إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

673 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


673

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

ولدينا رواية اخرى، تذكر إن الذي ساعد "الحارث بن عمرو" على تولي الحكم على بلاده معد، هو "صهبان بن ذي خرب"،وذلك إن معداً لما انتشرت تباغتت وتظالمت، فبعثت إلى صهبان تسأله إن يملك عليها رجلاً يأخذ لضعيفها من قويها مخافة التعدي في الحروب، فوجّه اليها الحارث بن عمرو الكندي، واختاره لها، لأن معداً أخواله، امه امرأة من بني عامر بن صعصعة، فسار الحارث اليها بأهله وولده. فلما استقر فيها، ولى ابنه حجر، وهو أبو امرئ القيس الشاعر على أسد وكنانة، وولى ابنه شرحبيل على قيس وتميم، وولى ابنه معدي كرب، وهو جد الأشعث بن قيس الكندي على ربيعة، فمكثوا كذلك إلى أن مات الحارث، فأقر صهبان كل واحد منهم في ملكه، فلبثوا بذلك ما لبثوا. ثم إن بني أسد وثبوا على ملكهم حجر بن عمرو، فقتلوه. فلما بلغ ذلك صهبان، وجه إلى مضر عمرو بن نابل اللخمي، والى ربيعة لبيد بن النعمان الغساني، وبعث برجل من حمير يسمى أوفي بن عنق الحية وأمره إن يقتل بني أسد أبرح القتل. فلما بلغ ذلك أسداً وكنانة، استعدوا، فلما بلغ أوفي ذلك، انصرف نحو صهبان، واجتمعت قيس وتميم فأخرجوا ملكهم عمرو بن نابل عنهم فلحق بصهبان، وبقي معدي كرب جد الأشعث ملكاً على" ربيعة.

اما صهبان، فهو رجل لم يكن من اهل بيت الملك في حمير، بل كان قد وثب على الملك واخذه - عنوة، وذلك حينما تضعضع الحميرية بقتل "عمرو بن تبع" اخاه "حكان بن تبع"، فانتهز صهبان هذه الفرصة، ووثب على "عمرو اين تبع" فقتله واستولى على ملكه وصار الأمر إليه.

وهناك رواية اخرى تذكر إن "صهبان بن محرث" هو الذي عين الحارث على معد. فهي تأييد للرواية المتقدمة " سوى انها عينت اسم والد صهبان، بأن نصت عليه، فجعلته "محرثاً" 0 اما الرواية المتقدمة فدعته "ذي خرب". و "ذي خرب" لقب، يعبر عن منصب وليس باسم علم.

وفي رواية يرجع سندها إلى ابي عبيدة، إن بكر بن وائل لما تسافهت، وغلبها سفهاؤها، وتقاطعت ارحامها، ارتأى رؤساؤهم فقالوا: إن سفهاءنا قد غلبوا على أمرنا فأكل القوي الضعيف. فنرى إن نملك علينا ملكاً نعطيه الشاه والبعير، فيأخذ للضعيف من القويْ ويرد على المظلوم من الظلم، ولا يمكن إن يكون من بعض قبائلنا، فيأباه الآخرون، فيفسد ذات بيننا، ولكننا ناتي تبعاً فنملكه علينا، فأتوه، فذكروا له امرهم، فملك عليهم الحارث بن عمرو اكل المرار الكندي، فقدم فنزل بطن عاقل.

ويدرك من هذه الروايات انه كان للتبابعة نفوذ على قبائل معد، وان تلك القبائل كانت تستشيرهم في أمورها، وتحكم اليهم فيما يحدث بينهم من خلاف. وانه كان لهم يد في تعيين الحارث وتنصيبه على تلك القبائل.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق