إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

712 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


712

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

ويرى "ونكلر" "Winckler" إن قصة الوفاء هذه هي أسطورة استمدت مادتها من أسفار "صموئيل الأول" في التوراة، ومن الأساطير العربية القديمة نظمت على هذه الصورة فجعل بطلها شخصان هما: السموأل وامرؤ القيس. ولا بد لي وقد انتهيت من البحث عن امارة كنده،من الاشارة إلى "الأكيدر" صاحب "دومة الجندل"، فقد نسبه أهل الأخبار إلى "كندة". وقد ذكروا انه من السكون، والسكون هم من كنده. ومعنى هذا إن عائلة تنتمي إلى كنده كانت تحكم هذا الموضع المهم في البادية، لأنه ملتقى طرق قوافل وسوق معروف من أسواق الجاهلين.

كنده في العربية الجنوبية

وقفنا على أخبار كنده بنجد وفي العربية الشرقية إلى العراق. ثم رأينا ما حل بتلك الامارة وكيف تشتت شملها. ونريد الان أن نتحدث عن دور هذه القبيلة في العربية الجنوبية.

يرى بعض الباحثين إن الخصومات التي وقعت في امارة كنده، وتعقب ملوك الحيرة ولا سيما "المنذر" لساداتها، وانقضاض القبائل التي كانت تخضع لها عنها ثم سقوط امارة كنده، دفعت بعشائر كنده إلى الاتجاه نحو الجنوب نحو العربية الجنوبية، ولا سيما حضرموت، وهي موطنها القديم، فنزحت اليها واستوطنت بها. وكوّنت لها امارة كندية بحضرموت.

وهذا القول يجب ألا يفسر على إن مجيء كنده إلى العربية الجنوبية انما كان بعد سقوط حكومتهم وتشتت أمرهم، فقد أشرت فيما سلف في مواضع إلى وجود كنده في العربية الجنوبية قبل هذا العهد بزمن طويل، وأشرت إلى ورود اسمها في نصوص المسند والى الأدوار التي لعبتها في ايام ملوك سبأ وذو ريدان، قبل الإسلام بمئات السنين، بل ربما كان ذلك قبل الميلاد.

وقد رأينا فيما سلف ورود اسم "كنده" "كدت" في نص أمر بتدوينه الملك "معد يكرب يعفر ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابها في النجاد وفي المنخفضات ". وهو من النصوص التي عثر عليها في "وادي مأسل" "وادي ماسل" "مأسل الجمح".وقد دوّن ووضع قي موضع "مأسل الجمح" لمناسبة ارسال الحملة العسكرية إلى موضع "كتا" لمحارية "مذر" أي "المنذر" الذي أعلن الحرب على قبائل هذه الجهات. وقد اشتركت في هذه الحرب قبائل سبأ وحمير و "، رحبت" "رحبة" وحضرموت و "يمنت" اليمن". والأعراب و "كدت" أي "كنده" و "مَذْحج". واشترك مع المنذر "مذر" بنو ثعلبة "بن ثعلبت" و "شبيع ?". وقد أرخ النص بشهر "ذ قيضن" "ذو قيض" "ذو القيض" من سنة "631" من التقويم الحميري أي في صيف سنة 516 للميلاد.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق