهب بن قيس بن عبيد، وكان ممن اجتمع عليه جديلة طيء. ومثل هؤلاء قوم لا يغلبون.

ويظهر من شعر للنابغة إن "النعمان" كان قد غزا تميماً وقيس وائل، وانه أوجعهم، وقد غزاهم في الربيع.

وللنابغة أشعار أخرى في مدح "النعمان" هذا، منها أبيات استهلها بقوله: والله والله لنعم الـفـتـى إذ  أعرجُ، لا النكسُ ولا الخامل

وقد أدرك النابغة أجل "النعمان بن الحارث بن أبي شمر"، اذ مات مقتولاً فرثاه بقصيدة، يظهر منها انه كان يكنى ب "أبي حجر"، وانه قبر في موضع يقع بين "بصرى" و "جاسم".

وقد غزا "النعمان" العراق، ولا يستبعد "نولدكه" أن يكون هو الذي قصده المؤرخ "ثيوفلكتوس" حين تحدث عن غزوٍ قام به عرب الروم على العراق في زمن الصلح أي حوالي سنة "600 م".

وقد مدح النابغةُ "النعمان بن الحارث الأصغر" في القصيدة التي تبدأ بقوله: إن يرجع النعمان نفرح ونبتهج  ويأت معداً ملكها وربيعـهـا

ويرجع إلى غسان ملك وسؤدد  وتلك التي لو اننا نستطيعهـا

ورثى "النابغة" النعمان في قصيدة جاء فيها إن شيبان وذهلاَ وقيس بني ثعلبة وتميماًُ سُرّوا بوفاته، لأنهم أمنوا بذلك على أنفسهم من غاراته ومن غزوه لهم. ويظهر من شعر النابغة فيه انه كان محارباً يغزو القبائل، ولذلك هابته. وقد بكاه بقوله: بكى حارث الجولان من فقد ربه  وجوران منه خاشع متـفـائل

 

وذكر "ابن قتيبة" إن النابغة لما صار إلى غسان، انقطع إلى "عمرو بن الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر بن أبي شمر الغساني" والى أخيه "النعمان بن الحارث"، فأقام النابغة فيهم فامتدحهم، فغمّ ذلك النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وبلغه إن الذي قُذف به عنده باطل، فبعث إليه من يسأله أن يعود، فاعتذر النابغة في شعر، وقدم عليه مع زياّد بن سيّار ومنظور بن سيار الفزاريين، وقبل عذره ورحب به.

ثم ملك بعده - على رأي حمزة - الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر، وهو على حد تعبيره صاحب "تدمر" و "قصر بركة" و "ذات أنمار" وغير ذلك.

ثم ملك بعد الأيهم بن جبلة شقبقه المنذر بن جبلة، وكان ملكه على رواية حمزة ثلاث عشرة سنة.

ثم صار الملك إلى شقيقه "شراحيل بن جبلة" على رواية حمزة. وكان ملكه خمساً وعشرين سنة وثلاثة أشهر.

ثم انتقل الحكم إلى "عمرو بن جبلة" بعد وفاة "شراحيل" وهو على رأي حمزة شقيقه، وقد حكم عشر سنين وشهرين.

ثم حوّل حمزة الحكم إلى "جبلة بن الحارث"، بعد وفاة "عمرو بن جبلة"، وهو على رأيه ابن أخيه. وجعل حكمه أربع سنين.

ثم صيِّر حمزة الملك إلى "جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن مارية"، وهو على رأيه آخر ملوك غسان. وكان ملكه ثلاث سنين. وهو الذي كان أسلم ثم تنصر، ولجأ إلى الروم. وقد سرد المسعودي نسبه على هذه الصورة: "جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن حجر بن النعمان بن الحارث بن الأيهم ابن الحارث بن جبلة بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة"، وسرده على هذه الصورة: "جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن مازن" في مكان آخر.

وذكره "ابن عبد ربه" على هذه الصورة: "جبلة بن الأيهم بن أبي شمر الغساني". وذكر "الذهبي" أن الأصل هو "الأهيم"، لا "الأيهم"، وكناه ب "أبي المنذر"، وقال إنه كان ينزل "الجولان".

وقد وُصِف بأنه كان طويلاً، طوله اثني عشر شبراً، وكان إذا ركب مسحت قدمه الأرض.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق