إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

681 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


681

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.


ويستدل من اشارة "ملالا" و "ثيوفانس" إلى موت الحارث في سنة "528م" ومن تلقيبه بلقب "فيلارخس" أي عامل، على إن علاقات الحارث بالروم في أواخر أيام حياته كانت حسنة. ومعنى هذا إن خلافاً او فتوراً كان قد وقع فيما بينه وبين الفرس، دفعه على التقرب نحو خصوم الساسانيين وهم الروم، فاضل بهم وذلك في أيام "قباذ"، او في ايام "كسرى انو شروان". ويظهر إن تودد "الحارث" إلى البيزنطيين لم يأت له بنتيجة او بفائدة تذكر.

اذ يحدثنا الكاتبان "ملالا" و "ثيوفانس" إن قائد فلسطين الرومي "ديوميدس بر "Diomedos" أجبر سيد قبيلة يدعى "اريتاس" "Aritas"، اي "الحارث" على التراجع في اتجاه الهند "Indica"، ويقصد بذلك جهة الجنوب او الشرق، حيث كان يطلق البيزنطيون على العربية الجنوبية "الهند". فلما سمع بذلك "الموندارس" "Alamoundaros" أي "المنذر" رئيس العرب "السرسيني" "Saracens" الخاضعين لنفوذ الفرس،هجم على الحارث فقتله،وغنم امواله وما ملكه،وأسر اهله. فلما بلغ النبأ للقيصر "يوسطنيانوس" "Justinianus"، أمر حكام "فينيقية" "Phenicia" و "العربية" "Arabia" والجزيرة وعامل الحدود بتعقب المنذر ومهاجمته. وقد اشترك في هذه الحملة عدد من القادة والحكام،وفي جملتم سيد قبيلة اسمه "اريتاّس" "Aritas"، أي "الحارث"، وهو الحارث بن جبلة الغساني على ما يظهر.

ولم يتعرض الأخباريون للخبر الذي ذكره الكاتبان عن كيفية قتل "الحارث" ولا عن الأمر الذي أصدره القيصر بتعقيب "المنذر"، والظاهر انهم لم يقفوا عليه. غير إن للاخباريين رواياتهم الخاصة عن مصير صاحبنا "الحارث" الكندي. حدث صاحب "الأغاني" إن "انو شروان" حينما ملك، أمر بقتل الزنادقة، اي أتباع مزدك، "فقتل منهم ما بين جازر إلى النهروان إلى المدائن في ضحوة واحدة مئة ألف زنديق وصلبهم"، وأعاد المنذر إلى مكانه، وطلب "الحارث ابن عمرو، فبلغه ذلك وهو بالأنبار وكان بها منزله... فخرج هارباً في هجائنه وماله وولده، فمرّ بالثوية، وتبعه المنذر بالخيل من تغلب وبهراء وإياد، فلحق بأرض كليب، فنجا وانتهبوا ماله وهجائنه، وأخذت بنو تغلب ثمانية وأربعين نفساً من بني آكل المرار، فقسمت بهم على المنذر، فضرب رقابهم ب "جفر الأملاك" "حفر الأملاك" في ديار بني مرينا العبادين بين دير هند والكوفة 00". وأضاف "ابن الأثير" إلى هذا الخبر إن "تغلب" قبضت على ولدين من أولاد الحارث هما: "عمرو" و "مالك" في جملة الثمانية والأربعين، فجاءت بهما الى المنذر في "ديار بني مرينا" فقتلهمْ.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق