إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

717 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


717

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

ويحتمل على رأي "الويس موسل" أن يكون هذا الشيخ قد هاجر من "الوديان" و "الحجيرة"، إلى "دومة الجندل" ومنها صار يغزو أعراب "العربية الحجرية"،والمناطق المجاورة لها من "فلسطين الثالثة" "Palestina Tertia" ويتوسع فيها حتى بلغ ساحل البحر، فتحكم في جزيرة " Iotabe" المهمة التي كانت محطة تجارية خطيرة للاتجار مع الهند، وفي الطريق البري المهم الذي يربط ديار الشام بالعربية الجنوبية، فحصل على سلطان واسع ونفوذ عظيم.

ولعل هذه الجزيرة هي جزيرة "Ainu" التي ذكرها "بطلميوس"، أخذ تسميته هذه من "حينو" "حاينو" "Hainu" الاسم الذي كانت تعرف به عند الأنباط. ويظن انها جزيرة "تاران" "تيران". وذكر "ياقوت" أن سكانها قوم يعرفون ب "بني جدان".

ويحدثنا "ثيوفانس" إن هذه الجزيرة كانت في عام "490" للميلاد في أيدي ألروم، استولى عليها حاكمهم "Dux" على فلسطين بعد قتال شديد. ويدل خبر هذا المؤرخ على إن الروم انتزعوا هذه الجزيرة من "امرئ القيس" أو من خلفائه بعد مدة ليست طويلة من استيلاء امرىء القيس عليها. ولعلهم استولوا عليها بعد وفاة هذا العامل على أثر نزاع وقع بين أولاده وورثته أضعف مركز الإمارة، فانتهز الروم هذه الفرصة وانتزعوا ما تمكنوا من انتزاعه من أملاك هذا الرئيس.

ويظن إن "NokaLIAN" هو "النخيلة". و "النخيلة" موضع معروف قرب الكوفة على سمت الشام، وهو موضع ينطبق عليه ما ذكره "ملخوس" من انه كان في أرض كانت تحت نفوذ الفرس.

وكان يحكم هذه المنطقة في ايام "يوسطنيانوس" " Justinianus" "Joustinianus" رئيس يدعى "أبو كرب" "Abochorabus"، وكانت له واحة خصبة مزروعة بالنخيل، وهبها إلى القيصر. فقبلها منه، وعيِّنه رئيساً " Phylarchus" على أعراب " Saracens" فلسطين. فحمى له الحدود من غزو الأعراب،ومنع اعتداء القبائل في الداخل. وذكر "بروكوبيوس" إن هناك أعراباً آخرين كانوا يجاورون أعراب هذا الرئيس، يدعون ب " Maddeni" أي "معد"، يحكمهم " Homeritae" أي الحميريون. ويظهر من كَلام هذا المؤرخ إن قبائل معد كانت في أيامه تابعة لحمير. ومعنى هذا إن نفوذهم كان قد امتد في هذا العهد حتى بلغ أعالي الحجاز. وفي كلامه هذا تأييد لروايات الأخباريين الذين يتحدثون عن بلوغ التبابعة هذه الأماكن، وعن حروب وقعت بين العدنانيين والقحطانيين. وليس في الذي أورده "بروكوبيوس" أو "نونوسوس"، ما يثبت إن "قيساً" هو "امرؤ القيس". ومجرد تشابه الاسمين لا يمكن أن يكون حجة على انهما لمسمى واحد. ثم إن ما ذكره "نونوسوس" من إن "قيساً" كان رئيساً على قبيلتي "كنده" و "معد" لا يكون دليلاً على انه كان حتماً من "كنده" أو انه كان حتماً "امرأ القيس" الشاعر الذي يعرفه الأخباريون. لذا فنحن لا نستطيع الجزم في الوقت الحاضر بتعيين هوية هذا الرئيس.


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق