إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

663 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


663

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

ويخبرنا النص: "Jamme 665"، إن رجلاً من "جدنم" "جدن" كان كبيراً "كبر" على "اعراب ملك سبأ" "أعراب ملك سبأ" وعلى "كنده" "كدت" و "مذحج" وعلى "حررم" "حريرم" "حرر" "حرار" "حرير" وعلى "بهلم" "باهلم" "باهل" "باهلة" وعلى "زيد ايل"، وعلى كل أعراب سبأ "وكل اعرب سبأ" وعلى حمير وحضرموت ويمنت. وقد عينّه بدرجة "كبر" أي "كبير"، وهي من أعلى الوظائف في الدولة الملك "ياسر يهنعم" وابنه "ذرأ أمر أيمن". ومعنى هذا إن كنده كانت تابعة أيضاً في هذا العهد لحكم سبئيين، وان ذلك الكبير كان يدير منطقة واسعة وضعها الملكان تحت تصرفه.

ويرى "جامة" إن أرض كنده يجب أن تكون في جنوب "قشمم" "قشم" "قشام" "القشم"، وذلك لأن النص: "Jamme 660" يضعها بين "حضرموت" و "مذحج"، فيرى لذلك إن منازلها في ذلك الوقت كانت عند هذه المواضع. والمعروف اليوم إن أول من ذكر اسم "كنده" من المؤلفين الكلاسيكيين على وجه لا يقبل الشك أو الجدل، هو "نونوسوس"، وقد دعاها باسم "Kindynoi" أي "كنده"، وذكر انها وقبيلة "مادينوى" "Maddynoi" "معد"، هما من أشهر القبائل العربية عدداً ومكانة، يحكمها رجل واحد اسمه "Kaisos" أي "قيس".

وعلى أخبار الأخباريين معولنا في تدوين تأريخ كنده. وفي مقدمة هؤلاء ابن الكلبي الأخباري المعروف، وله مؤلف خصصه بتأريخ كنده، سماه: "كتاب ملوك كنده" ومؤلفات اخرى لها علاقة بهذه القبيلة، وابو عبيدة والأصمعي، وعمر بن شبة، وأمثالهم ممن سترد اسماؤهم في ثنايا صحائف هذا الفصل. وهي اخبار تمثل جملة نزعات واتجاهات تصور تحزب اولئك الأخباريين وميولهم الى هذه القبيلة او تلك، فبينها أخبار تميل إلى تأييد اهل اليمن، وبينها اخبار ترجح كفة "كنده"، وبينها اخبار ترجع الفضل إلى كلب، وبينها اخبار تؤيد بني اسد، وطبيعتها على العموم من طبيعة ما يرويه لنا الأخباريون من روايات عن تأريخ العرب قبل الإسلام، فيها العصبية القبلية والتحزب، فيجب إن ننظر اليها اذن بحذر شديد.

وقد ذكر حمزة انه نقل اخبار ملوك كنده من "كتاب أخبار كنده"، وأظنه قصد كتاب ابن الكلبي، الذي أشرت إليه. وفي استطاعة الباحث العثور على الموارد التي تفيدنا في تدوين تأريخ كنده ومعرفة اتجاهاتها وتعيين أسمائها. و "المفضليات" و "الأغاني" و "النقائض" وأمثالها وبقية كتب الأدب، هي خير أمثلة لتطبيق ما أقول.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق