إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

720 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الاربعون مملكة الغساسنة


720

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
   
الفصل الاربعون

مملكة الغساسنة

وللاخباريين تفاسير في سبب تلقيب عمرو بن عامر بمزيقياء. وقد ذكر "حمزة" بعض الآراء الواردة في ذلك، فقال: "وتزعم الأزد أن عمراً انما سمي مزيقياء لأنه كان يمزق كل يوم من سني ملكه حلتين لئلا يلبسهما غيره، فسمي هو مزيقياء. وسمي ولده المزاقية. فهذا قول وقيل: إنما سمي مزيقيا، لأن الأزد تمزقت على عهده كل ممزق عند هربهم من سيل العرم، فأتخذت العرب افتراق الأزد عن أرض سبأ بسيل العرم، فقالوا: ذهبت بنو فلان أيادي سبأ". ومال "نولدكه" إلى هذا التفسير الأخير، فرأى أنه مأخوذ من الآية. )فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق، إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور(.

ويظهر أن الغساسنة اخترعوا أسطورة تمزيق الثياب، للاشارة إلى غنى جدّهم "عمرو" واقتداره. وأما ما ذهب إليه "نولدكه"، فهو في نظري نوع من الظن، استخرجه من هذا التفسير الثاني الذي رواه الأخباريون في تفسير الكلمة الخاص بتفرق الأزد عن أرض سبأ لحدوث السيل.

وقد زعم أنه نزح معهم من اليمن قومهم من الأزد.، فنزل المدينة رهط " ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر ومنهم الأوس والخزرج،ونزل مكة رهط حارثة ابن عمرو بن عامر،وهم خزاعة،ونزل جفنة بن عمرو بن عامر بالشام،وهم الغساسنة ونزل لخم في العراق ومنهم المناذرة أو آل نصر". فوصل اهل الأخبار بذلك تأريخ خزاعة والأوس والخزرج وآل لخم بآل غسان. وجعلوا ابتداء ظهورهم في أماكنهم منذ ذلك العهد، أي منذ وقوع حادث "سيل العرم".

وقد روى الأخباريون في ذلك شعراً لنفر من الأنصار، ورد فيه انتساب أهل يثرب إلى "عمرو بن عامر"، واتصال نسبهم بنسب غسان. من ذلك شعر للشاعر الأنصاري المعروف "حسان بن ثابت"، يقول فيه: ألم ترنا أولاد عمرو بن عامـر  لنا شرف يعلو على كل مرتقى

ومن ذلك شعر زعم ان قائله أحد الأنصار هو: أنا ابن مزيقيا عمرو،وجدي  أبوه عامر ماء السـمـاء

فالأنصار، أي أهل يثرب، وهم من الأوس والخزرج، هم من الدوحة التي أخرجت الغساسنة، وقد ظهر تأريخهم في يثرب بعد حادث سيل العرم على نحو ما رأيت.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق